أقدم معتوه امريكا، على وضع حرس الثورة الاسلامي الايراني في قائمة الارهاب لديه، في اجراء غير مسبوق، تجلى فيه تهافت الادارة الامريكية، في عهد الرئيس ترامب، على تسليط اقسى العقوبات على ايران، املا منها في تغيير سلوكها، وهي قرارات لم تنجح لحد اليوم في ما عبرت عنه واملته.
جاءت الحزمة الجديدة، لترفع من منسوب القرارات الاستفزازية، الى ترجيح صدام اصبح واردا، سياخذ المنطقة والعالم الى حرب مفتوحة متعددة الاطراف، وستكون كارثية في المقام الاول على الكيان الصهيوني، عوض ان تكون نعمة عليه بالحساب الامريكي.
ان الدوافع التي ذهبت باحمق امريكا الى التضييق على ايران قديمة، تارخت بتاسيس نظامها الاسلامي، متعلقة بشعاراته التي رفعها، وتطلعاته واهدافه التي اعلن عنها، منذ اول يوم، وباشر في تنفيذها بكل الصدق والحزم الذي اظهره.
دعوة النظام الاسلامي الاولى التي اطلقها، تمثلت في حفظ بيضة الاسلام ومشروعه بتاسيس درعها الامني والعسكري، قوة الحرس الثوري، التي شكلت على مدى 40 عاما صمام امان ليس لايران فقط، وانما للمنطقة باسرها، وبوجود الحرس الثوري ظلا ظليلا واقيا للمشروع الاسلامي، استمر عطاء الثورة الاسلامية، وبفضل الله وفضله تشكل جدار الصد والمقاومة، تلك التي تذكرنا باحداث قديمة، اشاد بها التاريخ في فييتنام ببطولات الفييتكونغ، التي اسقطت نظام العمالة هناك، واجبرت القوات الامريكية على الفرار من هناك ، خائبة ذليلة ومنكسرة.
قوة الحرس الثوري الاسلامي الايراني، لم تتاسس فقط من اجل الدفاع عن نظامه الاسلامي، ضد اي عدوان محتمل، ولكن حمل ايضا في اولوياته مشروعا اسلاميا عظيما، يتمناه كل مسلم في العالم، وهو تحرير فلسطين من البحر الى النهر، ومحو الكيان الصهيوني نهائيا، من على ارضها وهنا مربط الفرس، وما لا تريده امريكا، ومن هذا الالتزام الذي مضى فيه النظام الاسلامي، بدا تامر الاعداء ضده، وبدٱوا بتسليط عقوبات على بلاده، وشن حرب بالوكالة، استمرت 8 سنوات، ولم تسفر عن شيء مما املوه منها، وذهبت جميع جهودهم ادراج الرياح.
وكان دور الحرس الثوري في تنمية حركات مقاومة الكيان الصهيوني، وتقوية حبهتها اساسيا، تجلى في كبر المشروع، وتوسع دائرته الى اليمن، ولكي لا ننسى، صيحة الفزع التي اطلقها عميل امريكا في الشرق الاوسط، بعنوان خطر الهلال الشيعي سنة 2005 التي سبقت انتصار حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان، في تموز 2006 ، لتثبت من جديد جدوائية مقاومة العدو الصهيوني، وضرورة تكافئ القوة معه، لضمان الانتصار عليه.
ولا يخفى على كل متابع، تطور اداء القوة الاسلامية الايرانية الرائدة، المتمثلة حرسها الثوري، درع ايران الاسلامية، الواقي من خطر الاستكبار والصهيونية وعملائهم في المنطقة، حيث سجلت محتلف ورشاته ومراكز دراساته، وانجازات عسكرية، جديرة بالاعجاب وفي زمن قياسي، يجعلنا نتاكد ان هذه القوة الصادقة ماضية في تحقيق اهداف نظامها الاسلامية، بعناية الهية فائقة تتجاوز حدود عقولنا القاصرة.
ولا نزال نتذكر الفترات العصيبة التي مرت بايران الاسلامية، حيث امتنعت الدول الكبرى المصنعة للاسلحة على مدها بما يدفع عنها، العدوان الصدامي العراقي، حيث لم تجد من يبيع لها السلاح الكافي لصد العدوان، نظرا للطوق التامري المشكل ضدها من دول الاستكبار والصهينة والعمالة، فكان الحرس الثوري بكوادره وكفاءاته البديل لانتاج مختلف انواع الاسلحة وتطويرها في مسيرة تصنيع حثيثة وموفقة ارست اليوم على ساحل الاكتفاء الذاتي وتوفير فائض متوفر من الاسلحة ذات المواصفات الجديرة بالاحترام والتي بدا الاعداء يقرؤون لها الف حساب وحساب.
ومؤكد ان الذي اربك حسابات اعداء ايران الاسلامية قدرات الحرس الثوري الاسلامي الصناعية وانجازاته التي انتقل بعضها الى حركات المقاومة في لبنان وغزة وسوريا والعراق واسهمت في كبح جماح الالة العسكرية البرية الصهيونية فلم تتجرا على اقتحام غزة خوفا من صواريخ فجر 4 و 5 والكورنيت الايراني اما كيف وصلت هذه الاسلحة الى المقاومة هناك فذلك امر يعلمه الحرس الثوري والمقاومون الفلسطينيون.
اليد المشكورة الاخرى التي قدمها الحرس الثوري، مساهمته في افشال المؤامرة الارهابية التي صنعتها امريكا، ومولتها دويلات الخليج، ودفعت بها عبر تركيا الى سوريا والعراق، من اجل اسقاط نظاميهما، والتهيئة لعدوان جديد على ايران، بعنوانه الطائفي المقيت، وبجهود كوادر الحرس الثوري، امكن القضاء على داعش، وتخليص العراق وسوريا من خطر الارهاب الوهابي التكفيري، وما قدمه الحرس الثوري من امكانيات وتضحيات في كلا البلدين، يجعله المتصدّر العملي لمقام محاربة الارهاب وقلعه من منبته هناك،عكس ما ادعاه ترامب باطلا.
نعم يشكل الحرس الثوري الاسلامي الايراني، بالنسبة لامريكا والكيان الصهيوني،عقبة كاداء في طريق تحقيق تامرهما على المنطقة، وهو بنظرهم عنصر ارهاب، لهم وحدهم دون غيرهم، اللهم الا إذا اضفنا لهم ذيولهم من انظمة العمالة، المندفعين وراءهم بكل سوء على ايران الاسلام، من أجل إفشال مقاصدها وأهدافها الإسلامية.
فيلق القدس في صلب الحرس الثوري، وقائده المؤمن بكل ذرة في كيانه بوعد الله القادم، بيت القصيد في تصنيف امريكا للحرس على اساس عدائي، لا معنى له في حساب ايران الاسلام، ذلك ان قوات الباسبج، التابعة للحرس الثوري تتالف من 15 مليون فرد، ومن السفه والغباء والحمق بما كان، اقدام امريكا على خطوة عدائية للشعب الايراني ومستفزة لمشاعره، ستدفعه اكثر من اي وقت مضى الى الالتفاف حول نظامه الاسلامي وحرسه الثوري صمام أمان دعوة الامام الخميني، وعمود بنيان صرحه، ايمانا بحقانية مساره.
الاجراء الجديد الذي امضاه الرئيس الامريكي، امضاء مستكبر يخيل اليه انه مالك العالم بدوله وشعوبه، وعلى ايران ان تعود الى بيت طاعته، وتخضع لمشيئته- وقد برهنت التجارب أن ايران عصية على أميركا- ستزيد من تصعيد اجواء التوتر في المنطقة، وتضعها على حافة مواجهة غير محسوبة العواقب من طرف امريكا، ومحسوبة من جانب محور المقاومة، الذي تقوده ايران وحرسها الثوري، فكل ما رسم من جانبها تحقق، ولم تبقى سوى المرحلة الاخيرة من مشروع التحرير، التي ستخلص المنطقة من صناع الارهاب الحقيقي، دعاة الفوضى الهدامة، وناشري الفتن الطائفية، امريكا والكيان الصهيوني، وكل من حالفهم على شرورهم وعدوانهم.
النظام الاسلامي الايراني عبر عن موقفه أيضا كإجراء مناسب، واعلن ان القوات الامريكية المحيطة بايران قوات ارهابية، بما معناه جواز مهاجمتها عند اول حماقة ترتكبها ادارتها، وهذا رد يجب ان يعتز به مسلمو العالم باعتباره منطقا اسلاميا( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم) لم تجرؤ على قوله سوى ايران.
خلاصة القول هنا، ان كل من عارض السياسة العدوانية الامريكية، وتصدى لمخططاتها بالقوة والارادة اللازمتين- كما هي حال ايران نظاما ومؤسسات – يعد في نظر ساستها ارهابا لها، وقطع طربق على اطماعها في استعباد دول وشعوب العالم، وهذا منطق شيطاني، لن تستسلم له ايران وجميع احرار العالم.