بقلم صلاح الداودي* |
لاحظنا هذه الأيام الأخيرة، على سبيل الاستماع إلى الناس وانطباعاتهم في عدة اوساط اما من تلقاء أنفسهم أو بالحديث معهم، لاحظنا تطورا في ادراكهم لدور المعارضة الحقيقي ودور ائتلاف الجبهة ودور المرشح الرئاسي حمة الهمامي، أو لنقل اعترافا له بهذا الدور وتناميا لشعبيته وبالتالي تزايد حظوظه في المرور إلى الدور الثاني. ونحن أيضا كمعنيين وكداعمين وكمتابعين لاحظنا بالفعل بلوغ المرشح المذكور أقصى درجات حضوره ووضوحه واهليته من حيث مقبوليته ومن حيث خطابه ومن حيث برنامجه.
ومن ذلك استنتجنا أيضا بخبرة الواقع اليومي ومن قلب ما يقوله الناس ان طيفا واسعا منهم حالما يفقد اماله واوهامه يسارع إلى حمة الهمامي اما ليسبه ويعلق كل شيء عليه واما ليتعلق به خيارا وحيدا ويمتدح اصالته الفريدة.
استنتجنا أيضا بالمقارنة والتامل ان الفاشلين في قيادة المعارضة والفاشلين في منظومة الحكم يفشلان كذلك في تغيير دور المعارضة وينجحان في إثبات أهلية الجبهة للحكم. غير أن الذين لا يخجلون، عندما يخسرون رهانهم الفاشل على رؤساء ووزراء ونواب… وعندما يخسرون رهانهم الفاشل على أحزاب وشخصيات…يعودون في النهاية بحكم جبنهم الأخلاقي للبحث عن شبح جديد. المهم أن لا يكون طيف حمة والجبهة بين عيونهم. لماذا! لانه ولأن الجبهة تسقط اوهامهم في كل مرة. ولما يسقطون اخلاقيا لا ينهضون للتصحيح وإنما يبحثون عن وهم جديد. وعلى ذلك نكتفي بالقول لا يخجلون. لا يخجلون من حقارة حقدهم بالأحرى.
هكذا فهمنا لوضعيات من نوع ان المواطن التونسي لا يمارس السياسة وان الإنسان يجد نفسه مواطنا في الأخير … وما شابه، والحق ان بعض المواطنين متلهفون لحتفهم ومهوسون كما يسمي ذلك بعض الفلاسفة ب”الحماسة للهاوية”؛ بكل إيجاز نصوغ معنى كل ذلك على الشكل الذي يلي:
إن المواطن التونسي عندما لا يجد من يدين بما في ذلك إدانة نفسه يلحق حمة الهمامي بسجل الادانات وينهي صورة المهزلة ويرتاح، بدلا من اراحة ضميره وتحرير صوته الذي يتعدى حتما أنفه وسقف بيته ويصل سابع سماء. هذا ونعبر عن اعترافنا اليومي بنقاط ضعفنا، وهنا لا نتحفظ أبدا، بصيغة النحن، ونقر بتواصل وجود مجموعات ضغط طبيعية وعفوية على مواقف الجبهة لا نشكك في نواياها وإنما في وجاهة رأيها وممارستها. عن الجبهة بشكلها الحالي وبوجودها الجديد ومرشحها للرئاسة نتحدث. وبوجود مجموعات تخاذل محسوبة عليها دون وعي كاف تعيق عملها. هذا فضلا عن كل ما يستطيع المرشح حمة الهمامي تطويره ذاتيا وشخصيا فقط.
لكل معاد ومساعد على استعداء الجبهة ومرشحيها رئاسة وبرلمانا نقول الرسالة التالية في النهاية:
يا ملبسي الحق بالباطل والمنساقين انسياقا أعمى وراء إنكار صوت جبهة الحق ومرشحها الرئاسي لفائدة ظواهر مصطنعة مستخلقة من عدم هجينة وغير أصيلة وعابرة، لن تنالوا شيئا أبدا اذا لم تؤمنوا راسخا بالكفاح من أجل السيادة وكل عناوين التيار الوطني المقاوم الذي نعمل عليه مع الطيف الوطني الصادق المتنوع والمضحي في الميادين واذا لم تستجيبوا لنداء الواجب وتتركوا الركون إلى وساوسكم الباطلة وبعض الوعي الجنيني. وما الذي ينفع الناس اذا جربتم الهروب والمخاتلة والغي والنفاق وشهادة الزور والعدوان مرة أخرى. في الواقع والحقيقة، أصل الفساد الاستعمار وجرائم عملائه وأساس العدالة والنماء السيادة والمقاومون من أجلها.
وللصادقين نقول: لن تروا إلا ما يسركم ويريح ضمائركم ويسرخ أقدامكم.
*المنسق العام لشبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية