الدكتور بهيج سكاكيني |
السيد اردوغان على ما يبدو ما زال منتشيا بالانتصار الذي حققه في الانتخابات الرئاسية في تركيا والذي جعلت منه السلطان العثماني الجديد والحاكم بأمر الله وبسلطات لم يحصل عليها ربما الا أتاتورك مؤسس الدولة التركية . ما يفعله في الداخل التركي هذا شأنه وشأن شعبه وقواه السياسية ولا دخل لنا به لا من بعيد أو قريب بغض النظر عن راينا المتواضع في الامر.
أما ان يأتي ويهدد الدولة السورية والجيش العربي السوري إذا ما إقترب من إدلب السورية الذي جمعت فيها كل حثالة وآفات الارض من الارهابيين والتكفيريين فهذا شأن آخر كلية. نحن لا نريد ان نكرر القول بان دخول القوات التركية الى الاراضي السورية ودعمها للارهاب وفتح حدودها لهم منذ بداية الاحداث قبل ما يقرب من الثماني سنوات وتقديم كل الدعم اللازم لهم لوجيستيا وتسليحا وسياسيا هو عدوان على السيادة السورية بكل المقاييس والمعايير الدولية. الى جانب تدمير حلب الحاضنة الرئيسية لمفاصل الاقتصاد السوري الصناعية حيث تم تفكيك أجهزة مصانع بأكملها من قبل الارهابيين وبيعها وإعادة تركيبها وتشغيلها في تركيا. بالاضافة الى مساعدة الارهابيين في نهب وتهريب البترول السوري وبيعه بابخس الاثمان الى رجال اعمال مقربين من اردوغان لاعادة بيعه في الاسواق العالمية أو المحلية. هذا بالاضافة الى السماح بنهب وسرقة القطع الاثرية من العديد من المواقع الاثرية التي سيطرت عليها المجموعات الارهابية.
ما يجب ان يدركه اردوغان أن القيادة السورية والجيش العربي السوري مصمم على إعادة كل شبر من الاراضي السورية الى حضن الدولة السورية وهذا لا رجعة فيه مهما كانت الظروف والتضحيات اللازمة. وما حصل ويحصل على الارض السورية يثبت ذلك قطعا.
ولنذكر السيد اردوغان ان أمريكا وأدواتها من العربان والكيان الصهيوني وضعوا اكثر من خط أحمر في الجنوب السوري لمنع تقدم الجيش العربي السوري وحلفاءه. كل هذه الخطوط الحمراء تجاوزتها الاحداث وها هو الجيش العربي السوري وحلفاؤه قد وصلوا الى الجولان المحتل وأرغم الكيان الصهيوني الذي تبجح أكثر بكثير منك الى بلع الشوكة وذهبت تهديداته النارية وكذلك كل زيارات مجرم الحرب نتنياهو المكوكية الى موسكو واستجداءاته ادراج الرياح.
ونقول ليطرح السيد اردوغان على نفسه سؤالا بسيطا دون تعقيد الا وهو إذا لم تتمكن الولايات المتحدة وتحالفها الدولي والكيان الصهيوني والمستعربين اللذين كانوا على استعداد لتفريغ خزائنهم نهائيا للامريكي في المهمة… إذا فشل كل هؤلاء في منع الجيش العربي السوري من استعادة كل هذه المناطق ذات الخطوط الحمراء فهل يستطيع هو تحقيق ذلك؟
وإذا ما كان السيد اردوغان يأمل ان يختبئ خلف روسيا أو إيران ويراهن على هذا فإن رهانه فاشل لان الدولة السورية دولة ذات سيادة وحلفائها لن يطعونها بالظهر. ونعيد ونؤكد ان سوريا ليست “مستعمرة” روسية ولا إيرانية. سوريا هي الجمهورية العربية السورية وستبقى عربية وستبقى رأس حربة لمحور المقاومة وشوكة في حلق كل المعتدين والمتآمرين عليها ونقطة على السطر. وكل من يسعى لتغيير هذا سيلقى مصيره والفشل ينتظره وإن غدا لناظره قريب.