ربما يعود الصراع السياسي بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية الى اكثر من مائة عام وربما يعود الصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني الى اكثر من اثنى وسبعون عاما واليوم بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة الى اكثر من خمسون عاما .. جاءت الدولة الوليدة التي لا يتجاوز عدد سكانها مخيم جباليا او مخيم قلنديا او مخيم برج البراجنة .. جاءت الدولة التي لا يزيد عمرها على 49 عاما لكي تعترف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية وقامت بخطوة تجاوزت الصراع السياسي الى صراع ثقافي ديني وإعلان حالة الحرب على الشعب الفلسطيني وتاريخه وتراثه وقامت بشراء نصف نادي “بيتار القدس” خطوة رفضتها كل دول العالم حتى الدول الأوروبية بريطانيا وفرنسا من كانت تملك اكبر امبراطورية في التاريخ والتي لا تغيب عنها الشمس.. رفضت دول أوروبا والاتحاد الأوروبي الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة..
وهنا لا بد من توجيه السؤال المهم الى القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كافة أماكن توجده: لماذا هذا الصمت المخيف؟ لماذا تنظرون وتسمعون ولا تحركون ساكنا؟ هل اصبحنا على هامش التاريخ والجغرافيا؟
انني واثق بان الشعب الفلسطيني قادر على تغيير المعادلة وتغيير الشرق الأوسط ولكن ليس على طريقتهم وليس على مقاسهم وقد يسأل مواطن فلسطيني بسيط : ما العمل؟
لا بد من تجهيز الاعلام الرسمي الفلسطيني والاعلام الشعبي وجميع الكتاب والمثقفين ورجال الاعمال لحملة شعبية واسعة في كل العالم والمحافل الدولية السياسية والرياضية ” ان ما تقوم به الامارات هو عمل خارج القيم والأخلاق والأعراف الدولية وخارج القانون الدولي الإنساني.. ما تقوم به الامارات عمل عدواني بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية لا يقل خطورة عن جرائم الاحتلال اليومية .. الامارات تقدم هدية للاحتلال لأنه قتل الشهيد الطفل ” علي أبو عليا” من قرية المغير من رام الله .. والله قطرة دم من الشهيد أبو عليا تعادل كل ملايين الدولارات التي تملكها الامارات .
اما نادي “بيتار القدس وجمهوره” للإماراتيين وشعوب الخليج فهو نادي ليس رياضي بل هو نادي عنصري تربى على فكر جابوتنسكي وفلسفة مناحيم بيغن .. لا يعترف بالعرب وبنكر العروبة والإسلام ويهتف دوما في مبارياته ” الموت للعرب” حتى انه رفض الفوز باقدام اللاعب الروسي المسلم وغادر الملعب في احدى مبارياته” مادا تفعلون أيها الاماراتيون؟ انتم تدمرون القدس وتعملون على تصفية القضية الفلسطينية وتعملون على انكار وجود فلسطين والشعب الفلسطيني على مر التاريخ.. يجب ان تخجلوا من أنفسكم
.. يجب ان تخجلوا امام شعوبكم وامام شعوب الوطن العربي والامة الإسلامية ..ماذا تقولوا لشهداء دير ياسين وشهداء صبرا وشاتيلا وشهدا قبية وكفر قاسم وشهداء غزة.. عار عليكم .. عار عليكم .. والله اخجل من نفسي وانا اكتب كلمة الامارات.
واما نحن الفلسطينيون.. عاد السفير الفلسطيني الى أبو طبي وليته ما عاد… مادا ننتظر اكثر من ذلك .. بالأمس القريب تمويل مشاريع اقتصادية وسياحية واستثمارات في داخل القدس الشرقية وفي داخل البلدة القديمة وفي داخل القدس الشريف .. اعتراف اماراتي بشرعية الاحتلال لا يقل عن اعتراف ” بومبيو ” وزير خارجية أمريكا عندما صرح” المستوطنات لا تمثل انتهاك للقانون الدولي الإنساني ” وردت عليه أوروبا” المستوطنات تمثل انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”
الامارات أصبحت جزء من الاحتلال بشرائها نصف نادي بتار القدس .. الامارات لم تعد تعترف بالقدس الشرقية تحت الاحتلال الإسرائيلي بل اعتبرت الاحتلال شرعي ويجب التعامل مع الاحتلال وفق نظرية ” نتنياهو” السلام بالقوة ” سلام إبراهيم فرض على الدول العربية بقوة إسرائيل ولا سبيل الا القوة …
وأخيرا… فلسطين اكبر منهم جميعا .. فلسطين عمرها اكثر من ثلاثة الاف عام و حجارة يبوس تشهد على ذلك .. نملك الحضارة والتاريخ ونملك الثقافة الفلسطينية والموروث الثقافي الفلسطيني ونملك الهوية الفلسطينية ونملك الرواية الحقيقة والقصة الحقيقة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي واسوار القدس العتيقة و حجارة باب العامود ستبقى شوكة في حلق الأعداء ومن وقف معهم ومن انكر تاريخ تلك الحجارة.