قال قائد عسكري أمريكي في المنطقة إن القوات الأمريكية ستغادر سوريا خلال الأسابيع المقبلة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيحدث في الأسابيع المقبلة، قال جوزيف ووتل: “من المرجح أنه في غضون بضعة أسابيع (سيبدأ الرحيل)، ولكن مرة أخرى (أقول) سيعتمد ذلك على الوضع في البلاد”.
بدأت الولايات المتحدة بالفعل في سحب معداتها العسكرية من سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه ينوي على الفور إزالة جميع القوات الأمريكية من سوريا، التي واجهت احتجاجًا ومعارضة واسعة النطاق من مسؤولين أمريكيين آخرين.
حاليا، هناك حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا.
القائد الأمريكي في المنطقة لم يجب عما إذا كانت واشنطن تنوي نقل قواتها من سوريا إلى العراق؟ لم يكن الجواب واضحا، لكنه قال إن الولايات المتحدة تعتزم تعزيز قواتها في العراق. يوجد حاليا 5000 جندي أمريكي في العراق.
قبل بضعة أيام، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم: “الجيش الأمريكي على وشك سحب قواته من سوريا بنهاية أفريل، مع خروج معظمهم في منتصف مارس”.
وشدد مسؤول أميركي على انسحاب القوات في أفريل، قائلاً إن ذلك يشمل انسحاب القوات من قاعدة التنف بالقرب من مفترق الطرق بين سوريا والأردن والعراق.
لم تقدم الولايات المتحدة حتى الآن خطة مفصلة لمغادرة سوريا وليس من الواضح متى ستغادر البلاد. في الوقت الحاضر، شنت الولايات المتحدة، إلى جانب قوات التحالف في سوريا، عملية جديدة ضد داعش في دير الزور. تشير بعض التقارير إلى أنه في الأيام الأخيرة، نشرت القوات الأمريكية قذائفها المدفعية على الحدود العراقية السورية لدعم القوات الديمقراطية السورية في عملية ضد داعش.
يعتقد الكثير من المحللين أن هذا الانسحاب هو دعاية إعلانية يسعى من خلالها ترامب أن يطبع في ذهن المواطنين الأميركيين أنه انتصر على داعش ويريد مغادرة سوريا الآن، لكن هذا يختلف عن حقيقة أن هدف دخول الولايات المتحدة إلى سوريا كان إسقاط الحكومة السورية، وليس تدمير داعش.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول ترامب، المعروف بتوقيع عقود مربحة، إبرام صفقة مع الجهات الإقليمية، ولا سيما تركيا، من أجل البقاء لاعباً في المنطقة بعد فشلها في تحقيق أهدافها.
وعليه، دخلت الولايات المتحدة سوريا مع تحالف غربي عربي كان هدفه الوحيد هو تغيير الحكومة السورية، ولكن بعد أكثر من سبع سنوات من القتال، كل الجهود الأمريكية، وعلى الرغم من مساعدة ودعم معظم الجماعات المسلحة في وعلى رأس داعش، إلا انهم هزموا.
اليوم، ومع ذلك، فإن استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا لم يعد له القيمة، ولهذا السبب قرر رئيس الولايات المتحدة التراجع والاستثمار في العمل مع تركيا، التي لها حدود طويلة مع سوريا وحلفاء الولايات المتحدة في معاهدة حلف شمال الأطلسي.