الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

أنا الموقع أدناه…خسائر بالجملة…بقلم عصام داري

ما جرى في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب أردوغان جدير بالاهتمام لعدة اعتبارات وأسباب، في مقدمتها: تراجع أردوغان عن مواقف بدت -في حينها- «حاسمة»، لكن ما جرى في الميدان قلبها رأساً على عقب.
وكي نكون واضحين في هذه النقطة ومباشرين، نذكر أن أردوغان أرسل آلاف الجنود الأتراك ومئات المدرعات والدبابات إلى إدلب عندما بدأ الجيش العربي السوري بتحقيق انتصارات ساحقة على تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وشقيقاته المدعومة من أنقرة، وقد أعلن أردوغان مهرطقاً أن هدف العملية العسكرية التركية هو «إعادة» الجيش العربي السوري إلى المواقع التي كان فيها قبل الدخول في معركة تحرير إدلب.
لكن أردوغان بعد سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري دعا إلى وقف إطلاق النار، وطلب من الرئيس الروسي التوسط لدى دمشق لتحقيق ذلك، بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من تثبيت أقدامه في المناطق التي حررها وهي مناطق واسعة جداً بما فيها مقر ومغاور وجحور «متزعم» «جبهة النصرة» الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني»، مع الإصرار التام على تحرير كامل الأرض السورية من الإرهاب.
هذا التراجع الأردوغاني ترافق مع خسارات سياسية ودبلوماسية على الساحة الأوروبية، خاصة أن أردوغان في لحظة تهور ليست غريبة عنه، هدد دول الاتحاد الأوروبي بأنه سيفتح الأبواب أمام اللاجئين الموجودين في تركيا للهجرة إلى أوروبا، وذلك رداً على رفض الدول الأوروبية وحلف «ناتو» مؤازرته عسكرياً في أعماله العدوانية بإدلب ضد الجيش العربي السوري.
الاتحاد الأوروبي لم يرفض التدخل تعاطفاً مع سورية وحرصاً على وحدة أراضيها، بل لأن صورة الغرب ستنهار بشكل كبير عندما يتدخل لنصرة النظام التركي ومساعدة العصابات الإرهابية.
اليوم ينظر العالم إلى نظام أردوغان، باعتباره الراعي الرسمي للإرهاب في المنطقة والعالم، وكل من يساعده في حروبه لدعم العصابات الإرهابية سيصبح شريكاً له في دعم الإرهاب، وهذا ما جعل معظم الشعب التركي وأحزابه الفاعلة يعبّر بوضوح عن عدم رضاه على سياسات أردوغان وحزبه، خاصة أن المؤشر الاقتصادي في تركيا يتراجع يومياً.
خسائر أردوغان لم تتوقف عند الخسائر الخارجية بل أصبحت نسبة كبيرة من الأتراك تعبر عن معارضتها لسياسات رئيس النظام التركي الذي زج بجنوده في سورية وليبيا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في معارك ليست معاركهم، ولا تخدم الشعب التركي، وإنما تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية وأنانية خاصة، والسعي لإحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة.
وإذا تم اليوم وقف الأعمال القتالية في إدلب، فإنما ذلك لمجرد إعطاء فرصة جديدة لتطبيق الاتفاقات السابقة، وخاصة اتفاق سوتشي الذي لم تلتزم به أنقرة مطلقاً، في الوقت الذي يبقى الجيش العربي السوري على أهبة الاستعداد لاستكمال عملياته لدحر كل من دنس طهر وقداسة التراب السوري.

شاهد أيضاً

مصر وتركيا ….مناطق نفوذ ….مصالح مشتركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي النظام التركي ساند وبقوة ثورات الربيع …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024