الكم الهائل من الأكاذيب والحقائق المشوهة، التي قدمها المثقفون العرب عن الربيع العربي، يمكن تلخيصها من مذكرات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الواقع أن المواطن العربي المحروم من كل فرص معرفة الحقيقة، لا يستطيع أن يواجه الأكاذيب الراهنة إلا بالوهم. ومعلوم أنه صدر هذا الأسبوع كتاب “أرض الميعاد ” الكتاب ترك جدلاً واسعاً في اليوم الأول الذي طرح فيه مذكراته، و أثار عاصفة سياسية في الولايات المتحدة بسبب جرأته. وقال أوباما في بيان: “لقد حاولت تقديم رواية صادقة لحملتي الرئاسية والفترة التي قضيتها في المنصب: الأحداث المهمة والأشخاص الذين شكلوها ووجهة نظري فيما فعلته بشكل صحيح والأخطاء التي ارتكبتها والقوى السياسية والاقتصادية والثقافية التي واجهتها أنا وفريقي آنذاك وتلك التي لا نزال نواجهها كدولة حتى الآن “. وعرض باراك أوباما صورة قاتمة لكثير من قيادات الشرق الأوسط في مذكراته الجديدة، التي يقول فيها إنه لا يزال يخشى أن الضغوط التي مارسها خلال الربيع العربي لم تكن دائماً موضوعية، كما أعاد التفكير في الانتقادات التي وجهت إليه وعدَّته منافقاً، لأنه أقنع رئيس مصر الراحل حسني مبارك بالتنحي في مواجهة احتجاجات عام 2011 إن المتأمل في كلمة” التنحي ” يعني أن الثورات العربية ليس ثورات شعبية تلقائية.وإنما هي مؤامرة كبرى نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية، وبمساندة ودعم الموساد الإسرائيلي وبعض الاستخبارات الغربية. هذا يعني أن كثيرًا من الباحثين والمفكرين و المحللين السياسيين العرب، يفتقرون إلى الحد الأدنى من الاطلاع على الساحات والحوادث التي يقومون بتحليلها، مع أننا في عصر الانفجار ألمعلوماتي، وما زال كثير من هؤلاء أسرى القرون الوسطى . وأكثر من هذا أن كثيرًا من المحللين العرب الذين يدرسون السياسات والإستراتيجيات العربية، لا يعرفون عن مستجدات الوضع الاقتصادي والسياسي والجيوستراتيجي العربي إلا القليل من المعطيات، وهي معطيات عامة بمعظمها، وغالبًا ما تكون معطيات قديمة وتاريخية.و لا أخفي عنكم أنني كنت من هؤلاء والدليل على ذلك هذا الكلام الذي جاء في روايتي ارحل يا ” إن أسوء أنواع الهزائم وأقبحها على الإطلاق انهزام رجل أمام شعبه …سيكشف التاريخ أن شباب 25 يناير هم من أسقطوا فرعون مصر … اللهم ارحم جميع الذين هلكوا في سبيل الحرية وهم المتبنون الحقيقيون لثورة 25 يناير ووقودها …” كلامي التحليلي هذا، متحيز وغير موضوعي على الإطلاق فأوباما هو من أسقط مبارك وليس الشباب. لقد فضح كتاب أوبا ما الكتاب العرب الذين كتبوا عن الربيع العربي، ويكتشف الإنسان العربي أن ما تشكل له من معرفة عن الربيع العربي هي نتائج سلسلة من الأكاذيب . فكلفة هذه الأكاذيب، كبيرة إلى حد هائل، وتحتاج إلى مواجهة من المبدعين الشباب .
الوسومالربيع العربي رابح بوكريش
شاهد أيضاً
متحضرو الغرب يدمرون بلاد العرب…بقلم ميلاد عمر المزوغي
بعض البلاد العربية شهدت تقدما ملحوظا في المجال العلمي وبالأخص التقني المتمثل في الصناعات الهندسية …