كيف نتحدث عن الديمقراطية ونطالب بها ولا نطبقها ونحارب لإحقاق الحق والعدل ولا نلتزم بتطبيق العدالة الإجتماعية ..
فعن اي ديمقراطية تتحدثون !!
فالديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها كل الشعب لإقرار مصيرهم من خلال الإنتخاب والإنتقال السلمي والتداول على السلطة وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن الشعب من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي.
المشهد السياسي يأخذ منحى معقدا بعد الإنشقاقات الحزبية ودخول شخصيات سياسية وﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ جدا ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻬﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍلمشهد السياسي ..
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ الديمقراطية ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ، ﻭﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﺮﺹ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪ ﻣﺘﻰ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ، ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻈﻠﻠﻪ ﺁﻣﺎﻝ ﻭﺗﺤﻔﻪ ﻋﻘﺒﺎﺕ. ﺁﻣﺎﻝ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﻘﺪﺭﺓ تونس ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻏﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺩﻭﻟﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﻋﻘﺒﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺆﺧﺮ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻃﻮﻳﻼ ﺃﻭ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺇﻥ ﻭﻟﺪ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﺸﻮﻫﺎ ان استعملت بعض الأطراف السياسية اساليب مشبوهة او بإستعمال اجهزة الدولة وتوضيفها للحملات الإنتخابية، ﺣﻴﺚ نطالب ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎﺩﺓ هيبتها ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﺣﻜﻤﺎ ﻣﺤﺎﻳﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع القوائم المتنافسة وفرض الحيادية ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺤﻮﺍﺫ طرف ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺎﺭﺿﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ وتهيئة مناخات النزاهة والحياد وعدم إستعمال اجهزة الدولة طيلة هذه الفترة الانتخابية ..
ﻓﻔﻲ ﺃﻳﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻟﺤﺪﻭﺙ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺑﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻧﺘﻌﺎﺷﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .
فعلى كل ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ والحزبية الإلتفاف حول شفافية الإنتقال الديمقراطي ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ لتحقيق ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺕ الثورة والديمقراطية ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻬﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ وضبابية المشهد السياسي والحزبي وتداعياته على البرلمان القادم ..وأية تداعيات على مصير الإنتقال الديمقراطي بعد رحيل السبسي..تونس تدخل ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﺣﺪ ركائز ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ والدخول في الإنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها ،
السبسي رئيس حكيم لشعب عظيم برهن ان ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻠﺪ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺃﻧﺠﺰ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﺑﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ..تونس دولة قائمة قادرة على تجاوز الأزمات ومواصلة الدرب في اتجاه الانتقال الديمقراطي الصعب الذي سينجز بإرادة الشعب للوصول الى الانتخابات وإنجازها في آجالها..و الشعب سيكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الإنحراف بمسار البلاد او عرقلة ديمقراطيته..
عاشت تونس..
عاشت الجمهورية
الوسومالباجي قايد السبسي محمد إبراهمي
شاهد أيضاً
القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي
يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …