ما إن بدأت تباشير التعافي من المشروع الإرهابي في آسيا العربية تلوح في الأفق وبالتحديد في العراق وسورية حتى اهتزت دول عربية كبيرة في إفريقيا وتجددت الاضطرابات في ليبيا بصورة حادة فيما بقية الدول العربية الإفريقية لا تنعم بالاستقرار كما يجب وأياً تكن الأسباب في كل بلد إلا أن حالة من الفوضى تسود تلك البلدان ومن غير المعروف متى تنتهي؟.
وبعيداً عن نظرية المؤامرة فإن ما يجري لا يمكن أن يحصل عفو الخاطر ومن دون مفاعيل خارجية مع التسليم بأن هناك أسباباً داخلية كثيرة لما يجري وأن هذا النظام أو ذاك لديه أخطاء لا يمكن الدفاع عنها في حين أن معظم الأنظمة العربية تم جرها إلى مخطط الحريق العربي واندفعت لاتخاذ إجراءات ضد بعضها كما حصل في تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية وتأييد «ناتو» في قصف ليبيا وقبل ذلك تأييد غزو أمريكا للعراق.
لقد خيّل لبعض الأنظمة العربية بأن اشتراكها في حريق غيرها يحميها من الاحتراق وكانت قيادة أنظمة البترودولار كارثة على العرب فورطت جيوشاً عربية في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل وفرضت عليها مواقف معادية لجبهة المقاومة إلى درجة التنكر للقضية الفلسطينية والبعد عن أن العدو الرئيسي هو الكيان الصهيوني والسكوت عن مشاريع تصفية القضية من خلال التأييد المبطن «لصفقة القرن» الأمريكية.
على أي حال الأحداث الجارية لها ما بعدها وليست هناك جهة في الدنيا أكثر ابتهاجاً بما يجري من واشنطن و«تل أبيب» حيث عملتا دوماً على زعزعة الاستقرار والتفتيت لإقامة «شرق أوسط جديد» وإذا حسبت بعض أنظمة الحكم الخليجية بأنها في منأى عن وصول النار إليها فإنها تكون واهمة جداً فهي ضمن المخطط ولن تكون استثناء واستمرار تدخلها فيما يجري في إفريقيا العربية بالمال والسلاح والإعلام لحرفه أو توظيفه لمصلحتها مكشوف ولن يجرّ عليها إلا المزيد من نقمة جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
tu.saqr@gmail.com