الخميس , 19 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

إلى أبي يعرب المرزوقي: قريبا ستصبح أضحوكة تونس!!

قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (1)

نشر ابو يعرب المرزوقي في تدوينة لها على صفحته بالفايسبوك تحت عنوان: حكومة الحسم بين المقيمين العامين بتاريخ 26/7/20

تمادت تعليقاته وتحليلاته فيها، بإظهار استخفاف واستهانة وثلب بحق الرئيس قيس سعيد، غير مبرر شرعا ولا عرفا ولا قانونا، ونعته بأوصاف لا تليق بشخص، يمثل رمزا من رموز البلاد، ورئيسا لعموم الشعب التونسي، وقع اختياره في انتخابات ديمقراطية نزيهة، اعطى فيها أغلب الناخبين تونس ثقتهم فيه، بنسبة سحقت منافسه، ومفاجأة عبر بها هذا الشعب بطريقته، عن خيبته من أحزاب ائتلاف الحكم، فتقلّد المسؤولية بوعي، وباشر مهمته الصعبة، بمقتضى الصلاحيات المناطة به، في ظروف قاسية استثنائية، قد غيمت عليها جائحة كورونا.

اعتقاد أبو يعرب، وهو يتفنّن في كل مرة، بما توحي به اليه خيالاته، أنه خارج عن إطار المساءلة، وفوق القانون باستهتاره المتواصل، الذي تجاوز كل حدود المنطق والعقل والاخلاق، كأنّه المستمسك بالعروة الوثقى، وغيره لا يزال بعيدا عنها، يخول له مواصلة العبث والافتراء،  وكلّ أمله بأن يجد آذانا صاغية لهذيانه، تمكّنه من التأثير على شعبية الرئيس قيس سعيد، وتقليصها بترّهاته، وتحويل انصاره إلى أعداء، باعتماد تحليلاته التافهة تركيبا ومعنى، واستشرافا لغيب استوحاه من عقدة نقص دفينة فيه، قد يكتشفها طبيب نفساني، أنصحه بأن يعرض نفسه عليه.

إنّ الرّدّ على المعتوهين عُتْهٌ بحدّ ذاته، هذا بحكم العقل، ولكن إذا كان المعتوه منسوب إلى العُتْهِ بعنوان مجازي، بحكم أفكاره الشاذة، فإنه من باب أولي الردُّ عليه، وكشف اختلالاته آرائه وتحاليله، والمطالبة بمحاكمته بما كسبت يداه، والله لا يحب الظالمين.

ويؤسفني جدا تمادي هذا الشخص في جناياته، على من نصب لهم قلبه الحقود بالبغض والعداء، ما لا طاقة لحمله سوى الشيطان، ولا اقصد به شيطان الجن، فهو أكثر دهاء وفطنة وفهما في التعامل العدواني، وانما أقصد به الشيطان الامريكي والصهيوني، ومن رضي لنفسه بأن يكون على صفته، وينوب عنه في دوره الإغوائي الفتنوي، متخندقا معه بنفس الأسلوب الدعائي المشبع كراهية، فيوقع بأتْباع أبرياء اعتقدوه حكيما ناصحا، بينما هو في واقع الأمر منحرف عن جادّة الصواب.

وبما أن مجال الرد عليه سيكون مختصرا على بضع نقاط، تهم تونس وشعبها الخلوق المتحضر، تجاوزا لبقية ما نكأه من قرحة حقده، وهو غارق في انانية قبيحة لم ترى في غيره، وضرب الصفح عن ذلك، من أدبيات العقلاء الذين يملكون جام غضبهم، ويتجاوزون عن أخطاء غيرهم، اذا ما استهدفوا من مرضى أو معقّدين  سياسيا أو حزبيا او طائفيا.

إنّ الذي لقبته يا أبا يعرب محتلّا لقرطاج، ومن قبل وصفته بدميته، ثم ناقضت اقوالك بالادعاء أنه سجين قرطاج، ما كان ليسكنه، منذ ان رشحه الشعب، بأغلبية لم يحصل عليها من سبقه إليه، فقد كان قراره الذي اتخذه، على أساس عفّة نفس وتواضع، لا تعرفهما أنت قطعا، ولولا إشكال التنقل إليه، ودواع أمنية أخرى، لبقي الرجل ممارسا وظيفته الدستورية في مكتبه فقط، ويرجع بعد دوامه إلى بيته، وهذا موقف لم يعجب الطامعين في الرئاسة وسَكَنَ قصرها، فجميع أوصافك له يا أبا يعرب، لا تصدر الا من شخص لا أخلاق له، فاقد لأبسط  القيم الإسلامية، ويبدو لي انك ترى نفسك فوق أحكام القران، وأدبياته الأخلاقية التي تقول احداها( اجتنبوا كثيرا من الظن)(2) فمن أنت حتى تحكم على غيرك؟ اصدر حكمك فقط على نفسك، ان كنت تملك ذرة شجاعة وحاسبها، فقد ثقل ميزان موبقاتها في هذا الخصوص.

وكما جرت عادة الشاذين عن المعلوم بالضرورة، كما هي حال أمريكا والصهيونية والغرب عموما، في معاداة ايران – ولكي لا أنسى دولا خليجية وهابية، حملت على عاتقها إذكاء نار هذه العداوة عربيا وافريقيا، بالحوافز والجوائز، والعطايا والهبات المالية المختلفة – جرت عادتك طبقا لهم معاداة، تدعو إلى الرثاء لحالك الميؤوس من صلاحها، بعدما انعدم علاجها الا بالقانون، ولا أحد فوق القانون.

ايران بنظامها الاسلامي، مجتهدة في صنع ربيع الاسلام في بلادها، وقد وضعت أولوية له بجعل القضية الفلسطينية، ومقاومة محتلي أرض فلسطين أولوية أهدافها، وأذكرك وما تذكيري هذا، إلا ليعلم المغترون بترهاتك وفلتاتك، أنك فعلا معتوه حاقد، فقدت عقلك  بملئه ببغضك المفضوح فيه على ايران، وما شأنك  بعالم الوعد الإلهي، وأنت أصغر من أن يقام له شان في تونس، فما بالك بخارجها نكرة، ولا تساوي في عين أحباء إيران، من شرفاء  امة الاسلام شيئا.

هؤلاء الذين ما فتئتَ تهاجمهم، بالافتراء عليهم تشويها لحقيقتهم، قد انتخبهم الله جل شأنه، ليكونوا أنصار دينه، واستثناك أنت وعِرْقك المنقلبَ على أعقابه، عُدْ إلى تفسير القران الكريم، وما جاء في أسباب نزول الآية: ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم.) (3) وستجد انك في موقع دابة فتنة، أسرجك من أسرج لتحمل أوزارها ويلحقك عارها، مدفوعا بحقد دفين، الله وحده عالم ما في القلوب، يعلم مصدره وسببه.

نسبت إيران الى الافلاس، والحقيقة التي تتجاهلها، أن الشعب الايراني لم يعرف الافلاس منذ أن قام نظامه، ان كنت تقصد الافلاس من اتباع خطوات شياطين الانس، وزعميهم امريكا الشيطان الأكبر، فذلك صحيح ومسيرة ايران في مقاومة الاستكبار العالمي الذي يراد فرضه على العالم، أشهر من أن تخفيها تحليلاتك الفاشلة، وإن عميتَ عنها، فغيرك قد أبصرها في مشاريعها الاقتصادية والعلمية والتسليحية والتكنولوجية، فمن قال عنهم النبي (ص): لو تعلق الايمان بالثريا لناله رجال من فارس. (4) هيهات لم يعد بالإمكان اخفاء النصوص علينا، والمصادر متوفرة ومتاحة، لمن يروم البحث عن الحقائق المخفيّة.

فقط أصحاب المبادئ الإنسانية، والقضايا التحررية في العالم، وأحباب خاتم الأنبياء (ص) بمقتضى اتباعه، هم وحدهم من يفهم حقيقة إيران الإسلامية، ثورة وثقافة وأصالة وأهدافا، إيران تضحي وأنتم تشتمون، إيران تعمل بصمت وهدوء، وأنتم بألسنة حداد تقذفونها، ناعقون بكل رِيعٍ، أصحاب نفسيات مريضة، تأخّرهم عن فهمها مؤكد، بسبب ظهور فايروسات قبيحة فاقدة للحياء والاخلاق.

المعارك الوهمية التي تطوعتَ لها، أو دُفِعت إلى خوضها ذكرتني (بدونكيشوت وطواحينه)، وقد كنتُ من قبلُ عنونتُ مقالا ردا عليك بهذا العنوان، رأيته منطبقا تماما ولائقا بحالك العجيبة حقا.

وكأنك عرفت أخيرا أن هناك معركة سوف تحسم، بين ايران الاسلامية والصهيونية العالمية، لكنك تبعا لزيغك وانحرافك عن ايران تؤمّل نصرا للصهيونية، حتى تعود ايران كما كانت قبل الثورة اسلامية شرطيا للمنطقة

فقولك: ( تبعية فرنسا للصهيونية التي تريد حسم معركتها مع إيران لترجعها إلى نظام الشاه حتى تصبح شرطيها في الاقليم) يشير الى ذلك الأمل الذي ترجوه، ولن تراه حتى في الأحلام.

أما قولك: ( نزع سلاح إيران هدفه جعلها عصا غليظة كما كانت في عهد الشاه لخدمة الصهيونية) فهو يحكي امنية اجتمعت عليها كلمة الصهيونية، وبقية اعداء الاسلام من عملاء الغرب- وارجو أن لا تكون منهم، فتكون خسارتك فادحة في الدنيا والآخرة- على التحيّل على إيران بإعادة المفاوضات بشان برنامجها النووي السلمي، من أجل ادخال تغييرات في جدولها، وادراج الصواريخ بندا جديدا عليها، لكن هيهات ان يحصل ذلك، فإيران اليوم أقوى من ذي قبل، وقادرة على الدفاع عن نفسها حتى لو تحالف ضدها الصهاينة والامريكان وعربان الخليج، وغدا ستكون أكثر قوة، سيفرح لانتصاراتها المؤمنون، وسيغتمّ لها الأمريكيون والصهاينة وحلفاؤهم وبقية المنافقين.

أخيرا/ اذا كانت احزاب الائتلاف الحكومي تمتلك الشجاعة، ولا تخاف على رصيدها في البرلمان، فلتصوت برفض حكومة المشيشي، وبالتالي الذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة، عندها ستعلم يقينا انك تسبح في خيالات فكرك القاصر، وسيطلع لك نجم القوة البرلمانية، التي سوف تسند الرئيس قيس سعيد، بعنوانها الثوري الفاعل (الشعب يريد)، دون أن أغبن حق الذين يساندون الرئيس في البرلمان الحالي.

أنصحك أن لا تذهب بما تزدريه بعيدا، فقد دخلت من زمان، تحت طائلة الثّلب وعقوبتها في انتظارك لو يفتح عليك بابها بالقانون، ولن تكون زعيما مهما صدر منك وبحقك، وعادة الزعماء سعة الصدر وطول الاناة، وبعد النظر، خلاف من يكون صدره ضيقا حرجا مثلك.

 

المصادر:

1 – سورة الحجرات الآية 6

2 – سورة الحجرات الآية 12

3 – صحيح البخاري كتاب التفسير باب سورة الجمعة الآية ج6ص151 حديث  4897 / صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل فارس ج 7 ص191حديث 2546 وغيرهما

4 – وبلفظ آخر عن ابي هريرة قال: تلا رسول الله (ص): (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم) قال فضرب رسول الله (ص) على منكب سلمان ثم قال: هذا وقومه، هذا وقومه. سنن الترمذي ابواب تفسير القران  باب ومن سورة محمد (ص) ج5ص 303 حديث 3260

 

 

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024