يبدو لي ان التفكير الهادئ، وبرود الأعصاب، وبُعد النظر في تدوير زوايا الموضوعات المختلفة هي من خصائص العقل الإيراني.
إيران سواء كانت في التفاوض على الملف النووي أو على علاقاتها ومواقفها الإقليمية والدولية تتعامل وفق خط بياني نحو هدفها الإستراتيجي ،وقد أخذت فيه بالحسبان؛ العراقيل والتحديات التي تعترض مسيرها.
بعض الناس يستعجل على إيران الرد ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي بسبب إعتداءاتهم المتكررة في سورية وغيرها واستهدافها للمستشارين الإيرانيين وللموالين لها ، وكأنّنا في لعبة كرة منضدة يضرب اللاعب الكرة، ويرد اللاعب الآخر عليه الكرة بسرعة .
إنّ طبيعة العمل العسكري والأمني يحتاج إلى معلومات، وتخطيط، وبرامج، ووقت ومكان، وإعداد وإمكانات، وشروط محلية ودولية مناسبة، ومن ثم بعد ذلك يتم تحديد الأهداف أو يتم الرد المناسب .
إنّ إيران تضرب إسرائيل يومياً عشرات المرات بلا ضجيج من خلال تخطيطها الاستراتيجي الحكيم، وتهيئتها وتعبئتها لدخول الناس افواجاً في محورها، وإعداد للقوة اللازمة ليوم الفتح الأكبر، ومن باب الإشارة ( في إعداد العدة والقوة ) ان بعض مصانع ايران ومحور المقاومة في جغرافيتها الواسعة تقوم بصناعة ست طائرات مسيّرة يومياً .
إيران تعرف مسبقاً أن هذا الطريق صعب وشاق، وفيه تضحيات للوصول إلى نتائجه ،وأنها تقدم القرابين تلو القرابين في طريق ذات الشوكة الوعر. وهي أيضاً تعرف مسبقاً ان هناك طيف واسع من أبناء هذه الأمة لم يستطع صبراً على تلك الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، لكن لسان حالها يقول: إنّ يد القدر قد قرنت النصر بالصبر، وجعلت طلائعه تلوح في الأفق (إنّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب).