الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

ابو بكر البغدادي..من قيام “الخلافة” إلى الاغتيال…الرواية الكاملة

السبت 26 تشرين الاول/كتوبر من العام 2019، الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، طائرات مروحية مجهولة الهوية نفذت عملية انزال جوي بالقرب من أحد مقرات تنظيم “حراس الدين” التابع للقاعدة بين بلدتي باريشا وسرمدا في ريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية، هذا ما قالته وكالة يونيوز للأخبار بعد 50 دقيقة من بدء العملية في تغريدة على حسابها على تويتر وفقاً لمصادرها دون ذكر أي تفاصيل عن الموضوع، وما كان غامضاً في الليل، أصبح واضحاً في النهار.

ماذا حدث في باريشا شمال إدلب؟

في بداية الأمر، ما حصل هو أن 8 طائرات مروحية نفذت عملية انزال جوي قرابة الساعة 11 ونصف من مساء  السبت، على منزل “أبو محمد سلامة” الملقب (أبو البراء الحلبي) قرب قرية باريشا شمال مدينة إدلب على الحدود السورية التركية، ومن المعروف أن الحلبي مقرب من “الجهاديين” وهذا ما يعرفه سكان المنطقة عنه.

ووفقاً للمعلومات، فإن المروحيات حلقت فوق منزل “الحلبي” على مسافة منخفضة ونادوا عبر مكبرات الصوت من في المنزل بالخروج منه عراة، إذ قالوا “أبو محمد سلامة سلم حالك… أبو محمد سلامة سلم حالك” باللغة العربية ولم يرد بالخطاب أي ذكر للبغدادي، وبحسب المعلومات فإن اللهجة أقرب ما تكون إلى الأردنية أو السعودية.

وأكدت المصادر أن العملية بدأت بقصف المنزل بقنابل “أر جي سي” ومن ثم قامت قوة الإنزال بتسليم ثلاث أطفال لراع لديه خيمة بالقرب من المكان وأعطوه “كشاف ضوئي- بيل” وأمروه بالمغادرة لقرابة 1كم وألا يعود للمكان.

وأشارت المصادر إلى أن عملية الإنزال استمرت لحوالي الساعتين والنصف تبعها قصف المكان بثلاث غارات جوية وقتل الموجودين في منزل من بينهم “ابو محمد سلامة” ونقل جثث القتلى بالطائرات المروحية ومغادرتهم المكان.

ونوهت المصادر إلى أن القوات المنفذة لعملية الإنزال استهدفت سيارة تقل مدنيين من “آل قرمو” وينحدرون من بلدة “طورلاها” بريف إدلب، ذلك أثناء مرورهم بالقرب من المنطقة المستهدفة، ما أسفر عن مقتلهما على الفور حرقا.

وصرحت وسائل اعلام أمريكية نقلا عن البنتاغون أن عملية خاصة “إنزال جوي” استعملت بها ثماني طائرات مروحية أمريكية لتنفيذ مهمة قتل “البغدادي” زعيم تنظيم في باريشا بريف إدلب الشمالي.

تفاصيل العملية التي استهدفت البغدادي

تحدثت اغلب وسائل الاعلام الامريكية عن مسؤول في الجيش الأميركي ومسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولهما، إن البغدادي قتل في إدلب شمال غرب سوريا في عملية “سرية للغاية” صادق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل نحو أسبوع.

وأرسلت القيادة المشتركة للعمليات الخاصة بالجيش الأميركي فريقا لتنفيذ العملية بعد تلقي معلومات من المخابرات وبعد مراقبة مجمع يختبئ فيه البغدادي لفترة من الزمن.

وفي التفاصيل أن مروحيات أميركية أنزلت القوات الخاصة عند منزل بالقرب من قرية باريشا، واقتحمه الجنود، ووقع اشتباك بالأسلحة النارية لوقت وجيز ثم قتل البغدادي نفسَه بتفجير سترة ناسفة.

واضافت وسائل الإعلام، أن زوجتي البغدادي قتلتا أيضا في العملية وأنهما كانتا ترتديان سترات ناسفة. وأشارت إلى أن القوات الخاصة جمعت معلومات من المكان ثم فجّرته، مشيرةً أن ثماني طائرات مروحية نفذت العملية واشتركت معها طائرات من طراز أف 16. وأوضحت المصادر أن العملية بدأت منتصف الليل تقريبا واستغرقت أكثر من أربع ساعات.

من يسيطر على المنطقة التي قتل فيها البغدادي؟

ينتشر تنظيم ما يعرف باسم “حراس الدين” التابع للقاعدة في مناطق في ريف ادلب الشمالي، وتشكل التنظيم من بقايا تنظيم “جند الاقصى” واخرين متشددين من جبهة النصرة ممن رفضوا الانشقاق عن القاعدة.

وتخضع المنطقة التي قتل فيها البغدادي لوصاية تنظيم “حراس الدين” بشكل غير مباشر، حيث يعمد الجولاني على غض النظر عن موضوع تواجدهم لسبب وجود قيادات ورفقاء للجولاني في التنظيم المتشدد.

الجهات والدول التي اعلنت مشاركتها بالمعلومات للقيام بالعملية:

تركيا

أعلنت وزارة الدفاع التركية أن الجيشين التركي والأميركي تبادلا ونسقا المعلومات قبل هجوم في محافظة إدلب السورية، وأضافت الوزارة على تويتر “قبل العملية الأميركية في محافظة إدلب السورية الليلة الماضية، كان هناك تبادل للمعلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية في البلدين”.

وأضاف أن الجيش التركي كان لديه علم مسبق بالعملية الأميركية في إدلب وأن تركيا ستواصل تنسيق تحركاتها على الأرض “مع الأطراف المعنية”.

العراق

أكد مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في تصريحات لوسائل اعلام روسية أن العراق كان له دورا كبيرا في عملية استهداف، وقتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، أبو بكر البغدادي.

وقال مصدران أمنيان عراقيان لوكالة رويترز إنهما تلقيا تأكيدا من داخل سوريا بأن زعيم داعش قد قتل.

الأكراد

بدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها تعاونت مع الولايات المتحدة في “عملية ناجحة” ضد تنظيم داعش في إشارة لتقارير عن مقتل زعيم تنظيم ” داعش” أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية أميركية بسوريا.

وقال مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي على تويتر، “عملياتنا القوية والمؤثرة جدا تؤكد مرة أخرى قوتنا وإصرارنا على ملاحقة داعش”.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عبر حسابه الرسمي على تويتر “عملية تاريخية ناجحة نتيجة عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة”.

ترامب يؤكد مقتل البغدادي

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة له  الاحد، أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي قد قتل، بعدما حُشِر في نفق، إثر تفجير سترة ناسفة كان يرتديها، وقال “حصلنا على وثائق حساسة بعد مقتل البغدادي واعتقلنا اشخاصا كانوا معه.

واضاف ترامب، أن الفحوصات أكّدت هوية البغدادي رغم تمزق جسده بعد تفجيره سترته المفخخة، وان المجمع الذي قتل فيه “البغدادي” كان يحتوي على أنفاق ومشيراً إلى ان 8 طائرات أمريكية قامت بعمل إنزال على موقع “البغدادي”، اضافة الى عدد كبير من الجنود.

وتابع، أن القوات الأمريكية التي شاركت في الغارة على “البغدادي” انطلقت من أربيل بالعراق، وهبط في مرفأ لاحد الدول الصديقة دون ان يحددها، ولم يسقط قتلى من القوات الأميركية في العملية، وشكر ترامب كل من تركيا وروسيا والعراق وسوريا على مساعدتهم في القضاء على “البغدادي”، منوهاً ان روسيا فتحت مجالها الجوي في سوريا للقوات الامركية و ان تركيا كانت على علم بالعملية.

روسيا تكذب ترامب

قالت وزارة الدفاع الروسية انها لم تقدم أيّ مساعدة لتحليق الطيران الأمريكي في منطقة إدلب شمال غرب سوريا، ولا تملك أيّ معلومات تؤكد مقتل مسؤول تنظيم داعش، “أبو بكر البغدادي”.

واضافت الدفاع الروسية، أن الإعلان الجديد عن مقتل “أبو بكر البغدادي” ليس له أيّ أهمية عملية على الإطلاق على الوضع في سوريا أو على تصرفات الإرهابيين الباقين في إدلب، وطيران الجو الأمريكي لم ينفذ أيّ غارات جوية أثناء عملية القضاء على “البغدادي” في المجال الجوي السوري، ولم ترصد أي طائرات أميركية في منطقة تصفية البغدادي.

واشارت بان تضارب المعلومات بشأن العملية الأمريكية يثير تساؤلات وشكوكا بشأن صحتها وخاصة نجاحها، مؤكدةً أنه لم تشن غارات جوية بإدلب من الطائرات الأمريكية أو التابعة للتحالف لا أمس ولا في الأيام الأخيرة.

بغداد تقول انها هي من حددت مكان البغدادي

قالت خلية الاعلام الامني العراقي أنه وبعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي وفقاً لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبأ فيه مسؤول داعش الارهابي المجرم “ابو بكر البغدادي” ومن معه في محافظة ادلب السورية، وعلى أثرها نفذت قوة أمريكية بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني العراقي، عملية عسكرية أدت إلى إبادة الارهابي “ابو بكر البغدادي”، وهذا نصر جديد يضاف الى الانتصارات التي حققتها القوات العراقية.

هل استثمر ترامب في البغدادي؟

بعيدا عن مجرد تناقل الخبر ومقاطع الفيديو، اهتم عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بتوقيت العملية، وذهب بعضهم إلى ربطها بالانتخابات الأميركية، وعن هذا الأمر قالوا إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أعلن بعد إطلاق حملته الانتخابية وقبل سنة وخمسة أشهر من إجراء الانتخابات عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وتساءل، في ظروف وتوقيت مشابهين سيعلن ترامب مقتل البغدادي، هل سيستخدم المنصة والإخراج نفسيهما؟ّ!

وقال عدد من الناشطين أنه نُصب باراك أوباما رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني 2009.. وعندما تبقى على نهاية ولايته قرابة السنة أعلن مقتل أسامة بن لادن بتاريخ 2 مايو/أيار 2011”.، واليوم يتبقى على نهاية ولاية ترامب أيضا قرابة السنة وإن أعلن اليوم مقتل البغدادي يتضح أن هؤلاء المجاهدين الأشاوس مجرد أوراق انتخابية واستخباراتية ممزقة.

وتسائل بعض الناشطين عن مصير جثة البغدادي، وربطوا ذلك بمصير بن لادن، ساخرين ان المنطقة التي قتل فيها البغدادي لا يوجد بحر كي يرمى به كجثة بن لادن لذلك قالوا إنه فجّر نفسه مع زوجتيه وتحولوا إلى أشلاء، مضيفين ان خيال ترامب أوسع من خيال أوباما.

هل تم الإعلان عن مقتل البغدادي من قبل؟

تشرين الاول/أكتوبر 2019، الرواية الاشد تاكيداً

تناولت وسائل إعلام أمريكية أنباء تفيد مقتل أبى بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش ضمن عملية عسكرية، شاركت فيها 8 مروحيات أمريكية استهدفت مقر إقامته في قرية بريشا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وهذا ما اكده ترامب.

تموز/يوليو 2017

جاء الإعلان في خبر نشرته قناة السومرية العراقية التي نقلت عن مصدر في محافظة نينوى، قوله إن تنظيم “داعش” أقر بمقتل زعيمه أبى بكر البغدادي وتحدث عن قرب إعلان اسم “خليفته الجديد”.

وشرح المصدر أن هذا الإعلان جاء في بيان مقتضب جدا أصدره التنظيم، دعا فيه مسلحيه إلى مواصلة ما سماه “الثبات في المعاقل”.

حزيران/يونيو 2017

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 16 يونيو 2017 عن وجود معلومات تشير إلى مقتل زعيم التنظيم بإحدى غارات القوات الجوية الفضائية الروسية على الرقة السورية. وأوضحت الوزارة في بيان أن الغارة تم توجيهها فجر الأحد 28 مايو، إلى مركز قيادة تابع للتنظيم، انعقد فيه آنذاك اجتماع لقياديين “داعشيين” لبحث مسارات خروج الإرهابيين من الرقة عبر ما يعرف بـ”الممر الجنوبي”.

وفي تفاصيل الرواية الروسية أن قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا تلقت فى أواخر مايو، معلومات عن خطط “داعش” لعقد اجتماع للقادة على المشارف الجنوبية للرقة، وبعد التأكد من صحة المعلومات حول مكان وزمان عقد الاجتماع، تم قصف المكان بواسطة طائرات مسيرة روسية.

2016

خلال هذا العام تم تداول أنباء حول مقتل البغدادي في ريف مدينة الرقة السورية، ونسبت صحف عالمية هذه الأنباء لمصادر مقربة من التنظيم، إلا أن الخبر تبدد بعد إصدار البغدادي كلمة صوتية لأنصاره.

كانون الاول/ديسمبر 2016

في ديسمبر من العام نفسه، انتشرت الشائعة مرة أخرى بعد إعلان المرصد السوري المعارض أن عددًا من قيادات التنظيم اجتمعوا في مدينة الرقة لاختيار خليفة البغدادي، مشيرًا إلى أن زعيم داعش أصيب إصابة خطيرة وهو ما دفع التنظيم للبحث عن بديل.

نيسان/أبريل 2015

قالت وسائل اعلامية ان البغدادي قتل متأثرا بإصابته في مستشفى بالجولان المحتل، في هجوم شنه الجيش العراقي ومتطوعون على البغدادي غربي العراق.

وتم تداول قصة أن البغدادي كان يقود إحدى المعارك على محافظة نينوى العراقية وأصيب في هذه الغارة بجروح خطيرة لم يستطع بعدها أن يقود عمليات التنظيم.

وبعد مرور أيام قليلة على هذا الخبر، أعلنت بعض وسائل الإعلام وفاة البغدادي فى أثناء تلقيه العلاج في أحد المستشفيات الإسرائيلية الموجودة بهضبة الجولان. وكالعادة، قام التنظيم بتكذيب الخبر، وأعلن أنه خلال ساعات قليلة سوف يقوم بإذاعة تسجيل صوتي لأبى بكر البغدادي، وهو ما تم بالفعل.

تشرين الثاني/نوفمبر 2014

تم تداول نبأ مقتل أبى بكر البغدادي، ونسبته الصحف العراقية حينها لمؤسسة الاعتصام، وهي إحدى المنصات الإعلامية الرسمية التابعة لـ”داعش”، إلا أن التنظيم نفى تلك الواقعة.

ايلول/سبتمبر 2014

نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها لزعيم تنظيم داعش أبى بكر البغدادي، بعد مقتله في غارة أمريكية على معاقل التنظيم في سوريا والعراق.

تشرين الاول/أكتوبر 2006

في 26 أكتوبر 2006 ضربت طائرة حربية أمريكية مخبأً مشتبها فيه للمسلحين بالقرب من الحدود السورية العراقية في محاولة لقتل البغدادي.

وفي ذلك الوقت كان يعرف بأنه شخص بارز في تنظيم القاعدة في العراق، وكان جزءًا من شبكة القاعدة في بلدات صغيرة بالقرب من الحدود السورية العراقية.

كانت مهمة البغدادي في ذلك الوقت هي تسهيل وترتيب قدوم النشطاء والراغبين في الانضمام إلى صفوف القاعدة من سوريا والسعودية. وأيضًا كشفت بعض الملفات الاستخباراتية أن البغدادي كان مسؤولًا عن ما يسميه تنظيم القاعدة بالمحكمة الإسلامية.

إعلام داعش في صمت حتى الساعة

لم تعلق وسائل الإعلام التابعة والمقربة من تنظيم داعش عن عملية قتل زعيمها ابو بكر البغدادي، واكتفت ببث نشراتها الإعتيادية وأخبارها العاجلة دون ذكر أي تفصيل عن الحادثة.

من هو أبو بكر البغدادي؟

إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي البدري المعروف بأبو بكر البغدادي ولد عام 1971 في مدينة سامراء العراقية لعائلة متدينة تنتمي إلى عشيرة البدري.

وفي سن الـ18 انتقل البغدادي إلى حي الطبجي بالعاصمة بغداد، حيث حصل على شهادته الجامعية الأولى والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية، ثم حصل على الدكتوراه في القانون الإسلامي من الجامعة ذاتها في عام 2000.

بقي البغدادي في الحي نفسه حتى عام 2004، وكان يسكن في غرفة ملاصقة لمسجد الحي الذي عمل فيه إماما لنحو 14 عاما، لكنه غادر المنطقة إثر خلاف مع باني المسجد وأهل الحي.

التحق البغدادي بجماعة “التوحيد والجهاد” التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي وتستلهم نهج تنظيم القاعدة، وكانت تقاتل في محافظة الأنبار.

وقد اعتقلته القوات الأميركية وسجن لمدة أربعة أعوام في سجن بوكا بالبصرة، حيث تعرف إلى أعضاء معتقلين من تنظيم القاعدة وانضم إليهم.

قاتل البغدادي القوات الأميركية في العراق تحت إمرة الزرقاوي حتى مقتل الأخير بغارة أميركية عام 2006، ومن بعده بقيادة خليفته أبو عمر البغدادي الذي قتل هو الآخر في 2010، وهو العام الذي تزعم فيه البغدادي تنظيم “دولة العراق الإسلامية”.

انتهز البغدادي فرصة اندلاع الاحداث في سوريا عام 2011، فأرسل مساعده أبو محمد الجولاني إلى سوريا لكي يوجد لتنظيم القاعدة موطئ قدم هناك، وشكل “جبهة النصرة” التي أعلنت عن نفسها بسلسلة تفجيرات.

مع تزايد نفوذ رفيقه الجولاني في سوريا، ورفضه فتوى بدمج قواته تحت قيادة زعيم تنظيم الدولة بالعراق، شنّ البغدادي حربا على جبهة النصرة مما أدى إلى انفصاله عن تنظيم القاعدة.

تجاهل البغدادي مطالبة زعيم القاعدة أيمن الظواهري إياه بترك سوريا لجبهة النصرة، ووسّع عملياته في شمال وشرق سوريا عامي 2012 و2013.

ونقلت مصادر عن أحد المقاتلين في صفوف تنظيم داعش قوله إن البغدادي كان الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري بعد مقتل أسامة بن لادن الذي كلفه بتأسيس “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

وأعلن تنظيم داعش في 29 يونيو/حزيران 2014 قيام ما وصفها بـ”الخلافة الإسلامية”، وتنصيب أبو بكر البغدادي “إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان”، ودعا ما سماها “الفصائل الجهادية” في مختلف أنحاء العالم إلى مبايعته.

وقال المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني -في تسجيل صوتي وقتها- إن اسم “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” يُلغى ويقتصر على تسمية التنظيم بـ”الدولة الإسلامية”، مشيرا إلى أن هذا الإعلان جاء بعد اتخاذ قرار بهذا الشأن ممن وصفهم بـ”أهل الحل والعقد من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى”.

ظهر البغدادي لأول مرة بشكل علني خطيبا يوم الجمعة 4 يوليو/تموز 2014 على منبر المسجد الكبير في مدينة الموصل خلال شريط مصور بثه التنظيم.

يونيوز

شاهد أيضاً

ماذا بقي لداعش من الإسلام؟…بقلم محمد الرصافي المقداد

كنا على يقين بأن التنظيمات الإرهابية صناعة بريطانية أمريكية، منذ تأسيسها الأوّل الذي لم يقصّر الأمويون …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024