احداث عدن والمشروع الصهيو-أمريكى …بقلم محمد عبد الله

احداث عدن والمشروع الصهيو-أمريكى …بقلم محمد عبد الله

بعد الجولات العنيفة من الصراع فى عدن وتمكن القوات المدعومة اماراتيا من الدخول الى قصر المعاشيق وطرد انصار هادى المحسوبين على السعودية بات الوضع اكثر تعقيدا على جبهة التحالف المدعى مساندة الشرعية المزعومة والتى يتخذها سببا لتدخله فى اليمن وشنه الحرب عليها، وفى ظل هذا الوضع المأزوم الذى يعيشه تحالف العدوان تم الاعلان عن لقاء جمع العاهل السعودى بولى عهد ابوظبى وخرجا بالتاكيد على ضرورة التهدئة ودعوة اليمنيين إلى نبذ الفرقة والاحتراب واتخاذ الحوار سبيلا لحل خلافاتهم، وهى الدعوة التي قابلها كثيرون – ومنهم اليمنيون انفسهم – بالسخرية والاستهزاء اذ لايستقيم ان يتبنى الملك سلمان ومحمد بن زايد الدعوة للحوار ونبذ الاحتراب وهما من باشرا العدوان وقتلا الابرياء ودمرا البلد ثم اصطرع انصارهما ووقع بينهم القتل وسالت الدماء وهم الحلفاء واصحاب الجبهة الواحدة فكيف يمكنهما توجيه هذه الدعوة؟
احداث عدن اوضحت بجلاء حجم المشاكل بين السعودية والامارات، وفضحت كذب ادعائهما ان رؤاهما متطابقة، وفى هذا الصدد يتخوف انصار السعودية من مؤامرة عليهم يحيكها انصار ابوظبى خاصة بعد وصول تسريبات الى السعوديين مفادها ان استعدادات وتحركات كبيرة لمليشا الحزام الأمني التابع للإنتقالي الموالي للإمارات تهدف إلى تفجير الوضع عسكريا في ثلاث محافظات جنوبية لإسقاط ما تبقى فيها من سلطة لهادي – الموالى للرياض – وذلك في ما يبدو لن يكون بعيدا.
وكشفت المصادر أن السيناريو القادم يستهدف محافظات أرخبيل سقطرى وأبين وشبوة التى من الراجح ان تشهد تكرار أحداث عدن.
من جهة اخرى يتخوف انصار هادى من غض السعودية طرفها وتركهم يتعرضون للضرب وربما حتى الابادة من قبل غرمائهم المدعومين إماراتيا، وخوف انصار هادى لم يأت من فراغ اذ خذلتهم السعودية فى عدن وتركتهم يواجهون القتل والطرد ويخشون ان تعتبرهم الرياض اوراق قد استنفذت اغراضها ولا فائدة ترجى منهم وبذا لن تخسر فيهم شيئا.
آخرون رأوا ان تخوف انصار هادى من خذلان السعودية لهم مبرر ومقبول خاصة وان لها تجارب مماثلة مع حلفاء لها داخل وخارج اليمن، ورأى البعض ان زيارة محمد بن زايد – يوم امس – للرياض تأتي في إطار الاتفاق على تقسيم اليمن الى أٌقاليم وكنتونات صغيرة لتسهل السيطرة عليه وفقا للمخطط الصهيوأمريكي الذي يسعى لتنفيذه تحالف العدوان بقيادة السعودية.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي قد تداولوا صورة خاصة للهويات الممنوحة من السعودية للحجاج اليمنيين هذا العام والتي تتضمن بياناتهم وبيانات المخيمات والأقسام المقيمين فيها وتكشف تقسيم الحجاج اليمنيين بين شمالي وجنوبي. وتكشف الهوية تقسيم السلطات السعودية عبر شركات خدمات الحج في مكة المكرمة للحجاج اليمنيين، إلى قسمين الأول “يمني جنوبي” والثاني “يمني شمالي”. ويعتقد أن التقسيم السعودي الجديد للحجاج اليمنيين وتصنيفهم بين شمالي وجنوبي يشير إلى توجه سعودي لتقسيم اليمن. ولاقت الوثيقة السعودية استياء وغضب كبير للناشطين اليمنيين على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي حيث أدانوا في منشورات لهم التحركات السعودية الخطيرة التي تهدف إلى تقسيم اليمن والسيطرة عليه واحتلاله خدمة لصالح المشروع الصهيو أمريكي
ليس من المستبعد اتفاق السعودية والرياض على تقسيم اليمن بل هذا هو الراجح، وربما جاءت احداث عدن خطوة فى هذا الطريق الصهيو امريكى .

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023