الأزمة الليبية و تداعياتها إقليميا…بقلم: محمد إبراهمي

هل ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﺠﺮﺩ ﺻﺪﻓﺔ !
أو عملية إستباقية للوصول لطرابلس بالتدخل العسكري بما يسميه اللواء المتقاعد حفتر بـ “تطهير طرابلس”.

فالإنشغال الجزائري بالشأن الداخلي و الحراك الشعبي و التقلبات السياسية نتيجة مسار الربيع العربي.. تهيئ لمناخ ساخن إقليميا و داخل ليبيا ..
فالأزمة الليبية و الإنشقاق الداخلي هل يمهدان لربيع عربي ثاني أو فقط إستعمل اللواء حفتر عنصر المفاجئة بالحملة العسكرية على طرابلس في ظل أن كل الأنظار موجهة نحو الثورة الجزائرية و تنحي الرئيس بوتفليقة عن السلطة و انشغال الدول الإقليمية بالأزمة السياسية في الجزائر ، فالتدخل العسكري قد يعمق الأزمة الليبية و مخاطر التصعيد و إنعكاساته الجيوسياسية..
نظرا و أن كل القوى الإقليمية و الدولية تعترف بشرعية “حكومة الوفاق ” التي يديرها فايز السراج ،
التدخل العسكري للمشير المتقاعد حفتر على شرعية الحكومة الليبية و ثورة 17 فبراير المجيدة وعلى الشعب الليبي الثوري في حد ذاته و على إرادته و إستقراره يعد سابق لأوانه..
في الوقت الراهن هناك أهمية للرجوع للحوار السلمي و مراعاة إرادة الشعب الليبي و الحفاظ على ثورتهم و تجنب الإنقسامات السياسية و سط الإنشغال الدولي بهشاشة الوضع السياسي الجزائري .. فالأزمة الداخلية الليبية تحتاج لحل يوقف الإنقسام و تعقيداته و الرجوع لطاولة التفاوض على مرحلة إنتقالية لعودة الهدوء و تفادي حرب أهلية قد تحصل و طبعا لتطهير الأراضي الليبية من المليشيات المسلحة التي تهدد أمنها وإستقرارها ..
أعتقد أن هاته الأزمة قد تهدد الإستقرار الإقليمي للدول الشقيقة في ظل سكوت رهيب من الدول العربية و القوى الدولية رغم إعترافهم بشرعية حكومة الوفاق الوطني ،كما أن الشعب الليبي يحلم ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ تتعمق الأزمة ﻭﺳﻂ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻟﻔﻮﺿﻰ ﻻ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ أو ربما إنقسام عميق داخلي تداعياته سلبية على الشعب الليبي و دول الجوار و الإستقرار الأمني و الإقتصادي المشترك إقليميا و دوليا ، فأي تدخل خارجي سلبي سيأزم الوضع و تتفاقم الأزمة و ربما يخدم مصالح خارجية ضيقة سياسيا و إقتصاديا ،، .
فالأزمة في ليبيا لن تحل من خلال اللجوء للوسائل العسكرية وإنما من خلال الحوار للتعبير عن إرادة الشعب الليبي بالإنتقال الديمقراطي .
و كما أرى أهمية الإستقرار الإقليمي الجزائري الليبي و لفت الأنظار للشقيقة الجزائر و دعم شعبها لإستكمال المسار الديمقراطي و الحفاظ على ثورتهم البيضاء لإستقرارها و عودة الهدوء الإقليمي و هذا طبعا يضمن الهدوء و الإستقرار في تونس للمرحلة الإنتقالية القادمة

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024