هل ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﺠﺮﺩ ﺻﺪﻓﺔ !
أو عملية إستباقية للوصول لطرابلس بالتدخل العسكري بما يسميه اللواء المتقاعد حفتر بـ “تطهير طرابلس”.
فالإنشغال الجزائري بالشأن الداخلي و الحراك الشعبي و التقلبات السياسية نتيجة مسار الربيع العربي.. تهيئ لمناخ ساخن إقليميا و داخل ليبيا ..
فالأزمة الليبية و الإنشقاق الداخلي هل يمهدان لربيع عربي ثاني أو فقط إستعمل اللواء حفتر عنصر المفاجئة بالحملة العسكرية على طرابلس في ظل أن كل الأنظار موجهة نحو الثورة الجزائرية و تنحي الرئيس بوتفليقة عن السلطة و انشغال الدول الإقليمية بالأزمة السياسية في الجزائر ، فالتدخل العسكري قد يعمق الأزمة الليبية و مخاطر التصعيد و إنعكاساته الجيوسياسية..
نظرا و أن كل القوى الإقليمية و الدولية تعترف بشرعية “حكومة الوفاق ” التي يديرها فايز السراج ،
التدخل العسكري للمشير المتقاعد حفتر على شرعية الحكومة الليبية و ثورة 17 فبراير المجيدة وعلى الشعب الليبي الثوري في حد ذاته و على إرادته و إستقراره يعد سابق لأوانه..
في الوقت الراهن هناك أهمية للرجوع للحوار السلمي و مراعاة إرادة الشعب الليبي و الحفاظ على ثورتهم و تجنب الإنقسامات السياسية و سط الإنشغال الدولي بهشاشة الوضع السياسي الجزائري .. فالأزمة الداخلية الليبية تحتاج لحل يوقف الإنقسام و تعقيداته و الرجوع لطاولة التفاوض على مرحلة إنتقالية لعودة الهدوء و تفادي حرب أهلية قد تحصل و طبعا لتطهير الأراضي الليبية من المليشيات المسلحة التي تهدد أمنها وإستقرارها ..
أعتقد أن هاته الأزمة قد تهدد الإستقرار الإقليمي للدول الشقيقة في ظل سكوت رهيب من الدول العربية و القوى الدولية رغم إعترافهم بشرعية حكومة الوفاق الوطني ،كما أن الشعب الليبي يحلم ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ تتعمق الأزمة ﻭﺳﻂ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻟﻔﻮﺿﻰ ﻻ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ أو ربما إنقسام عميق داخلي تداعياته سلبية على الشعب الليبي و دول الجوار و الإستقرار الأمني و الإقتصادي المشترك إقليميا و دوليا ، فأي تدخل خارجي سلبي سيأزم الوضع و تتفاقم الأزمة و ربما يخدم مصالح خارجية ضيقة سياسيا و إقتصاديا ،، .
فالأزمة في ليبيا لن تحل من خلال اللجوء للوسائل العسكرية وإنما من خلال الحوار للتعبير عن إرادة الشعب الليبي بالإنتقال الديمقراطي .
و كما أرى أهمية الإستقرار الإقليمي الجزائري الليبي و لفت الأنظار للشقيقة الجزائر و دعم شعبها لإستكمال المسار الديمقراطي و الحفاظ على ثورتهم البيضاء لإستقرارها و عودة الهدوء الإقليمي و هذا طبعا يضمن الهدوء و الإستقرار في تونس للمرحلة الإنتقالية القادمة