الجمعة , 27 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

الإستقواء بالخارج..المسمار الأخير في نعش “المنظومة الساقطة”!!..بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

 

بين الترهيب الديبلوماسي اليائس و الإستقواء بالخارج واستفزازات منظومة 24 جويلية التابعة، و مرّة أخرى وكعادتها، تضحّي بمصالح تونس العليا، و بسيادتها ، بسبب مناكفاتها الداخليّة وارتهانها للخارج بالاضافة إلى جشعها ومحاصصتها وتقديمها حساباتها السياسيّة الضيّقة على مصلحة الوطن. إنّها مسرحيّة جديدة لهذه المنظومة الساقطة عنوانها حماية الديمقراطية المزعومة و إحترام الدستور ، هذا الدستور الذي يجتهدون كل يوم لمخالفته والتلاعب به قبل 25 جويلية 2021 .. فبعد أن عجزوا عن وجود تأييد شعبي لتحركاتهم المناهضة لرئيس الجمهورية اتجهوا للاستقواء بالخارج وأظهروا حقيقتهم للشعب التونسي بأنهم لا يعدُوا أن يكونوا مجرد بيدق في يد بعض القوى الإقليمية والدولية..

لقد صدّعوا رؤوسنا بديمقراطيّة فاسدة طيلة السنوات العشر الماضية ، بعد 25 جويلية يوما بعد يوم تتكشّف الأوجه المظلمة من “الدولة العميقة” و أذرعتها ، و تكشف عن ديمقراطية زائفة أساسها الفساد ، يبدو أنّ مرحلة الانتقال الديمقراطي كانت فرصة ذهبية للدولة العميقة لتوسيع نفوذها ومنافعها، فبحيث السياسة الملوثة بالمال السياسي الفاسد هي من أحد أهم عوامل تشكّل ديمقراطية فاسدة إلى جانب الإفساد السياسي للديمقراطية المزعومة في حدّ ذاتها..25 جويلية أنهى ديمقراطية فاسدة و اللاّ-دولة و أصبح من الضروري مساندة المسار التصحيحي و الإصطفاف خلف الرئيس والدولة و الإلتفاف حول الحكومة لمحاربة دويلات الفساد و أذرعتها التي نشبت مخالبها في كافة المجالات و في كل مفاصل الدولة.. الأطراف التي تتطلع للتدخل الخارجي والاستقواء به والتذيل للبلدان الأجنبية و الإستنجاد بها ضدّ سيادة تونس و شعبها من أجل إعادتها إلى سدة الحكم أو فرض حلول لا تخدم مصلحة الشعب قد فقدت علاقتها بالوطن والشعب وصارت مجرد أدوات لقوى خارجية لا يهمها غير مصالحها في المنطقة وفي البلاد، فإن ما تقوم به بعض الأطراف السياسية من الجبهة المضادّة ، يؤكد ما تعيشه المنظومة الساقطة من زلزال ومن تخبط أثّر على سلوكها السياسي الذي بلغ عبر الاستنجاد بالقوى الأجنبية، وتحريك لوبيات وتأليب الرأي العام الدولي على الدولة التونسية.. إنّهم لا يستطيعون العيش إلاّ في بؤر التوتر والفتن ومجاري العمالة والخيانة وقواميسها المشحونة بالسوقية ومستنقعات التحيل والفساد والإثراء غير المشروع.. بالله عليكم من أي طينة أنتم !!

بيان البرلمان الأوروبي لا يمثل الأغلبية الساحقة من التونسيين ، و تصحيح المسار في تونس هو شأن داخلي تونسي محض، ولا يحق لأي قوة أجنبية التدخل فيه، و استقلال القرار الوطني مسألة غير قابلة للمساومة أو البيع أو الشراء، والاستقواء بالقوى الأجنبية يندرج في إطار خانة التفريط في هذه السيادة الوطنية.. و على الشعب التونسي الحر و القوى المؤمنة بتونس و سيادتها، رفض الإملاءات الخارجية و التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي و إن تطلب الأمر سنواجه الإملاءات الخارجية و العملاء بالخروج في مسيرات حاشدة و مزلزلة و تاريخية للتنديد و إدانة التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي و السطو على إرادة الشّعب..على المجتمع الدولي أن يحترم التعامل مع الدولة التونسية بنديّة بعيدا عن الاملاءات بالقوة والابتزاز، وفرض التدخل في شؤوننا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، و يجب ألاّ يتم فرض أي شروط أو إملاءات و قرارات على الدولة التونسية، فتونس سيدة نفسها وهي التي تقرر ما سيصدر عنها وليس أي دولة أو أي طرف آخر مثل ، الإتحاد الأوروبي الذي نصّب نفسه وصياً على الشعب التونسي و على الدولة التونسية..بتحريض سافر من بعض المعارضين التونسيين للمسار الذي جاءت به الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها رئيس الجمهورية يوم 25 جويلية، هذا التحريض يقوم به من كانوا في الحكم وفشلوا وخانوا وعودهم الزّائفة تجاه الشعب..إنّ تداول البرلمان الأوروبي في الشأن التونسي يعد تدخلاً سافراً في الشأن الوطني الداخلي، ومساً بالسيادة الوطنية من دولة أجنبية..يأتي ذلك نتيجة لإستجداءات مغرضة ولا وطنية من شخصيات وأطراف اتخذت العمالة والارتباط بالأجنبي منهجاً للممارسة السياسية ضدّ سيادة تونس و شعبها.. موضوع العمالة والاستقواء بالخارج برز بشكل جلي وأصبح حديث الرأي العام التونسي بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها رئيس الجمهورية في 25 جويلية بهدف تصحيح المسار ووضع حد للتدمير الممنهج للدولة الذي تسببت به منظومة حكم فاسدة تترأسها حركة الإخوان وبعض السياسيين الذين لهم شبهات فساد من رجال الأعمال وبعض السياسيين الذين لهم قضايا تتعلق بتبييض الأموال.. فعن أي ديمقراطية يتحدثون..!!

لطالما كان الإتحاد الأوروبي طيلة العقود الماضية الشريك الاقتصادي التقليدي لتونس بعد أن ركزت هذه الأخيرة على التعامل مع الأسواق الأوروبية في مستوى مبادلاتها التجارية و معاملاتها الاقتصادية، إلاّ أنه أصبح ضروري تنويع العلاقات مع القوى الكبرى على غرار الصين و روسيا و اليابان و الهند و الأسواق الإفريقية و غيرهم، و الانفتاح على أسواق جديدة بعد أن أثبتت التجربة أن الاقتصار على الحرفاء التقليديين( الإتحاد الأوروبي) ليس بالحل الأنجع ..نحن نتعاون مع أمريكا والاتحاد الأوروبي بمنطق الند للند، وقد تكون هذه الأزمة فرصة لتونس لتنويع شراكاتها والتوجه لدول أخرى.. علينا جميعا أن نعمل على تأكيد الصمود والمقاومة والتقدم في التحرّر والإنعتاق مادام الصراع مفتوحا وبالعمل والتعويل على أنفسنا وإرساء شراكات جديدة مع دول أخرى ومراجعة الشراكات القديمة وتركيز دعائم القرار الوطني الشامل في كل المجالات وتدريجيا حتى بلوغ غايتنا في الديمقراطية السيادية في كل أبعاد الأمن والاقتصاد وسائر المجالات وفي سيادة الديمقراطية بكل أبعادها الوطنية و الاستراتيجية و لا نخضع للإملاءات فتونس سيدة نفسها و ليست تحت الوصاية..

على القوى الوطنية المؤمنة بتونس و سيادتها وكل الشرفاء والمخلصين، العمل على انتشال هذا البلد من بؤرة الفساد ، ومن كل هذا الخداع السياسي الذي يصل إلى حد الخيانة الوطنية، لأن الوقوف على الحياد في مسألة تتعلق بالسيادة الوطنية هو مشارك في هذه الخيانة، لهؤلاء نقول: اللعبة انتهت، وكل من يتخلّف عن نصرة البلد وإنقاذ شعبه سيلفظه الحاضر ويلعنه التاريخ، فتونس لن تصنعها الأيدي الآثمة، ولا النظريات الخائنة، ولا وشوشة الأوكار النائمة، ولا الغرف السوداء، بل تصنعه الإرادة الوطنية و الشعبيّة ، فزمن الانبطاح والرياء والنفاق ولّى إلى غير رجعة، واليوم ليس كالأمس، وسيثبت الآتي من الأيام أن سماسرة الأوطان والأوكار والاحتكار والنفاق السياسي لا محل لهم في هذا البلد، ومن يسترخص نفسه وبلده هو أرخص عند القوى الأجنبية وأزلامها.. فلا يقدر أحد على مقاومة إرادة أغلبية الشعب وعلى كل من لا يريده الشعب أن يتنحى جانبا.. فيجب أن نقف صفًّا واحدًا لنساند دولتنا، لنقول لا وألف لا لأي امتهان لسيادة دولتنا وأي تدخل في شؤوننا الداخلية وأي إملاءات لا يقابلها واجب، ولا يقابلها تطبيق دولي شامل على جميع الدول و لا في ميثاق الأمم المتحدة..

المرحلة القادمة ، معركة شعبنا ضد لصوص وعملاء الداخل ورُعاتهم في الخارج الذين يضغطون اليوم من أجل منع انهيار منظومة الفساد والعمالة والإرهاب حفاظا على مصالحهم و على الشعب التونسي وقواه الوطنية رصف الصفوف والاستعداد للدفاع عن سيادة بلادنا وكرامة شعبها.. سيادة تونس غير قابلة للنقاش..!!

عاشت تونس حرّة مستقلّة
عاش الشعب التونسي العظيم

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024