لم يقتنعوا بالتظاهرات الشعبية في مختلف انحاء العراق ضد حكمهم الفاسد، لم يدركوا يوما ان رائحة فسادهم قد ازكمت الانوف, اطيح بالحكومة القائمة (عبد المهدي), اجريت الانتخابات, لفظهم الشعب، بعض النشطاء المتذمرين من الوضع القائم دخلوا البرلمان واحدثوا تغييرا في تركيبة البرلمان اعترض المنهزمون على النتائج الاولية للانتخابات, قاموا بتحشيد مناصريهم في الشوارع اقاموا الخيام لأسابيع, قدموا العديد من الطعون بشان نظام الفرز الإلكتروني العد يدويا لبعض الدوائر الانتخابية, لم تتغير النتائج, لم يكن هناك بد من الخضوع للقضاء .
تقبلوا النتائج على مضض, يسعون جاهدين لتشكيل الكتلة الاكبر لتشكيل الحكومة, على مدى عقدين من الزمن حكموا البلاد, الحكومة التوافقية التي نقلوها عن نظام الحكم في لبنان ما هي الا تهربا من المسؤولية وعدم الملاحقة القضائية فعندما تكون كل الكتل مشاركة في الحكم ينغمسون في الفساد بمن فيهم الوطنيون, فأفرغوا خزينتها من الاموال افقروا الشعب واذلوه, يتصدقون عليه بالفتات, يريدون لمسلسلهم الاجرامي ان يستمر, يعارضون حكم الاغلبية وان تنتقل الاقلية الى المعارضة الهادفة البناءة لإرشاد الحكومة وتنبيهها عن الاخطاء ,هكذا هي لعبة الديمقراطية ومن ثم ينتخب الشعب الاصلح من المتبارين.
توافق النواب السنة وتشكيل تكتل سني قوي ارعب الاطار التنسيقي, السيد الصدر نادى بان تكون هناك حكومة اغلبية قبيل الانتخابات ليقينه التام بان استمرار منظومة الحكم سيفاقم ازمات المواطن وتخرج الآمور عن السيطرة, اتهم الصدر من قبل الاطار بانه يسعى الى احداث فتنة في الطائفة الشيعية وبالتالي زوال حكمها بمعنى اخر توقف اعمال الكسب غير المشروع التي يقومون بها, وربما تقديمهم الى المحاكمة لاسترداد جزء من الأموال التي نهبوها, وإيداع المفسدين خلف القضبان, جزاء بما فعلوا بحق الشعب العراقي الذي تحمل الكثير من تصرفاتهم غير المسؤولة.
انتخاب رئيس ونائبين لمجلس النواب العراقي, يظهر مدى ادراك التحالف الجديد(الذي يملك اكثر من النصف وفق مؤشرات انتخاب رئيس المجلس ونائبيه) للوضع الخطير الذي يمر به البلد ووضع حد لمهزلة حكم الكل, حيث غياب الدور الرقابي والمحاسبي ومن ثم انهيار مؤسسات الدولة.
الذي نعلمه ان العراق قد خرج من البند السابع بمعنى اصبح قراره بيده, ولكن هل يعقل ان يستمر وجود التحالف الدولي على ارض العراق, نعلم جميعا ان امريكا والغرب هم من اوجدوا داعش وامدوها بكافة انواع الاسلحة والعتاد وجلب المرتزقة من مختلف اصقاع الارض ليعيثوا فيها فسادا, لم تعد هناك حجة لبقاء القوات الاجنبية أيا تكن مهامها, فالجيش العراقي جيش محنك ومدرب احسن تدريب وخاض العديد من المعارك وله القدرة على مجابهة كل المخاطر والتغلب عليها متى توفرت له الامكانيات التسليحية والغطاء السياسي.
وحيث ان العراق دولة مستقلة وهذا ما يتحدث به زعماء العراق اليوم, فلا نعتقد ان هناك ضرورة لتشكيل مجاميع مسلحة لمساندة الجيش, المجاميع المسلحة تتكون في غياب الدولة او وقوعها تحت الاستعمار ومن ثم تقوم هذه المجاميع بأعمال قتالية لتحرير الارض واجبار المستعمر على الرحيل.
على منظومة الإطار التنسيقي الا تكابر وان تدرك جيدا انها قد اخذت الوقت الكافي في الحكم, وحان الوقت لإتاحة الفرصة لغيرها وتراقب هي عن كثب ما يجري وتوجيه الحكومة, المجد والخلود للشعب العراقي الابي الذي انصف النخبة ونتمنى ان يكون اختياره في محله والتحول نحو الافضل.