الانتخابات الأمريكية (البيض الخليجي في سلّة ترامب): أسهم بايدن تتقدّم وأنظمة الخليج الخاسر الأكبر

رجّح الكاتب محمد فضل في مقالة نشرها موقع “ميديل ايست اي” البريطاني، فوز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة جو بايدن، مشيرا إلى “استطلاعات تفيد أن الأخير متقدم على الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب”.

وأشار الكاتب إلى “احتمال استعادة الحزب الديمقراطي لغالبية المقاعد في مجلس الشيوخ الأميركي، ما يعني سيطرة الديمقراطيين على أجنحة السلطة الثلاث الرئاسة ومجلس النواب ومجلس الشيوخ، وذلك في حال فاز بايدن.

وتحدث الكاتب عن العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية خلال عهد ترامب، لافتا إلى أن “الخطوط العريضة لما يسمى بـ”صفقة القرن” تتضمن قبول الدول العربية وخاصة الخليجية بالسياسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة مقابل دعم أميركي وإسرائيلي كامل لدول الخليج ضد إيران”.

ولفت فضل إلى “عامل آخر في العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية خلال عهد ترامب، تمثل ببيع السلاح لدول الخليج وغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الدول الخليجية الحليفة لواشنطن”.

وقال إن “عددا كبيرا من الديمقراطيين في أميركا ينظرون إلى دعم ترامب لشخصيات عربية مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على أنه دعم لحاكم مستبد وليس باعتبار ذلك إستراتيجية تخدم المصالح الأميركية”، مشددا على أن “الأميركيين باتوا ينظرون إلى دول الخليج على أنها موالية لترامب بشكل يجعلها منبوذة في نظر أكثر من نصف الشعب الأميركي الذي يحتقر الرئيس الأميركي”.

وتوقع الكاتب أن تسعى إدارة بايدن والقادة الديمقراطيون في الكونغرس إلى إعادة رسم العلاقات الأميركية الخليجية، وذلك في حال فاز بالرئاسة وحاز الديمقراطيون غالبية مقاعد مجلس الشيوخ”.

وأردف قائلا إن “تبني الموقف المتشدد حيال أنظمة دول الخليج لن يحمل معه ثمناً باهظًا للولايات المتحدة على الصعيد الدولي، وبالوقت نفسه سينسجم مع موقف مؤيدي الحزب الديمقراطي في أميركا”.

الكاتب تابع أن “السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز سيبقى شخصية تحظى بشعبية كبيرة لدى القاعدة الشعبية للحزب الديمقراطي، على الرغم من أن الاخير لم يتمكن من أن يصبح مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الأميركية”، مشدداً على أن “القاعدة الشعبية للحزب تتجه نحو تبني سياسات ساندرز”، مرجحا أن تكون إدانات الأخير العلنية تجاه السعودية تمثل موقف الغالبية الساحقة من الناخبين والناشطين لدى الحزب الديمقراطي.

كما تحدث الكاتب عن تراجع أهمية منطقة الخليج في ظل تراجع حاجة الاقتصاد العالمي للنفط الخليجي وصعود تكنولوجيات الطاقة البديلة واكتشاف حقول نفط جديدة في قارة أميركا الشمالية، لافتا إلى أن “هبوط أسعار النفط على وقع أزمة وباء الكورونا قد سرّع هذه العملية”.

وأضاف الكاتب أن “أنظمة دول الخليج أصبحت تعتمد أكثر فأكثر على الدعم الخارجي من أجل البقاء”، معتبرا أن “الأميركيين ليسوا مستعدين لتقديم هذا الدعم، خاصة إذا ما كان يعني ذلك احتمال تلقي الخسائر كما سيحصل في حال الدخول في حرب مع إيران”.

وقال إن “دول الخليج تقف أمام معضلة وجودية، وإن خيار هذه الدول هو إما الديمقراطية والسلام الإقليمي والتنمية، أو احتضان “إسرائيل” علنًا والتحول إلى أتباع لديها”، محذرًا من أن “الاحتضان العلني لـ”إسرائيل” يحمل معه مخاطر حقيقية لدول الخليج، خاصة في ظل المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية”.

ووختم الكاتب قائلا إن “دول الخليج ستكون من أكبر الخاسرين في حال خسر ترامب والحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة”.

شاهد أيضاً

ماذا ننتظر وينتظرنا؟…بقلم هبا علي أحمد 

ماذا ننتظر؟ ولماذا ننتظر؟ وماذا ينتظرنا؟.. وغيرها الكثير من التساؤلات التي تبقى مُعلقة من ‏دون …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024