الأربعاء , 18 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

البهائيون من هم؟ ما حقيقتهم؟ وما علاقتهم بالصهيو**نية والإستعمار؟…بقلم محمد الرصافي المقداد

بسطة تاريخية عن نشأة البهائيين

بعد قرن واحد من ظهور الوهابية(1153 هـ) ظهرت فرقة البهائية التي أسسها حسين علي النوري المازندراني (بهاء الله)، الذي كان من البابية الذين يتبعون علي محمد الشيرازي (الباب)، وبعد إعدام علي محمد الباب سنة 1266 هـ في) تبريز)، إدّعى حسين علي النوري أنه الخليفة الحقيقي للباب، وأن الباب أوصى لميرزا يحيى صبح الأزل – وهو الأخ الأصغر لبهاء الله – صيانة له ولإخفائه عن جواسيس الحكّام، الذين كانوا يتربصون لاقتلاع البابيين من جذورهم.

نُفي حسين علي النوري (بهاء الله) إلى العراق، هو وعدد من البابيين، سافر إلى منطقة (سركلو) في كردستان العراق، وعندما رجع إلى بغداد نسخ الدعوة البابية، فقال: أنه هو المهدي، وما الباب إلاّ مبشّر ومنجٍ له من أعدائه.

وبسبب ضغط ومطالبة علماء الشيعة في النجف وكربلاء والكاظمية، والسفير الإيراني في بغداد بإبعاد البهائيين من العراق، أصدرت الحكومة العثمانية أمرا بنقلهم من بغداد إلى الأستانة – القسطنطينية – سنة 1280 هـ الموافق 20 أبريل 1863 م.

أُخرِج (حسين علي النوري) (بهاء الله) وأخاه يحيى صبح الأزل ومن معهما إلى الأستانة، ثم نُقلوا إلى أدرنة، وفي عام 1867 م أعلن بهاء الله، أنه المظهر الأول للإرادة الإلهية التي بشّر بها الباب، فحصل نزاع دامٍ بين الفرقتين البهائية والأزلية، ففرّق الحاكم العثماني بينهما، فنفى (بهاء الله) وأتباعه إلى عكا، ونفى (صبح الأزل) وأتباعه إلى قبرص.

إدّعى حسين علي النوري (بهاء الله) أنه كان خليفة للباب في البداية، ثم إدّعى أنه الباب، ثم قال أنه المهدي المنتظر، وبعدها إدّعى النبوة الخاصة، ومن ثم إدّعى النبوة العامة، وختم دعاواه بارتقائه إلى مرتبة الألوهية المطلقة، فكان يقول أنه الله في الأرض، بعد أن كان مظهرا من مظاهره، عيّن (بهاء الله) خليفة له من بعده، وهو ولده الأكبر (عباس أفندي) (عبد البهاء)، ومن بعده لولده الثاني (الميرزا محمد علي)، ثم قفل الأمر مدة ألف سنة، توفي (حسين علي النوري) (بهاء الله) في 2 ذي القعدة سنة 1309 هـ الموافق 28 أيار سنة 1892 م ودُفن في عكا.(1)

والبهائية قطعا ليس لها علاقة بالوحي ورسالات الله سبحانه، يكفي أن يقال بشأنهم أنهم أصحاب نهج مبتَدعٌ، ظاهره الدين وباطنه أشياء أخرى، فيكفينا لبطلان حجتهم، ما جاء في القرآن من نفي قاطع، في أن يكون هناك رسل بعد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: (وما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما)(2)

ومن غير المستبعد أن تكون الدعوة البهائية، صادرة من دوائر بريطانية صهيونية بالأساس، وبريطانيا أصل كل داء عضال يصيب المجتمعات والشعوب الإسلامية، للتشويش على اجماعهم حول دينهم ومستلزماته، وما الدّعوة الوهابية التي رعتها في نجد الحجاز الا بذرة سوء ابتليت بها الأمّة في مواطن حساسة ومقدّسة (مكة والمدينة)، ليقترفوا فيها بعنوان محاربة الشرك في بلاد الحرمين جرائم كثيرة، مكّنتهم من السيطرة تماما على أهمّ معلمين إسلاميين، وهما مقصد المسلمين للحج والعمرة يأتونهما من حدب وصوب ومن مختلف الأعراق والمذاهب.

معارضة البهائيين لم تكن جديدة في إيران ولا في العالم الاسلامي، وقد وقف الإيرانيون ضدّ هذه الدّعوة بقوّة، وعارضوها بمختلف الأشكال، على أساس أنها فكرة مبتدّعّةٌ، قد يتأثّر بها ضعفاء النفوس من المسلمين ومن غيرهم، حاول مؤسساها البهاء والباب أن يجعلاها إمتدادا للديانات السماوية، ففتحوا مجالا للإدّعاء بأن هناك رسل من الله بعد النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، والبهاء أحد هؤلاء، وسوف لن ينقطع المدد الغيبي بعده.

يعتبر البهائيون إن ما يعتقدون به، لا ينتمي إلى أي دين من الأديان السماوية، بل أن ما يؤمنون به دين جديد، وأن بهاء الله نبي مرسل من الله تعالى، كباقي الأنبياء والرسل، وأن النبي الأكرم لم يكن خاتم النبيين، ولم تكن الشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع السماوية، وقد صّرح بهاء الله في كلماته، أن من لم يؤمن بما جاء به مشرك ضالّ.

وقد تصدّى علماء ومفكرو المسلمين من الشيعة، وأهل السنة للرد على الفرقة البهائية، واعتبروا البهائيين من الكفار الخارجين عن رقبة الإسلام، وحكموا بنجاستهم وضلالهم، وقد كُتبت الكثير من الكتب في الرد على الفرقة البهائية.(3)

مراوغات البهائيين

حاول البهائيون أول الأمر أن يظهروا كفرقة إسلامية، ولكن بعد موقف الأزهر الشهير، الذي فنّد فه زيف هذه الدعوة وبحكم ببطلانها، واصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فتوى في شهر ديسمبرعام 2003، وصفت فتوى المذهب البهائي بأنه وأمثاله من نوعيات الوبئة الفكرية الفتاكة التي يجب أن تجنّد الدولة كل امكانياتها لمكافحته والقضاء عليه. وستند المجمع في فتواه الى فتوى سابقة لكبار علماء الأزهر، وعلى راسهم الشيخ جاء الحق علي جاد الحق، وفتوى الشيخ حسنين مخلوف، مفتي الديار المصرية الأسبق، التي ترؤكد أن من يعتنق البهائية مرتدّ عن الإسلام، وذلك لفساد عقيدته، وخروجها على ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ووصفت الفتوى الجديدة البهائية بانها مذهب هدّام.()

أساس دعوة البهائية الإبراهيمية الجديدة

من بين شطحات البهائية دعوتها إلى توحيد الأديان، تماشيا مع أفكار الماسونية العالمية، التي ترى ضرورة توحيد جميع الديان في دين واحد، هو البهائية، ومن بين تقليعات الباهئية أنه أسقطت تشريع الجهاد، وحرّمت حمل السلاح وإشهاره في وجه الأعداء، وهي دعوة رفعها زعماء البهائية زمن احتلال الدول الاستعمارية الغربية لمعظم الدول الإسلامية والعربية، وهي قطعا دعوة في خدمة بقاء الاستعمار واستمراره على اراضي الدول المبتلاة به، وتحريضا منهم على الاستسلام للمستعمرين وبالتّالي لم يبق شك بكون هذه الفرقة شانها في ذلك شأنه بقية الفرق الضالة كالقاديانية، جاءت لتثبيت مخطط استعماري.(4)

موقف إيران الإسلامية من البهائية وغيرها من الفرق الضالة

في حين أن الاضطهاد الأهم للبهائيين حدث في إيران ومصر، خلال القرن العشرين والواحد والعشرين، إلا أن دولًا أخرى فرضت قيودًا على البهائيين، أو قامت باضطهادهم، في العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة، قامت بالاضطهاد على نفس الأساس المعمول به في إيران ومصر، حيث أن الإسلام لا يعترف بالدين البهائي، وبالتالي لا تعترف به الحكومة، وتم إصدار أوامر حظر ضد الأنشطة البهائية في الجزائر سنة 1969، والعراق سنة1970، تم حظر الدين البهائي في عدد من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء، بوروندي في عام1974، ومالي في عام1976، وأوغندا في عام1977، والكونغو في عام1978، والنيجر في عام1978 (5)

كما لم يتردّد اليمنيون في مكافحة البهائية، وردّها عن عامة شعبهم الملتزم بإسلامه خصوصا بعد ان امسك أنصار الله وحلفاؤهم بمقاليد العصمة صنعاء والمحافظات التي حولها(6)

لم يعترف الدستور الايراني الذي صوِّت الشعب الإيراني لصالحه عام 1979 ، بنسبة عالية لم يسبقه إليها أحد من شعوب العالم فاقت 98%، فقد نصّ في مادته الثالثة عشرة أنّ الأقليات المعترف بها في القانون الإسلامي: هي الزرادشت، واليهود، والمسيحيين فقط، وتتمتع وفقا لذلك بالحرية، في أداء مراسمها الدينية، ضمن نطاق القانون، ولها أن تعمل وفق قواعدها في الأحوال الشخصية والتعاليم الدينية. (7) وبتطبيق هذا الفصل من الدستور، لم يعد هناك مجال لاعتبار البهائية ضمن هذا المكوّن من الأقليات، وبالتالي يتعرّض للعقوبة كل من يكون تابعا لهذه الفرقة الضالة.

أمريكا والدول الغربية وتوابعهما يدافعون بقوّة عن البهائية

وباعتبار ان هذه الفرقة الضالة حاملة بين طياتها مشروعا أمريكا ماسونيا صهيونيا غربيا، فإن الدّفاع عنها من مؤسّسيها كان بلا هوادة، وقد خصصت لها منابر ومنصّات عالمية، اجتمعت على اعتبار الدّفاع عنها، يأتي ضمن الحريات الفردية، التي يجب على الدول الإسلامية مراعاتها واحترامها، وإفساح المجال أمام دُعاتها للنشاط الحرّ، ضمن فعاليات المجتمعات الإسلامية، ويبدو الإرتباط بين البهائيين وأمريكا باعتبارها راس الحيّة في هذا المشروع الخطير، في نشر كل ما من شأنه أن يفسد مجتمعاتنا، بتعلّة الدفاع عن حقوق الانسان، وحرية تفكيره وعقيدته، هو بالأساس إرتباط وثيق وغير خاف على أحد، ومهاجمتها للدول التي تدافع عن دينها وعقيدتها، أمام خطر تغلغل هذا الوباء بين اوساط شعوبها، محاولات يائسة لإقناع الدّول المستهدفة، بضرورة التعامل بلين مع اتباع البهائية، لكن الحمد لله، فإن الصفّ الإسلامي السنيّ والشيعي، متفقان في هذا الخصوص على ضلال وانحراف البهائية، وعلاقتها بالإستعمار والصهيونية، حيث لم يدافع عنها سوى هؤلاء الزعماء الغربيون ومنظماتهم.(8)

لهذا وجب القول بأنه من العار ومن الخطأ الفادح، أن يتصدّى شيخ شيعي معمّم، ليمضي باسم مركز أهل البيت بدلالاته الفكرية والعقائدية، على ميثاق تعايش سلمي مع البهائية، مع أنّها كجماعة لا تعني شيئا بالنسبة للمجتمع السّنّي، الرافض بإجماعه على وجود هذه الفرقة الضالة في بلاده، زيادة على كونه قد وقع تحصينه بفتاوى صادرة من مختلف علماء الإسلام، مجمعة كلّها على ضلال البهائية، ورفض وجودها بين فئات المجتمع الإسلامي، هذا بصرف النظر عن هؤلاء المرتدّين عن الإسلام إلى المسيحية، وما يستوجبه من أحكام الشرعية بشأن كل مرتدّ عن دينه، وكان من باب أولى أن يقنع الشيخ بالمادة السادسة من الدستور التونسي، التي تُعّدّ ضمانة للحريات الفكرية والعقائدية الصحيحة، فمن باب أولى أن يكون الميثاق ممضى مع الغالبية السنّية، مع أنّنا هنا لا نحبذ التفريق بين السنة والشيعة، فما يجمعهما من الدين الإسلامي أكبر من أن يعمل الأعداء الغربيون والصهيونية العالمية بأدواتها القذرة، على التفريق وإحداث الفتن بينهما، نحن كشيعة ننتمي إلى المجموع الاسلامي سنة وشيعة وخوارج، ودعوة كالّتي صدرت من هذا الشيخ، هي دعوة حمقاء من عديم خبرة وفاقد تجربة، نسأل الله له الهداية والعود إلى جادة الحق، والحق أحق أن يُتّبع.

المراجع

1 – البهائية https://ar.wikishia.net/view/

2 – سورة الأحزاب الآية 40

3 – البهائية https://ar.wikishia.net/view/

4 – البهائية صانعة يهودية

https://www.youm7.com/story/2009/4/13 /88613

5 – اضطهاد البهائيين https://ar.wikipedia.org/wiki/

6 – البهائيون في اليمن من الظل إلى اضطهاد والنفي

https://sanaacenter.org/ar/publications-all/main-publications-ar/14569

7 – الدستور الايراني المادة الثالثة عشرة ص21

8 – واشنطن “قلقة” من استمرار “اضطهاد” البهائيين في ايران

https://www.bbc.com/arabic/middleeast/2010/03/100305_als_iran_bahais_us_tc2

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024