دول الجوار الليبي ساهمت وبشكل كبير في تأزم الأوضاع بالبلاد، تونس على عهد السبسي فتحت حدودها مع ليبيا على مصراعيها لدخول السلاح والمرتزقة الممولين قطريا وتركيا الى الغرب الليبي، بينما المجلس العسكري المصري حديث الولادة (انذاك)، فانه ساهم مع دول الخليج في تحويل الملف الليبي الى اروقة الأمم المتحدة للتدخل الدولي في البلاد ومن ثم اسقاط النظام وتدمير الجيش الوطني لتعم الفوضى وتصبح البلد مرتعا للإرهابيين ومركزا إقليميا للإخوان المسلمين ونهب خيرات ليبيا وجعلها بيتا لمال المسلمين.
ربما لا نلوم الجزائر عن رغبتها في لعب دور إقليمي، لكن ظروفها الداخلية التي مرت بها حالت دون ذلك، فالجيران لم يتركوا لها الفرصة، المغرب رعت وعلى مدى اشهر مسلسل الصخيرات الذي افضى الى تنصيب حكومة عميلة، اما تونس فإنها تستقبل على أراضيها كافة الأطراف والشرائح الليبية، بل بعض الأطراف تقيم بصفة دائمة في تونس وما يعني ذلك من استجلاب الأموال الليبية، الفنادق والدارات لم تعد شاغرة، والهدف ظاهريا التقريب بين وجهات نظر الأطراف المختلفة بينما يسعون في حقيقة الامر الى إطالة امد الازمة، فالمصحات تعج بجرحى ميليشيات الوفاق، ما يعني اهدار المزيد من الاموال.
حديث الرئيس تبون عن لا حل في ليبيا بدون مساعدة الجزائر ينم عن مدى تطلعه للتدخل في الشأن الليبي على غرار دول الجوار الأخرى، ولتكون ليبيا ساحة صراع ولنقل سياسي، وقد اعترف الرئيس تبون بفشل الدبلوماسية الجزائرية في إيصال مرشحها لان يكون مندوبا ساميا للأمم المتحدة في ليبيا خلفا لغسان سلامة، غامزا الى مصر دون ان يسميها صراحة، ربما لا يريد ان يقطع خط الرجعة مع مصر، ولكنه في النهاية لن يكون للجزائر او دول الجوار دورا إيجابيا طالما استمروا في الاعتراف بالشرعية الدولية المتمثلة في حكومة الوفاق التي منذ مجيئها والبلد يسير نحو الهاوية ، اما الشرعية الشعبية التي تحدث عنها الرئيس فهي صناديق الاقتراع العام 2014 والتي وأدها الاخوان في مهدها لأنها أظهرت حجمهم الحقيقي الذي لا يكاد يذكر فانقلبوا على البرلمان المنتخب عقب اعلان نتائج الانتخابات ولا تزال الكوارث تتساقط على رؤوس الليبيين ويلعنون ذلك اليوم الذي مرغوا اصابعهم فيه بالحبر الذي اتى بهؤلاء الخونة والمرتدين عن الدين الإسلامي انتخابات العام 2012.
نقول للرئيس تبون وللشعب الجزائري الذي نكن له كل التقدير والاحترام، اتركوا الليبيين في حالهم، فهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، لقد أعطوا مهلة كانت جد كافية لحكومة الوفاق لتغيير الواقع المزري، ولكنها ابت إلا ان تسير في ركب العمالة للأجنبي وهدر الأموال وعقد اتفاقيات لجلب المرتزقة لمقاتلة الجيش الذي آل على نفسه تحرير كامل التراب الليبي وفك اسر الدولة من المنظومة العالمية للإخوان المسلمين وبناء الدولة الوطنية وليستفيد المواطن من خيرات بلاده.
ان الحديث عن الشرعية الدولية يعتبر نوعا من الضحك على ذقون الشعب الليبي والاستخفاف به، الشرعية الدولية تعني استمرار الخنوع والإذلال واهدار الأموال وصولا الى طلب مساعدة صندوق النقد الدولي وذاك ما يريده الأعداء، ويسعون الى تحقيقه منذ العام 2011 .
حكومة الوفاق التي تدعون شرعيتها تمارس ابشع انواع الاذلال بحق مواطنيها، تمنع عنهم ابسط مقومات الحياة من مواد غذائية وطبية ومحروقات والتيار الكهربائي، هل هذه الدولة المدنية المنشودة، انكم وللأسف تعترفون بها وتتعاملون معها، انكم بذلك تثيرون حفيظة الشعب الليبي وتخيبون اماله فيكم، نكرر دعوتنا للأشقاء، .بان اتركوا الجيش الوطني الليبي الذي يستقبل بالترحاب في كل مكان يحل به، انه طوق النجاة. التفتوا الى اموركم الداخلية، الشدة ستزول حتما والعلاقة بين شعوبنا جد قوية.