اتفق محللان سياسيان على أن بيان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي “زياد النخالة” يأتي في سياق مبدأ ردّ التهديد بـ”التهديد”، وأن المقاومة الفلسطينية جاهزة للتصدي لأي عدوان “إسرائيلي” محتمل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة المحتلة.
وتزايدت تهديدات قادة الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً بتوجيه ضربات مؤلمة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حال استمرت مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود البرية والبحرية للقطاع مع الأراضي المحتلة.
وردّ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أ. زياد النخالة في بيان له، أكد خلاله أن المقاومة الفلسطينية تتعامل مع هذه التهديدات على محمل الجد، مشدداً على أن الرد عليها ما زال مطروحاً على الطاولة، داعياً كل المقاتلين للجهوزية التامة لمواجهة أي عدوان محتمل.
“المقاومة عنيدة”
الكاتب السياسي حسن لافي قال: “إن حديث “النخالة” يشير إلى أن المقاومة عنيدة ولديها إصرار وتمتلك تكتيكات عسكرية وقدرات أعلى بكثير من عام 2014، وأن الاستعدادات التي تتخذها المقاومة ستفاجئ العدو الصهيوني”.
وأضاف لافي أن بيان الأمين العام للجهاد الإسلامي يؤكد على أن قوة الردع الإسرائيلية باتت من الأفعال الماضية، وأن الشعب الفلسطيني لديه مقاومة ولا يخشى التهديدات وأنها قادرة على إنجاز الكثير مما لا يتوقعه العدو.
وأوضح لافي، أن الصاروخ الأخير الذي سقط على تل أبيب عام 2014 سيكون بمثابة الطلقة الأولى والشرارة في أي حرب جديدة، مشيراً إلى أن دائرة الاستهداف لدى المقاومة ستتوسع وستشمل مساحات كبيرة داخل الكيان المحتل.
“قرار الحرب والسلم وطني بامتياز”
وأشار إلى أن ربطْ الأمين العام، اعتداءات الاحتلال على المتظاهرين السلميين في غزة مع الاعتداءات في الضفة يفتح باباً جديداً لعمليات رد المقاومة الفلسطينية على جرائم الاحتلال، لاسيما مع تزايد العمليات الفردية في الضفة.
وتابع: “حديث النخالة يُبيّن وطنية قرار الحرب والسلم مع الاحتلال وأنه ليس قراراً عاطفياً، والتنسيق العسكري بين الفصائل خير دليل على ذلك، وان المصلحة الفلسطينية تقتضي وتقرر متى سيكون الرد على جرائم الاحتلال”.
“ردّ التهديد بـالتهديد”
فيما يرى الكاتب السياسي حسن عبدو، أن بيان الجهاد الإسلامي يأتي في سياق مبدأ ردّ التهديد بـ”التهديد”، مشيراً إلى أنه وضع خطوطاً واضحة لأي تجاوز إسرائيلي في المستقبل ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد عبدو في حديثه أن طلب أ. النخالة من المقاومة الفلسطينية الاستعداد لأي عدوان إسرائيلي، يدلل على أن المقاومة مستعدة بالكامل لمواجهة الاحتلال، موضحاً أن أي تصعيد إسرائيلي مهما بلغ حجمه ودرجته سيتم الرد عليه بدون أي تردد.
“تل أبيب الهدف”
وأردف قائلاً: “ويدلل البيان أيضاً على أن رد الجهاد الإسلامي سيبدأ بالضربة الأولى من سرايا القدس داخل العمق الإسرائيلي كما انتهت عام 2014، بمعنى أن تل أبيب ستكون هي الهدف.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أ. زياد النخالة، أمس الاثنين، أن تهديدات العدو بشن عملية عسكرية ضد شعبنا في قطاع غزة تعكس النوايا العدوانية لحكومة الإرهاب بمواصلة الحرب على الشعب الفلسطيني.
وقال الأمين العام رداً على التهديدات “الإسرائيلية” في بيان صحفي: “نحن نتعامل مع هذه التهديدات على محمل الجد ولذلك ندعو كل المقاتلين بأن يكونوا على جاهزية تامة لمواجهة أي عدوان محتمل”.
وأوضح أ. النخالة على أن الشعب الفلسطيني لن يركع أمام هذه التهديدات ولن يتنازل عن حقه في الحياة. ولن يكون بمقدور أحد أن يدفع الشعب الفلسطيني نحو التسليم بواقع الحصار والعدوان.
وشدد الأمين العام ان التصدي للعدوان سيبدأ من حيث انتهينا في معركة التصدي لعدوان 2014، مبيناً ان قتل المدنيين العزل في مسيرات العودة وعلى حواجز المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة، جرائم لن تغفرها المقاومة ولن تتخلى عن حق شعبنا في الرد، والرد على هذه الجرائم لا يزال مطروحاً على الطاولة.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان هدّدا أمس الأول الأحد، بشن عدوان جديد على قطاع غزة؛ ردا على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي قطاع غزة.
يشار إلى أن حدود قطاع غزة تشهد حالة من التوتر من قبل المتظاهرين، لتشكيل مزيد من الضغط على الاحتلال لرفع الحصار، وسط ارتكاب الاحتلال لمزيد من الجرائم في صفوف المتظاهرين والتي كان آخرها يوم الجمعة الماضية وأدت لاستشهاد 9 مواطنين.