نحن نعيش مرحلة مفصلية في تاريخ تونس دقيقة و خطيرة و محددة:
دقيقة لانها تأتي في سياقات دولية و إقليمية اتسمت بصراع الإرادات و اصطفافات تنبأ بولادة عالم جديد مختلف التوازنات على ما شهدناه بعد الحرب الباردة ,التفرد و القوة الواحدة دخلت طي التاريخ …تعدد الاقطلب أفق جديد
خطيرة لان الطبقة السياسية في تونس الحاكمة بكل واجهاتها لم تحقق الاستقرارا و لم تشتغل حتى على حل المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و ادارت ظهرها لمطالب الشعب و تركت انطباعا سيئا في أوساط الرأي العام التونسي لأدائهم الصبياني و شجارهم المقرف كل هذا و تونس تغرق يوما بعد يوم في الديون و تشارف على اعلان افلاسها و كأن الدولة الوطنية تقاد الى المسخلة عنوة لنزع دورها الاجتماعي في رعاية مواطنيها .
محددة لاننا كشعب تونس امام خيارين لا ثالث لهما إما أن نحافظ على الدولة الوطنية بكل مكتسباتها التاريخية و مؤسسساتها الوطنية التي شيدها أجدادنا و أستشهد لأجلها الابطال من أبناء وطننا أو أن نقبل بالتفويت فيها لصالح الهمجية الرأسمالية حيث نصبح أجراء في أوطاننا فاقدي السيادة عليه ينهشنا التجويع و يذلنا التطبيع .
ان هذه المرحلة تستوجب انشاء حركة وطنية بمستوى الحركة الوطنية التي قاومت الاستعمار ….هذا الاستعمار المتلون الذي تخلى عن صلابته المكلفة بالنسبة له و ابتدع جيلا جديدا من الهيمنة المرنة التي تتسرب عبر السياسة و الإقتصاد و الانشطة المدنية المشبوهة تحت عباءة ابناء جلدتنا.
هذا ناقوس خطر و علينا ان نجعل من الخطر فرصة.