“إن الله لا يحب الخائنين”
أعظم الخيانة خيانة الأمة وأعظم العدوان موالاة للكيان.
يرتكب النظام الإماراتي الوظيفي أقبح الخيانات وأحقرها، بل أخطر وأقذر عدوان. ذلك أنه يشارك في أخذ فلسطين والأمة رهينة عند الصهاينة والأمريكان. رهينة بالمعنى الوجودي والأمني والاقتصادي. وفضلا عن كون هذا النظام المصنع استعماريا تجتمع فيه كل آيات الخيانة والعدوان والغدر كما وصفها نبينا الأكرم عليه الصلاة والسلام (العصيان والأذى والبغض والطغيان)، فهو يفتقد لكل مقدرات البقاء والاستمرار إلا بلعب دور العدو الصغير، لا بل البيدق الآلي المبرمج القابل للانتحار مقابل تنفيذ ما برمج من أجله.
“إن أعظم الخيانة خيانة الأمة وافظع الغش غش الائمة”، هكذا قال الحكيم الأزلي الإمام علي في نهج البلاغة. وان التجار الخونة الذين رتعوا في الخيانة أيما خيانة ومرتع أتوا أعظم عدوان مادي.
ولذلك نحن نؤكد ونعاود التأكيد على كوننا حيال الخيانة الأعظم والعدوان الأعظم.
بمقتضى الخيانة والعدوان تتوهم الإمارات تطوير منظومة عدوان مشترك على أمتنا ويتحول البترودولار إلى صهيودولار وتتحول بنوك دبي وأبو ظبي إلى احتياطي مالي صهيوني أو فائض قوة ردعية صهيو – اماراتية وأمريكية قابلة للاستخدام ضد محور المقاومة والإستخدام ضد كل الدول والشعوب التي ترفض سياساتها من أجل تجويعها وتهديدها بالسلاح الصهيو – أميركي.
بمقتضى الخيانة والعدوان تريد الإمارات إعلان سيادة مباشرة أو غير مباشرة على كنوز جيوستراتيحية غير جديرة بها ولن تكون لها. إنها تريد أن تشتري حجما. تريد أن تبقى محتلة لسقطرى اليمنية ومناطق أخرى وتريد أن تشرعن سيطرتها على عدة قواعد ونقاط ارتكاز في جيبوتي وإريتريا والسودان. تريد أن تلعب دور إثيوبيا سابقا وربما دور شاه إيران سابقا قبل الثورة، وإن كان أكبر من حجمها. غير انها ستشرب الهزيمة حتى تتفجر كضفدعة لافونتان.
تتوهم الإمارات أيضا، وهذا من مهازل التاريخ ومن نكد الدهر، تتوهم إمكانية السيطرة بالنفوذ على القاهرة وربما على طرابلس ليبيا.
إنها من هنا فصاعدا مجرد إدارة زجاجية لأعمال الصهاينة في دبي المحتلة وأبو ظبي المحتلة ومجرد كانتون عمالة أو مجرد صندوق مالي مانح لكيان العدو الصهيوني ومساهم في انعاشه وضمان ديمومته الإقتصاديّة.
لقد قاومت دمشق ورفضت الهزيمة والاستسلام ورفض المرحوم حافظ الأسد الحصول على الجولان ناقصا مقابل تسليم النفس وتسليم فلسطين. واستسلم كل من الأردن ومصر وإن كانتا دولتا جوار لفلسطين المحتلة ولم تجنيا شيئا وفشلتا في إخضاع شعبنا هناك. وحاولت جماعة أوسلو بالإنصياع والتفاوض والتسوية وفشلوا وخابوا. ولن تجني الإمارات ومن سيلحقها سوى الخسران والزوال عاجلا أو آجلا. هذا إذن مفهومها لما يسمى سلام ولن تجني هي ومن سوف يلحقها سوى الذل والهوان.
لقد زين لها غيها وغدرها وغرورها المبالغ فيه أنه بالتحاق بعض الأنظمة الخليجية الوظيفية الأخرى بها تستطيع وبدعم مقابل من العدو الأميركي والعدو الصهيوني، تستطيع أن تسيطر على حياة غالبية البشر في المنطقة العربية والإسلامية ودول وقارات أخرى وتدفع لأمريكا وأوروبا وكيان العدو وتحافظ على بقاء الإحتلال وتقويه بالمال والعدوان المباشر على الفلسطينيين وبقية العرب والمسلمين الذين تم ذبحهم وتجويعهم وتقسيمهم وإخضاع غالبيتهم.
إن صفقة “السلام” المزعوم بين الإمارات والعدو الصهيوني تمتد طبعا إلى الأمريكان وتمتد إلى دول خليجية وأوروبية باركت الزيجة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول عربية وافريقية أخرى. وتنهي ما يسمى الحياد وما يسمى التفاوض وما يسمى عدم الاعتداء وما يسمى التعايش وما يسمى الاعتراف وما يسمى التسوية وما يسمى المبادرة العربية وما يسمى الحل النهائي، ولكن هيهات أن تنهي المقاومة والعودة وتحرير الأرض والإنسان والأسرى والقدس وسائر المقدسات. هي تذهب إلى التحالف المباشر بل التبعية المباشرة في كل المستويات مع كيان العدو ولتخصع ما تبقى من فلسطينيين بمقتضى الأمر الواقع لثنائية البقاء مقابل الخبز أو الفناء.
إنها تحدث نفسها بأن هذه الخيانة الأعظم وهذا العدوان الأعظم سيقضي على الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية والجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا العسكرية والجغرافيا السياسية وستصل موجاتها إلى المغرب العربي.
هيهات: كلاهما إلى زوال، التطبيع والإحتلال.