ان حركة اسطول ناقلات النفط الايرانية المحملة بالوقود من ايران لفنزويلا عبر المضايق والمحيطات الدولية اليوم ليس امرا عاديا ابدا بل هو تحول تاريخي واستراتيجي كبير وكبير جدا.
اولا فحتى الامس القريب كانت ايران مستهلكة ومستوردة للوقود فيما هي اليوم مصدرة له وباقتدار.
ثانيا البواخر لا تنقل الوقود فقط بل وتنقل معدات متطورة جدا لاصلاح مصافي التكرير الفنزويلية.
وثالثا وهو الاهم انها بهذا العمل الشجاع تكون قد مرغت انف امريكا بالتراب بعبورها مضيق جبل طارق وعباب المحيط الاطلسي والبحر الكاريبي ووصولها لما كان حتى الامس القريب بمثابة الحديقة الخلفية لواشنطن دون ان تتمكن الاخيرة بفعل اي حركة معادية لاي من العدوين اللدودين لها اي ايران وفنزويلا …
رابعا والذي هو مسك الختام، ان كل هذا يحصل وايران الثورة والاسلام محاصرة ومطوقة بالعقوبات الامريكية والدولية الخانقة، ولا تعيش رفاهية الدول المنفتحة على الغرب، ما يؤكد العقيدة التي لطالما نادى بها المقاومون على امتداد جغرافيا الاستقلال والثورة بان الاستغناء عن الغرب والاعتماد على الذات هو من يصنع معجزات الاستقلال الحقيقي ويصون الهويات والشخصيات الوطنية والقومية والدينية ويقوي عودها …
وهي العقيدة الوحيدة الضامنة والطريق الوحيد المؤدي لتحرير القدس وفلسطين واستقلال بلاد العرب والمسلمين وبأقل الاكلاف والاثمان ..
انها السنن الالهية اليقينية كما نقول نحن المتدينين..
وهي الحتمية التاريخية كما يقول اشقاؤنا او حلفاؤنا او اصدقاؤنا من ” العلمانيين” المستقلين ان شاء الله والذين لا يزالون يتهيبون الدين والتدين…
من روسيا والصين حتى الجزائر وسورية والعراق ولبنان وفلسطين…
انها لحظة تاريخية بحاجة منا جميعاً للتأمل لما يجري من حولنا وفينا من تحولات تكاد تكون وجودية وجوهرية في كل الأحوال، ولا يجوز ان تمر علينا من دون اخذ العبرة والدروس خصوصا في الوطن العربي الكبير من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي كما كان يردد القائد التاريخي جمال عبد الناصر..
الوسوممحمد صادق الحسيني ناقلات نفط
شاهد أيضاً
كتب محمد صادق الحسيني: الحشد الاستراتيجي الاميركي ضد الصين وروسيا وايران
على الرغم من سنواته الثمانين ، وتعثره المتواصل ، وما يعانيه الرئيس الاميركي ، جو …