أخبار عاجلة

الرقص الأمريكي على جسد الشرعية!…بقلم: محي الدين المحمد

يبدو أن الإدارة الأمريكية قد دخلت مرحلة جديدة في تعاملها مع الشرعية الدولية، وخاصة أنها قد عجزت عن تسخير مجلس الأمن وقراراته لترسيخ سياسة الهيمنة العسكرية والاقتصادية، وبات الفيتو الروسي -الصيني جاهزاً لتعطيل أي قرار يتعارض مع الحق والمنطق والواقع، كما بات الاتحاد الأوروبي يتباطأ عن اللحاق بالتهور الأمريكي الذي بات يهدد الأمن والسلم الدوليين، وينذر بالعديد من الكوارث الاقتصادية والبيئية والعسكرية.
ووصلت الإدارة الأمريكية إلى حالة الطلاق مع مجلس الأمن وقراراته، وبات تحيّزها للإرهاب الذي تمارسه التنظيمات التكفيرية، وللدول التي تمارس إرهاب الدولة في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد، حيث كانت بدايات الرقص على الحبال قد بدأت «بحنجلة» الانسحاب من اتفاقات المناخ، و«اليونيسكو» ووقف دعم «الأونروا» ثم انتقلت إلى مرحلة جديدة من التنكر لقرارات مجلس الأمن والاتفاقيات التي وقعتها الإدارات الأمريكية السابقة وخاصة الاتفاق النووي الإيراني الذي رعته دول «خمسة +واحد»، وكذلك الاعتداءات الصاروخية لسورية التي تحارب الإرهاب وذلك بحجة استخدام «الكيميائي» الذي لم يثبته أحد، وأكد مراسل الـ«بي.بي.سي» بعد تحقيقات مستفيضة ولأشهر عديدة أن الأسلحة الكيميائية لم تستهدف دوما، وأن ما جرى كان ملفقاً .. مع الإشارة إلى أن جميع الذرائع التي استندت إليها أمريكا في العدوان على مطار الشعيرات أو على قوات الجيش العربي السوري في جبل الثردة كل ذلك جرى لدعم الإرهابيين واستند إلى حجج واهية أو تبريرات لا تمت إلى القانون الدولي بأي صلة.
وفي هذا السياق تأتي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بما سماه «سيادة إسرائيل» على الجولان السوري المحتل لتؤكد المؤكد، وخاصة أن هذا التصريح يخالف بشكل واضح قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981الذي أكد أن قرار «ضم» الجولان باطل لأنه يخالف القانون الدولي.
إن ردود الفعل المستهجنة لتصريحات ترامب تتوالى من كل شرفاء العالم وحتى من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبشكل يوضح أن أمريكا باتت في وادٍ ومجلس الأمن والأمم المتحدة وشرفاء العالم في وادٍ آخر.
الجولان عربي سوري محتل.. وتحريره وعودته إلى الوطن الأم آتيان لا محالة بقوة الحق وبإرادة الشعب السوري الذي يرفض التفريط بذرة واحدة من تراب الوطن.

 

شاهد أيضاً

زيارة رئيسي.. وآفاق جديدة للعلاقات السورية الإيرانية والمنطقة…بقلم محي الدين المحمد

تكتسب زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية أهمية كبيرة، ليس لأنها أول زيارة يقوم بها رئيس …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024