منذ اغتيال القيادي اسماعيل هنية ، والرواية الإسرائيلية عن هجوم مباغت من إيران او من المقاومة في لبنان تغيرت مرات،
في المرة الأولى ” إدعاء فارغ” انها قامت بهجوم استباقي،
لكن ” الهجوم الإستباقي” يفترض أن يسحق العدو ،
وهجوم المقاومة نفذ عملِيًّا ،
ثم عادت في رواية اخري الى أنها دمرت الآف من منصات الصواريخ كما لو ان هذه المنصات معروضة في محلات للإستعراض او في الأسواق والشوارع وليس في مدن تحت الأرض والوديان و الجبال،
ورأى جنرالاتها ان هذه مبالغة ساذجة ، ولو كانت صحيحة، فمن أين إنطلقت الصواريخ..؟ومع ذلك تعترف في بلاغ لاحق بالقول إن أكثر من 340 صَارُوخًا وطائرة مسيرة استطاعت العبور وضرب الأهداف كما لو انها لم تنطلق من منصات صواريخ ،
لكنها فشلت في تحقيق الآهداف، وهي عبارة تقليدية معروفة ومن غير المعقول ان 340//صارُوخًا ومسيرة انقضاضية لم تقتل أحَدًا مع ان خناقة في شارع او حفل عرس ،،كانت ستسفر عن أعداد من الجرحى وحتى القتلى.وفي رواية ثالثة تعكس الإرتباك في صياغة نسخة معقولة، الى القول ان {حزب الله} كان يستعد لاطلاق “6 الآف صاروخ”،
لكن جنرالاتها وجدوا ان هذه الصياغة تدين إسرائيل لآن هذا يعني ان المقاومة لم تكن خائفة ولا مترددة من هجوم كبير وواسع رغم الدعم الجوستي والإستخبراتي والحربي الآمريكي والغربي،
وفي نسخة معدلة جاء بلاغ آخر يقول إن الحزب أطلق مئات الصواريخ لم تصب اهدافها، ثم عادت في تصحيح جديد للقول ان الهجوم استهدف المنطقة الشمالية من الجليل الأعلي ومراكز حيوية لكنه لم يتحدث عن نتائج خَوفًا من صور جوية ستعرض من الحزب ومن بينها اصابة ” هدف حيوي” ،
وللتمهيد عن كشف حقيقة” الهدف الحيوي” جاء بلاغ جديد يقول ان الصواريخ ” حاولت” استهداف [مقر الموساد ومركز 8200 المعروف بجهاز امان ] الذي يبعد حوالي //1500 متر // عن تل أبيب،
ومن المعروف للباحثين في هذا الشأن انه مركز تجسسي يعمل فيه الآف من الناطقين “باللغة العربية والفارسية”، وتنتشر صفحاتة علي شبكات التواصل الاجتماعي باللغة العربية والآسماء والقضايا العربية ووظيفته اثارت الفتن والنقاشات الطائفية والعرقية وحتى التافهة وسب وطعن في الخلفاء الراشدين والتعرض للسخرية من التقاليد باسماء عربية، ومن المؤسف ان بعض السذج والبسطاء ومن الحمقي من العرب يدخلون في حوارات مع هذه الصفحات بدوافع مختلفة،
وسبق لرئيس موساد سابق ان إعترف ان عدد العاملين فيها حوالي //30 الْفَا وهؤلاء يسيطرون على مواقع التواصل ويديرون حوارات كعرب معادين لإسرائيل لكن لتمرير قضايا حساسة عن القوميات والعرق والدين والهوية والتاريخ والخ…! كل هذه الصياغات المرتبكة السريعة تصدر من مكتب” نتنياهو” لكن التصحيح يأتي من جنرالات خبراء في الحرب النفسية والاعلام الحربي.السرديات الإسرائيلية لم تتوقف وربما سنسمع صياغة جديدة،
لكن بصرف النظر عن النتائج الحربية والنفسية والاقتصادية والانتظار ، وهو رد أولي وليس الأخير، تعترف إسرائيل، عكس كل تهديدات سابقة بتحويل (بيروت الى غزة) بلغة مراوغة انها ترغب في ان يكون هذا الهجوم هو الرد الآخير، وان حكاية الضربة الإستباقية تم الإعداد الإعلامي والفني والإخراج السينمائي لها منذ اسابيع ولا وجود لها في الواقع إلا في خيال النازي المجرم نتنياهو المدمن على القتل والإبادة الجماعية والمراوغة والكذب على نفسه وعلى جمهوره وجنرالاته وعلى العالم بشهادة اطباء متخصصين في امراض السيكوباتية اسرائيليين،، وجمهور اسرائيلي،
لكن جنرالات الكيان يعترفون ان إسرائيل وقعت في مصيدة” حرب استنزاف طويلة تخشاها منذ قيامها فعقيدتها تقوم علي المباغتة وحرب سريعة ” وهناك ثأر آخر في الطريق .خلال بث مباشر اول أمس الجمعه للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، انفجر المحلل العسكريّ، “نير دفوري” غضبًا وقال”
” لا يُعقَل أنْ نُواصِل الرقص وفق الموسيقى التي يعزفها حزب الله”. فهذا النوع من الموسيقي رقصنا عليه أكثر من سبعين سنة وانتجت لنا دكتاتوريات وعطل التنمية ومؤسسات دول ديمقراطية بحجة كل شيء من اجل المعركة، فجربوه هذه المرة الذي حوّل” واحة ” الديمقراطية في الشرق الأوسط الى أكبر فاشية ونازية للآلفية الجديدة في التاريخ المعاصر .. !!
* كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية saadadham976@gmail.com