أكد مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي أن سياسة طهران تجاه واشنطن لن تتغيّر بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، معتبرًا أن الإساءة للنبي (ص) تدلّ على الجاهلية الحديثة، ومشددًا على ضرورة امتلاك الجمهورية الإسلامية للمعدات العسكرية اللازمة لكي تحافظ على أمنها وتحمي نفسها من أطماع الأعداء، كما أعلن أن إيران ستتخذ الخطوات اللازمة في حال شكّل الإرهابيون الذين استقدموا إلى منطقة قره باخ أيّ خطر على أمنها.
وخلال كلمة له في ذكرى ولادة الرسول الأكرم (ص)، أشار آية الله العظمى السيد خامنئي إلى أن وجود الطواغيت كان على مرّ الزمن، وأن الولايات المتحدة بسياساتها اليوم تعدّ من الطواغيت وهي فرعون العصر، تقوم بإشعال الفتن في الدول الأخرى لتتحكم بمصير شعوبها، كما رأى أن مؤسّسات الاستكبار والصهيونية التي تُهيمن على العالم اليوم تُعدّ أئمة الكفر كما ورد في القرآن الكريم.
الإمام الخامنئي اعتبر أن الرسوم المُسيئة للرسول الأكرم (ص) في باريس خطوة خاطئة ومنحرفة وتعكس التوجه المعادي للإسلام، وأن دعم هذه الرسوم أمر سيّئ ارتكبته الحكومة الفرنسية وهو ما أثار غضب الأمة الإسلامية.
وأكد سماحته أن هناك أطرافًا وأنظمة تقف وراء نشر الرسوم المُسيئة للرسول (ص) وتدعمه كما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى أن الحكومة الفرنسية تربط الرسوم المُسيئة بحرية التعبير وبحقوق الإنسان، وهي في الوقت نفسه تُناصر أنظمة إرهابية قتلت قادتنا ومواطنينا.
الإمام الخامنئي اعتبر أن الإساءة للنبي (ص) تدلّ على الجاهلية الحديثة، وأن جريمة دعم هذه الرسوم جريمة لا تختلف عن جريمة دعم أنظمة وحشية وإرهابية، مشيرًا إلى أن بعض أنظمة الغرب يدّعي حرصه على الإنسانية ويُمارس الوحشية تجاه حضارات الآخرين.
الإمام الخامنئي لفت إلى أن الأحداث في العالم الإسلامي تُظهر بوضوح أهمية الوحدة بين الأمة الإسلامية، وأن ما جرى في ليبيا واليمن وسوريا وأفغانستان وغيرها أمثلة على ذلك.
وأكد الإمام الخامنئي أن التطبيع مع الصهاينة عمل سيّئ وناتجٌ عن عدم الوحدة بين العالم الإسلامي، معتبرًا أن بعض الدول الذليلة قامت بإقامة العلاقات مع العدو الغاصب، لافتًا إلى أن المطبّعين هم أصغر من أن يؤثّروا على القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن العدو سعى لتفريق المسلمين لما لوحدتهم من أهمية لحماية مجتمعاتهم، وأن هؤلاء الأعداء سعوا لعدم تقريب وجهات نظر المسلمين وزرعوا تنظيم “داعش” بيننا وهو من صناعة الأميركيين أنفسهم، وأضاف أن أذيال الأمريكيين في المنطقة قدّموا الدعم المالي والسلاح للإرهابيين، فالأمريكيون زرعوا الإرهابيين في منطقتنا والنظام السعودي أمّن لهم الأموال.
وأضاف أن القوات الأميركية حيثما تذهب تزعزع الاستقرار، لافتًا إلى أن شباب العراق حالوا دون نفوذ الولايات المتحدة في بلدهم، مشددًا على أن “علينا مواجهة الاستكبار العالمي وعدم الاستسلام له ونحن نرفض الذلّ وهم من بدؤوا الحرب علينا”.
وتابع قائلا “الأميركيون هم من قاموا بإصدار القرارات ضدّ الجمهورية الإسلامية بعيد تشكيلها وقاموا بدعم الإرهابيين ضدنا، والأمريكيون يقبلون بالأنظمة التي تستسلم لهم”.
وعن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال سماحته “لا يعنينا تغيّر الأسماء في هذه الانتخابات التي تعتبر الأكثر تزويرًا ولكن تعنينا السياسة”، مشيرًا إلى أن النظام الأمريكي يعاني من انحدار أخلاقي باعتراف الأمريكيين أنفسهم.
ووأشار الى أن “عداء الأمريكيين لنا ناجم عن رفضنا لسياساتهم الظالمة في المنطقة ولا سيما حيال فلسطين، وعلينا أن نكون أقوياء وأن نمتلك قوة حقيقية غير وهمية لمواجهة مختلف المؤامرات”، وأكد أن سياسة طهران تجاه واشنطن لن تتغيّر بغض النظر عن الفائز.
الإمام الخامنئي رأى أن معالجة الأزمات لا تكون بالضرورة في قطع العلاقات مع الخارج، مشددًا على ضرورة تسريع عجلة الإنتاج لمواجهة العقوبات، وأنه يجب أن تكون لدينا المعدات العسكرية اللازمة للحفاظ على أمن البلاد وحمايتها من أطماع الأعداء.
وفيما يخصّ أزمة أرمينيا وأذربيجان، أكد الإمام الخامنئي أن الحرب بين الجانبيْن مرّة ويجب أن تنتهي المعارك في منطقة قرع باخ لأنها تهدّد أمن المنطقة، مشيرًا إلى أنه من حق أذربيجان تحرير أراضيها المحتلة ويجب احترام الحدود الدولية، وشدّد على أنه في حال شكّل الإرهابيون الذين استقدموا إلى الحدود الإيرانية أيّ خطر، فإن الجمهورية الإسلامية ستتخذ الخطوات اللازمة.