أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أننا نمر بأوضاع حساسة ودقيقة وأن هذا يتطلب الكلام بمسؤولية، مذكراً بخطابه السابق حول عفوية الحراك الشعبي، ومشدداً على أن الحراك حقق حتى الان إيجابيات يجب المحافظة عليها إذ فرض على الحكومة أن تقر موازنة بلا ضرائب ولا رسوم، كما أصدرت ورقة الاصلاحات المهمة جدا والغير مسبوقة”.
وفي كلمة له حول التطورات الأخيرة اليوم الجمعة وصف سماحته الورقة الإصلاحية بالخطوة المتقدمة جداً، إلا أن البعض يسخفها ما خلق بعض الشبهات، ومؤكداً أن “هذه الورقة ليست وعوداً بل هي للتنفيذ ولن تكون حبراً على ورق، والحكومة مصممة على تنفيذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحددة”. كما رأى أن من أهم القوانين التي طرحت هي استعادة الاموال المنهوبة ومشروع قانون عدم التهرب الضريبي ومكافحة الفساد.
وفي السياق أشار السيد نصرالله “إلى أن مشاركة حزب الله في الحراك يأخذه إلى مسار آخر ومن مصلحة الحراك أن يبقى بعيداً عن الأحزاب، إلا أن بعض الأبواق والإعلام الخليجي حاولت القول من اليوم الأول أنه تم تهديد المتظاهرين”
ولفت السيد إلى أن الحراك شكل “كي الوعي” لدى المسؤولين وكان له تأثير كبير على عدد منهم”، كما أعادت هذه التجرية الثقة والأمل للناس بأنفسهم، وأوجد مناخاً ممتازاً في البلد يفتح الباب أمام القوى السياسية في مواجهة الفساد وجريئة في ذلك ومن جملة هؤلاء الجادين حزب الله”.
وفي السياق شدد السيد نصرالله أن حزب الله سيدفع مع القوى الأخرى في الاسراع بإقرار قانون مكافحة الفساد ورفع السرية المصرفية ورفع الحصانة واستعادة الاموال المنهوبة.
الرئيس عون فتح الباب أمام الحراك
وحول كلمة رئيس الجمهورية يوم أمس لفت سماحته إلى أن الرئيس عون فتح الباب أمام الحراك للحوار والنقاش في عناوين عديدة، لكن بعض وسائل الاعلام عملت على تحريف كلامه”. مؤكداً على أن الحل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في المؤسسات والسلطة، وأن الفراغ إذا حصل في ظلّ الوضع الاقتصادي المأزوم والتوترات في البلد والاقليم سيؤدي الى الفوضى والانهيار، وقد يؤدي الى عدم دفع الرواتب وخلل أمني وحرب أهلية إذا كان هناك من يحضّر لها”. مضيفاً “لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة”.
حماية لبنان من الفراغ
وتابع السيد نصر الله “نحن نحمي البلد من الفراغ الذي سيؤدي الى الفوضي والانهيار وننظر الى أبعد من البعيد، وديننا واخلاقنا يوجب علينا حماية اولادنا وأهلنا بالمقاومة بالدماء والأموال والسياسية، وأن ندفع ضريبة ذلك”، مبيناً “أن ندفع ضريبة حماية البلد سياسياً أهون من ضريبة دفع الدم”.
ونصح السيد المتظاهرين باختيار ممثلين وقيادة لهم وتحديد مطالبهم والمفاوضة تحت ضغط الشعب والاحتجاج بشكل بالايجابية” .
دعوة لفتح الطرقات
وحول قطع الطرقات اعتبر السيد أنه من وسائل الاحتجاج المدني، مندداً بما يحدث على بعضها من حواجز وإذلال وطلب الهوية و”الخوات”، ومؤكداً أن الناس تريد فتح الطرقات وعلى المتظاهرين أن يبادروا بفتحها”.
وأشار السيد نصر الله “إلى أن البعض يثير مناخات في البلد أن بعض القوى السياسية تدفع الجيش لاطلاق النار على المتظاهرين وهذا كذب وتضليل، مؤكداً “أن حزب الله يرفض أن يطلق الجيش النار على المتظاهرين بل المطلوب حمايتهم لأننا عانينا من ذلك في أيلول وحي السلم والمشرفية، وأن الدولة تتحمل مسؤوليتها اذا حصل أي اعتداء على الاملاك والناس”.
الحراك لم يعد عفوياً
وحول عفوية الحراك أوضح السيد نصر الله أن ما بدأ عفوياً بدون تدخل الأحزاب لم يعد كذلك اليوم، وأن هذا الحراك بنشاطه اليومي وشعاراته لم يعد حركة شعبية عفوية، بل هناك تمويل واضح له من قبل أحزاب معينة وجهات مختلفة معروفة بشخصياتها، وأن هناك قيادة للحراك غير ظاهرة وغير معلنة.
وتابع سماحته أن المطالب التي يتم رفعها اليوم ليست مطالب الفقراء، بل هناك جهة من الحراك تقوم باعداد ورقة للطلب من مجلس الأمن الدولي إخضاع لبنان للفصل السابع، ويتم استخدام بعض الساحات للتصويب على سلاح المقاومة.
وأشار “إلى أن من بين المجموعات التي تقود الحراك فئة وطنية وصادقة وفئة أخرى تضم أحزاباً سياسية معروفة كانت في السلطة. وهناك تجمعات وفئات ترتبط بسفارات أجنبية، وهناك من يبحث عن ثأر سياسي وتصفية حسابات، مشدداً على أن الثورات الشعبية عادة تقدّم خيارات واضحة وبدائل واضحة. وداعياً من يعتبر نفسه قيادياً في الحراك الى المبادرة نحو القضاء لكشف سريته المصرفية.
وكشف السيد نصر الله حول معلومات تفيد بأن الوضع في لبنان دخل في دائرة الاستهداف الاقليمي والذي يوظّف جهات داخلية، مؤكداً أنه يعبر عن ذلك من خشيته وخوفه على البلاد لا المقاومة، لأن هناك معطيات وشكوك حول وجود مساع لجر البلاد الى حرب أهلية.
وفي الختام أوضح سماحته أنه عندما يتم تشبيه حراكاً معيناً بالإمام الحسين (ع) عليه أن يكون بقيادة صادقة مضحية ومخلصة، وأن كربلاء وعاشوراء يعني البديل المأمون والموثوق، والإمام الحسين (ع) يعني قيادة علنية واعية واضحة زاهدة محقة، ولم يكن فقط قائد ثورة بل قدم نفسه بديلاً.
ودعا السيد نصرالله جمهور المقاومة إلى ترك ساحات الحراك، وأنه ليس من مصلحة من وجودهم هناك، مضيفاً “إذا احتجنا الدفاع عن المقاومة في الساحات والإعلام والميادين فنحن أهل لذلك”.