وضع اقتصادي مزري ,ارتفاع جنوني للأسعار ,صاحب الهبوط الحاد في سعر صرف الجنيه, المواطن المصري لم يعد قادرا على الإبقاء بالتزاماته تجاه متطلبات اسرته المعيشية, تحويلات العمالة المصرية بالخارج لم تعد كما كانت تساهم في بناء الدولة ,الفساد المستشري في مختلف القطاعات ساهم وبشكل كبير في افقار الشعب وافلاس خزينة الدولة ,عوائد رسوم قناة السويس شهدت انخفاضا بفعل احداث البحر الاحمر,الاقتراض من الخارج بهدف انشاء مشاريع تدر ارباحا مجرد ذر للرماد في العيون, فالمشاريع خدمية وليست انتاجية يذهب معظم ايراداتها الى المقرضين, أي ان العملية(المشاريع) برمتها مجرد زوبعة في فنجان,سرعان ما انكشف زيفها, وانقلب السحر على الساحر. التغيير الحكومي لن يحل المشكلة بل هي محاولة يائسة لتأجيل الانهيار الكامل للدولة.
النظام المصري يسعى الى بيع اصول الدولة المتمثلة في القطاع العام( بعد ان باع الجزر؟) لأجل توفير ما قيمته 25 مليار جنيه مصري (نصف مليار دولار) لدعم الخزينة العامة, الشعب المصري والاحزاب السياسية يرفضون ذلك باعتباره تعد على ممتلكات الشعب وان بيعها سيفاقم الازمة.إن الاقتراض أصبح هو شريان الحياة للحكومات المصرية في عهد السيسي، ولكنه في الوقت ذاته مثل الحبل الذي يلتف حول عنق الدولة المثقلة بديون غير مسبوقة في تاريخها, وحسب بيانات البنك المركزي المصري، زاد إجمالي الديون الخارجية في نهاية 2023، إلى نحو 168 مليار دولار، من بينها 29.5 مليار دولار ديون قصيرة الأجل ونحو 138.5 مليار دولار ديون طويلة الأجل.
هناك حديث عن رغبة النظام المصري في اقتناء طائرات شبح واخرى عسكرية حديثة ,ترى من اين له توفير الاموال الخاصة بالشراء والبلد يمر بأزمة اقتصادية خانقة, لماذا يشتريها اساسا؟ ,هل لمصر اعداء؟ نجزم يقينا بالا لمصر اعداء, فهي منبطحة منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد وجعل منها السادات بساطا احمر للصهاينة ليكون ممرا لبقية الدول العربية وهكذا كان, وحرب 73 ارادها قادة مصر ما بعد عبد الناصر اخر الحروب ضد العدو.
..ليس المهم ان تمتلك بل المهم ماذا ستعمل بها؟هل مصر لا زالت تهتم بالشأن العربي وقضيته المركزية فلسطين ام انها امة لوحدها؟ واقع حرب ودمار وابادة غزة تقول ان مصر تهتم بنفسها فقط.
أي معنى لامتلاك الطائرات واثيوبيا شيدت على مهل وملأت سد النهضة, ولم تكترث لاستغاثات حكام مصر بشان انخفاض منسوب مياه النهر؟ ,أي معنى لامتلاك الطائرات وسكان قطاع غزة الذي كان تحت رعاية (الانتداب) مصر حتى حرب 67, يقتّلون ويشردون وتدمر ممتلكاتهم واماكن عبادتهم, ولا يحرك النظام المصري ساكنا ,بل نجده مساهما في اطالة امد الحرب من خلال رعايته وقطر لمفاوضات (عبثية)نحن على يقين بانها لن تفضي الى شيء لصالح سكان القطاع, واسكات المقاومة التي تشتبك مع العدو وعلى مدى عشرة اشهر, والحجة التي نعرفها ويحاول النظام المصري اخفائها عنا, هي ان المقاومين “اخوان مسلمين”. وبالتالي لا بد من القضاء على حماس والجهاد الاسلامي والمناداة بدولة فلسطينية منزوعة السلاح.
بإمكان قادة مصر الخروج من اتفاقية كامب ديفيد (التي يتخذونها حجة في عدم مناصرة فلسطين) ان ارادوا ذلك ,ولكن تصرفاتهم تشيء بانهم يرغبون الاستمرار في السير في ركب الخنوع والذل والمهانة وان العروبة لم تعد تعني لهم شيئا, وسيبقى الشعب المصري عربي الهوية والانتماء .