الأربعاء , 20 نوفمبر 2024
Breaking News

الشعب يريد تحرير فلسطين…بقلم محمد الرصافي المقداد

لقد عبر الرئيس قيس سعيد بلسان شعبه، عن حقيقة أننا في حالة حرب مع العدو الصهيوني، يراها من هم خارج سياق الاحساس بالكرامة والتمسك بالحقوق، على انها عبارة مبالغ فيها، ولا تتعدى كونها تسويق اعلامي، لجذب الجماهير اليه، غير انّ ذلك التعبير الذي نطق به، هو من تفاصيل فكره وقناعاته، تماما كما هي حال كل أحرار تونس.

موقف السيد قيس سعيد بناه على اعتبار، أنه معني بالشأن الفلسطيني وقضية شعبه، مثلما أنّ شعبه التونسي منخرط في الدفاع عن حقوق اشقائه الفلسطينيين، هذا ولم تضعف ذاكرتنا الوطنية، عن استحضار الاعتداءات التي نفّذتها الأيادي الصهيونية، من جيش ومخابرات وعملاء، على الأراضي التونسية بحق الفلسطينيين، في حمام الشط بغارة جويّة1/10/1985، اختلطت نتيجتها دماء الشعبين معا، وفي المرسى باغتيال ابو جهاد خليل الوزير 16/4/1988، وفي صفاقس الشهيد محمد الزواري في 15/12/2016 .

ومعلوم لدى من تابع القضية الفلسطينية وكل الشعب التونسي والعربي والاسلامي متابعون لها بكل اهتمام والشاذ في هذا الاطار لا يقاس عليه لأنه لا وزن له في القيمة، أن شبابنا الثوري المتقد حماسة انخرط منهم من استطاع الوصول الى لبنان في صلب المنظمات المقاومة، واستشهد منهم من استشهد، واستعاد حزب الله رفاتهم، في صفقة تبادل الاسرى الشهيرة المعروفة بعملية الرضوان، التي اعقبت انتصار تموز/جويلية 2006، والتي استلم فيها حزب الله، مقابل رفات جنديين صهيونيين، رفات 199 شهيداً، من ثماني جنسيات عربية، في جويلية 2008، استقبلت تونس، رفات ثمانية من أبنائها ممن شملتهم عملية التبادل بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله، والشهداء هم: ميلود بن ناجح، استشهد في 27 من نوفمبر 1987 خلال عملية الطائرات الشراعية، التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة (أحمد جبريل)، عمران الكيلاني المقدمي، استشهد في 26 من أفريل 1988 في عملية، ردًا على اغتيال خليل الوزير “أبو جهاد” في تونس الشهر ذاته، خالد بن صالح الجلاصي، وفيصل الحشايشي، وسامي بن الطاهر الحاج علي، ورياض بن الهاشمي بن جماعة، وكمال بن السعودي بدري، والطالب بليغ بن محمد أنور اللجمي، تقبلهم الله عنده، وتغمدهم جميعا بواسع رحمته.

على هذا الاساس من المقاومة، ومن هذا المنطلق الذي مضى عليه أبناؤنا، يحقّ للرئيس قيس سعيد أن يعبّر عن موقفه، النابع من قناعة الشعب التونسي وإيمانه الراسخ، بأنه في حالة حرب مع الكيان الصهيوني، ومن العيب والعار علينا، أن لا نكون سندا ليس لإخوتنا في فلسطين فقط، وإنما لكل شعب مضطهد ومظلوم في العالم، في مواجهة الظالم والغاصب أيا كان موقعه وقوته، والشعوب التي لا تعرف قيمة المقاومة، ولا تجد لها ثقافة توصلها اليها، هي شعوب تعيش كالدّواب بلا فكر ثوري، تصبح مهيعا لعدوان المعتدين كلما أرادوا ذلك.

السيد قيس سعيّد عبر عن ايمان راسخ فيه، عن العلاقة المريبة، التي اصبحت تتخلل الدبلوماسية التونسية، في مواقفها من الكيان الصهيوني والمقاومة، والتي لم يرى فيها هو ولا الشعب التونسي، روحا تنبئ بأن للقضية الفلسطينية، اعتبار فعلي في سياسة الحكومة، وليس مجرد كلام يقال، لتسكين خواطر الشعب، والآن أصبح هو وشريحة عريضة من الشعب التونسي، يدركون أن تحرير فلسطين، أصبح مسالة وقت لا غير، بعدما كبر وقوي محور المقاومة، وبرهن على قدرته على المواجهة والهجوم، وكلامه فيه عزم على تغيير السياسة الخارجية للبلاد، خلاف ما هو معمول بها بإملاءات غربية.

يبدو أن ما رفض الرئيس قيس سعيد تسميته بالتطبيع، واعتبره خيانة عظمى سينسلّ من حياة شعبنا الى جحره كالأفعى، فلنكن على حذر من هذا الجحر، لأنه بالإمكان أن يضمّ جواسيس، يعملون لحساب الكيان الصهيوني.

ان الذين استخفوا من تعبير الرئيس قيس سعيد، لا يمتلكون الحس الوطني ولا الوازع الديني، بل يكذبون عندما يرددون النشيد الوطني: نموت نموت ويحيا الوطن، الوطن عندهم حدود مصالحهم، ولا يهمهم من أوضاع اشقائهم وجيرانهم شيئا، أولئك كالأنعام بل أضلّ سبيلا، وهذا ما سيزيدنا تحفيزا على طلب ما يرونه مستحيلا بعجزهم ونراه ممكنا بعزائمنا وهممنا، يرونه بعيدا ونراه قريبا.

 

Check Also

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024