قامت كل من ألمانيا، وفرنسا، وهولندا، وإيطاليا، وايرلندا، والنرويج بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات طراز بوينج ٧٣٧ ماكس، كما علقت بريطانيا، والنمسا استخدام هذا النوع حتي اشعار آخر، كما علقت شركة «إير شاتل» النرويجية للطيران بدورها اسطولها من نفس الطراز المنكوب،كما فعلت سلطات الطيران في تركيا، وايسلندا، وسلطنة عمان الشيء نفسه بشكل مؤقت.
في الولايات المتحدة نفسها دعا العضوان بمجلس الشيوخ ميت رومني، وإليزابيث وارن إدارة الطيران الاتحادية إلى تعليق استخدام الطائرة بوينج ماكس 8 كاجراء احترازى لسلامة مستخدمي تلك الطائرات حتى يتم التحقيق فى أسباب حادثتى التحطم الأخيرتين.
جاء ذلك وسط انقسام لدول العالم وشركات الطيران فى مواقفها من كارثة الطائرة الإثيوبية، فيما انضمت الولايات المتحدة إلى جهود التحقيق الجارية فى أديس أبابا، مع اتضاح أكبر لملامح الكارثة الإنسانية التى ترتبت على تحطم طائرة «بوينج 737 ماكس 8» الأحد الماضى ومقتل جميع ركابها وعددهم 157 شخصا.
ففى أحدث ردود الفعل على السمعة السيئة التى باتت مرتبطة بطراز الطائرة الإثيوبية المنكوبة «بوينج 737 ماكس 8»، أعلن عدد جديد من الدول وشركات الطيران تعليق تسيير الطراز المنكوب، فيما أكدت مجموعة أخرى من الدول والشركات اعتمادها على الطراز نفسه مع إجراء مشاورات مع إدارة شركة «بوينج»، العملاق الأمريكى لتصنيع الطائرات. وزادت الكارثة الإثيوبية من أزمة طراز «بوينج 737 ماكس 8»، الذى كانت إحدى طائراته قد تحطمت فى أكتوبر الماضى قبالة سواحل إندونيسيا، وذلك فى حادث أودى بحياة 189 شخصا.
فقد انضمت أستراليا إلى الدول التى أعلنت «تعليقا مؤقتا» لتسيير طراز «بوينج» المعني، وكشفت هيئة سلامة الطيران المدنى الأسترالية عن أن أيا من الشركات المحلية لا تسير الطائرة ذات الطراز المعني، وإن كانت شركات أجنبية تستخدمها فى تسيير رحلاتها الجوية إلى أستراليا. وانضمت شركات برازيلية إلى فريق المقاطعين مؤقتا للطائرة «بوينج 737 ماكس 8»، وأوضحت إحدى الشركات أن أسطولها يضم 121 طائرة من الطراز المنكوب، وقالت إنها استخدمته فى تسيير 3 آلاف رحلة فى أوقات سابقة، واتسمت بمراعاة معايير «السلامة والكفاءة».
وفى المكسيك، اتخذت شركة «أيروميكسيكو» للطيران الجوى قرارا بتعليق استخدام «بوينج 737 ماكس 8». كما قررت هيئة الطيران المدنى فى سنغافورة وقف رحلات طائرات بوينج من فئة الـ»ماكس»، وأعلنت أن حظر دخول ومغادرة الطائرات المعنية إلى مجالها الجوى.
وكانت كوريا الجنوبية أحدث الدول التى أعلنت استبدال طائرات «بوينج 737 ماكس 8»، وإحلال طائرات بوينج أخرى من طراز 737 -800 بدلا منها.
وانضمت شركة كايمان للخطوط الجوية العاملة فى كايمان الكاريبية والتابعة للمملكة المتحدة، وكذلك الخطوط الجوية النرويجية.
وفى المقابل، تمسكت عدد من الدول وشركات الطيران بالاستمرار فى استخدام الـ «بوينج 737 ماكس 8»، وتقدم هذا الفريق الخطوط الجوية الأمريكية التى أكدت استمرار ثقتها بالطراز، مع متابعة التحقيقات الجارية بخصوص الكارثة الإثيوبية. وأعلنت هيئة الطيران الفيدرالى بالولايات المتحدة أنها لن تعلق العمل بالطائرة ذات الطراز المعني، مؤكدة فى بيان رسمى أن الأدلة لم تتوفر حتى الآن على الربط بين حادثتى تحطم الطراز المعنى فى إثيوبيا وإندونيسيا.
كما أصدرت شركة «إير كندا» بيانا مشابها أوضحت فيه أنها عرضت المساعدة فى التحقيقات الجارية، وأنها استخدمت 24 طائرة من الطراز نفسه منذ عام 2017، والتى تعمل بامتياز من حيث معايير الأمن وإرضاء العميل.
واتخذت سلطات الهند موقفا مماثلا يعتمد على فكرة استمرار تسيير الطائرات مع متابعة التحقيقات، فضلا عن شركات طيران رئيسية فى فيجى وجنوب إفريقيا.
وكانت الصين وإندونيسيا وألمانيا قد أعلنت أمس الأول تعليق استخدام طراز الـ «بوينج 737 ماكس 8».
وفيما يتعلق بالتحقيقات الدائرة حول الكارثة الإثيوبية، ذكرت وكالة «أسوشييتدبرس» للأنباء أن وفدا من الخبراء التابعين لهيئة الطيران الفيدرالى الأمريكية وصل العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة فى التحقيق الدولى الدائر حول كارثة الطائرة، وضم الوفد ممثلين من المجلس الوطنى لسلامة النقل الأمريكي.
وكانت أسوشيتدبرس قد نقلت عن شاهد عيان فى موقع تحطم الطائرة الإثيوبية قوله إن أدخنة كثيفة تصاعدت من الجزء الخلفى للطائرة المنكوبة، التى دارت دورتين قبل أن تسقط وتتحطم. وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية أمس أن عملية التعرف على رفات جميع ضحايا الحادث سوف تستغرق خمسة أيام.
وفى الوقت نفسه، أعلنت منظمة الأمم المتحدة بفيينا الحداد على مقتل 21 من موظفيها فى الحادثة الإثيوبية
