الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

العالم ما بعد سقوط ترامب وإدارته، ونجاح جو بايدن

بقلم: عمران الخطيب |

بدون أدنى شك أن العالم سوف يكون أكثر أمنا وإستقرارا بعد ترامب وإدارته وافراد حاشيته

وقد عبر زعماء العالم في كل مكان بترحيب وتهنئة بفوز جو بايدن منذ اللحظات الأولى لظهور نتائج الفرز حين تخطى الرقم 270 المطلوب من مجموع النقاط حيث يعتبر هو الفائز الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، وقد عبر الشعب الأمريكي عن الفرح والسرور والسعادة بفوز جو: بل إن اعدادا من المواطنين المسلحين قالوا نحن مؤيدون للرئيس الجديد وفي تحسب للصدام مع مليشيات ترامب، حيث نفذت محلات بيع الأسلحة من الأسواق الأمريكية، ورغم الفوز لجو بايدن فإن ترامب لن يكون من السهل عليه القبول بالهزيمة ومغادرة البيت الأبيض بسهولة ويسر، فهو يعتبر أن البيت الأبيض أصبح من ممتلكاته الخاصه منذ أن أصبح رئيسا لذلك قام بتشكيل هذه المليشيات حتى تكون جيشه الخاص في البلطجة وترويع الرئيس المقبل ومنعه من تسلم إدارة البيت الأبيض، وتخويف الشعب الأمريكي، والتدفق على شراء الأسلحة هو تعبير عن أدراك المواطنين الأمريكيين وخشيتهم من التطورات التي سوف تحدث في حال سقوط ترامب وإدارته، الرئيس الأمريكي جو بايدن قال سوف اكون رئيسا لكل الأمريكيين وسوف اتعاون مع الجمهوريين وهذا الموقف يعبر إنك أمام رئيس دولة عظمى.

في حين أن الرئيس الأمريكي ترامب شكل هاجسا من الخوف والقلق والهلع والتوتر بسبب تصريحاته المستفزة. إضافة إلى ملف فيروس كورونا 19 والقرارات المتضاربة في اتخاذ القرارات المناسبة حيث سجلت الولايات المتحدة الأمريكية أرقاما قياسية مزدوجة بين اعداد المصابين والذين قضوا نحبهم من جراء ذلك، وهناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى سقوط ترامب وإدارته على الصعيد الداخلي.

وعلى الصعيد الدولي، فإن ترامب وإدارته تتصرف بشكل عنصري في التعامل مع دول الجوار وخاصة المكسيك حيث أقام جدارا فاصلا بين البلدين على غرار جدار الفصل العنصري للاحتلال الإسرائيلي. وعمل على أزمة اقتصادية مع كندا في الاتفاقيات الثنائية بين البلدين وأزمة مع دول الاتحاد الأوروبي ومع دول أمريكيا اللاتينية ومع الصين والتبادل التجاري ومع روسيا وإلغاء الاتفاق النووي مع ايران وإغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وإغتيال نائب قائد الحشد الشعبي في العراق وإرسال قوات إلى الشمال السوري وزيادة التوترات في المنطقة. اضافة إلى العقوبات على سوريا ولبنان وإيران وروسيا والصين اضافه الى أسلوب الابتزاز المالي مع دول الخليج العربي والتطبيع مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى صعيد الصراع في الشرق الأوسط ولا سيما القضية الفلسطينية، فقد عمل على زيادة التوتر . فقد عمل على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف أنها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الاستيطان في القدس والضفة الغربية.بل قام بتحدسافر للقرارات الشرعية الدولية، والاعلان صفقة القرن وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف 250مليون دولار امريكي مساعدات مالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. إلى دعم غير محدود إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نيتناهو. لا نراهن بشكل كبير على الرئيس الأمريكي جو بايدن ولكن ما يدفعنا إلى بعض التفائل أن العالم سوف يتعامل مع رئيس دولة وليس مع شخص مهرج غير متوازن وفاقد أبجديات العمل السياسي والدبلوماسي ويتعامل بسخرية وبدون روابط أو الحد الأدنى من المسؤولية مع دول العالم.

اعتقد ان الخاسر الأكبر برحيل ترامب وإدارته هم أولئك الذين اعتقدوا أن ترامب وإدارته قدراً على العالم هم بالدرجة الأولى أشباه الرجال وأشباه القادة وأشباه المسؤولين الذين قدموا أموال شعوبهم في سبيل حمايتهم من المساءلة والمحاسبة، هولاء المتطوعون الذين سخروا أنفسهم ومقدرات أوطانهم في خدمة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، هؤلاء الذين كانوا في مقدمة قائمة التطبيع مع” إسرائيل” في تحد سافر للقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، هولاء الاقزام ونيتناهو واليمين الاسرائيلي هم من انتابهم بعض الحزن بما قدم لهم ترامب وإدارته، ولكن المهم فقد تم أستنزاف ترامب حتى الرمق الأخير خلال فترة رئاسته للإدارة الأمريكية لصالح “إسرائيل” وفي مقابل استنزاف مليارات الدولارات من دول الخليج العربي اضافه الى التطبيع المجاني مع الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

اعتقد أن العالم يدرك أن الأمن والاستقرار يتحقق من خلال حل قضية الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال الإسرائيلي ويدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، لذلك فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يملك السلاح النووي أو الكيماوي حين رفض صفقة القرن والضم ورفض كافة الضغوطات وكلفتها بما في ذلك الرد على مكالمة هاتفيه مع الرئيس رونلد ترامب، وسبق ذلك رفض كل الاتصالات مع الإدارة الأمريكية بعد نقل السفارة الأمريكية وإعلان صفقة القرن، كل هذه التحديات رفضها بسبب حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،

القضايا الوطنية والحقوقية ليست للبيع او المساواة

فلسطين لن تكن صفقة للبيع

 

Omranalkhateeb4@gmail.com

شاهد أيضاً

الاقتصاد العالمي والسياسة الاقتصادية الترامبية…بقلم أ.د. حيان أحمد سلمان 

تشهد الأسواق العالمية حالياً حالة عدم اليقين بعد انتخاب المرشح الأمريكي دونالد ترامب لرئاسة أمريكا …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024