اردوغان ينقلب على الإخوان المقيمين في بلاده ؟ و يتملص منهم ويتركهم لمصير غامض . والسؤال الافتراضي هنا هو: ما صير إخوان مصر المقيمين في تركيا و إعلامهم بعد اتفاق اردوغان مع مصر و إعادة العلاقات بين البلدين؟
المعروف عن تركيا أنها دولة تأوي عناصر مختلفة من الجماعات وخاصة جماعة الإخوان وتمدهم بكل المساعدات المادية وتوفر لهم المنصات الإعلامية لمهاجمة الدول التي تريد إفشال مؤسساتها والإطاحة بأنظمتها لمطامع في الحكم. إن الحقيقة التي أصبح كل محلل سياسي يشير إليها هي:أن تركيا تستعمل العدالة لمحاربة المعارضة وفي كثير من الأحيان تصدر أحكام وكأنها من أحكام القرون الوسطى، وهذا أمر في غاية الخطورة ،ويتعارض مع القانون الدولي ولا يتفق مع المعاهدات التي تربط كل دولة مع حقوق الإنسان . وهناك حقيقة أخر أخطر وهي استعمال القوة العسكرية من اجل مصالحها الاقتصادية ؟ والأمثلة على ذلك لا تحصى ولا تعد ومن بينها ليبيا وسوريا وشمال العراق، بالإضافة إلي تواجده في القرن الإفريقي في الصومال وقطر… وإصرار حزب العمال الكردستاني على الانتقام، مع تواصل القمع العنصري وقصف مواقع الحزب ومعسكراته في جبال قنديل وغيرها، من قِبل الجيش التركي. لذلك سنرى عن قريب استعمال العدالة لطرد هذه الجماعة من تركيا . منذ سنوات والحكم في تركيا يروج بواسطة الإعلام المشبوه شائعات مفادها أن تركيا تقف إلى جانب الإخوان . ويقول مروجو هذه الشائعات بأن الحكم في تركيا ” إخواني “.أليس غريبا وعجيبا أن يستغل اردوغان الأخوان في خدمة أطماعه وتوسيع نفوذه بالمنطقة، وبسرعة البرق ينقلب عليهم. لقد أصبح أردوغان في المدة الأخيرة لا يرى الأمور كما هي؟لهذا أصبح غير مرغوب فيه سواء على المستوى الأوروبي أو الأمريكي والعربي وحتى في داخل تركيا نفسها. الواقع إن تركيا أصبحت في المدة الأخيرة دولة متخبطة ومتغيرة في قراراتها غير المستقرة، مما يثبت أن أردوغان ليست لديه أي رؤى سياسية واضحة لحكم دولة كبيرة مثل تركيا. ماذا اقترف الشعب التركي ، حتى يصاب بهذه المصائب ” انهيار اقتصاد والذي يظهر جليا في تراجع العملة التركية بشكل ملحوظ خاصة وأنه كان يعيش في بحبوحة مالية في السنوات القليلة الماضية . وعلى كل حال فإن العبرة التي يجب استخلاصها فورا من هذا التغيير في سياسة اردوغان هي أن واقع المسلمين الآن لا يتفق وأحكام الإسلام . فقد شاعت بينهم الخلافات ، بل الحروب ، سواء كانت بين الدول ، أو نزعات محلية لدى بعض الشعوب . أن عجز الأحزاب التي تسمي نفسها أحزاب إسلامية عن شرح الإسلام الحق ، تثير الاشمئزاز ، ولهذا ابتعاد الناس عن هذه الأحزاب . إن حياة الإنسان تحكمها القوى الروحية والقوى المادية معا ، ولا سبيل للفصل بينهما ،فكلتاهما ضرورية لقيام المجتمع السليم ..لكن ذلك لن يكون من خلال الإخوان أو التوسع العثماني الجديد .