الدكتور بهيج سكاكيني |
شاركت المندوبة الامريكية في الامم المتحدة نيكي هيلي الاسبوع الماضي في وقفة إحتجاجية أمام مبنى الامم المتحدة مطالبة الشعب الفنزويلي بإسقاط الحكومة على غرار ما شهدناه في الميدان في كييف في أوكرانيا عام 2014. وكانت تهتف في الميكرفون ” سنقاتل من اجل فنزويلا..وسنستمر بفعل ذلك الى ان يذهب مادورو”. وهذا ايضا يذكرنا بما نطق به عضو الكونغرس الامريكي ماكين عندما إنضم الى المحتجين الذين حركتهم المخابرات المركزية الامريكية وبالتخطيط مع السفارة الامريكية في كييف حيث طلب من هؤلاء المحتجين وغالبيتهم من القوى الفاشية والنازية البقاء في الميدان الى حين سقوط حكومة يانوكوفيتش عام 2014.
هذه أمثلة بسيطة تدلل على هو المقصود بـ “السيادة” التي ذكرها الرئيس ترامب أكثر من عشرة مرات في خطابه المضحك امام الجمعية العامة في الامم المتحدة. “السيادة” لا تخص اية دولة خارج إطار الولايات المتحدة وعلى الجميع ان يرضخ لهذه الهيمنة والتسلط والسيادة الامريكية والا فإن مصيرا أسود في إنتظاره بالقتل الشنيع كما حصل في ليبيا عام 2011 والرئيس صدام حسين بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 . وفي حالة عدم التمكن من تغيير النظام بتحريك الشارع ومحاولة الاغتيال كما حدث في فنزويلا على سبيل المثال فبفرض عقوبات إقتصادية جائرة وقاسية وزيادة الاعباء الاقتصادية والتلاعب بالعملة للبلد وتدريب قوات خاصة على أيدي سفاحي المخابرات المركزية الامريكية في الدول المجاورة مثل كولومبيا لتقوم بأعمال إرهابية في فنزويلا بين الحين والاخر لتزعزع حالة الاستقرار . وفي حالة فشل كل هذه في تغيير النظام والرئيس والحكومة المنتخبة من قبل الشعب تلجأ الولايات المتحدة الى التهديد بالتدخل العسكري المباشر تحت ذريعة التدخل لحماية المدنيين أو ما اطلق عليه في كوسفو عام 2000 بـ ” التدخل الانساني” لقوات حلف الناتو تحت القيادة الامريكية خارج إطار الامم المتحدة وقرارات مجلس أمنها. وما زال الكثيريين منا يذكر كل الفبركات الاعلامية التي صاحبت العدوان على ليبيا وأكاذيب عن حالات إغتصاب بالجملة من قبل الجيش الليبي وقتل المدنيين الى قصة رمي الاطفال من الحواضن في مستشفيات الكويت من قبل القوات العراقية الى فبركة مختبرات إنتاج الاسلحة الجرثومية المتنقلة وإمتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل…والقائمة تطول.
هذه السياسة العدوانية لمجموعة المحافظين الجدد في امريكا وأخطبوط الشركات الكبرى التي تجوب العالم تحت سقف العولمة لنهب المزيد من ثروات البلاد في أفريقيا وامريكا اللاتينية ودول آسيا والشرق الاوسط وبقية مناطق العالم لا شأن لها بحماية المدنيين فهذا آخر ما تهتم به لانه لا يتواجد على لائحة إهتماماتها أصلا. وما يحدث في اليمن على سبيل المثال لهو اكبر دليل على هذا حيث أكثر من ربع سكان اليمن من الاطفال يموتون بسبب نقص الغذاء والدواء وذلك يعود ليس فقط للقصف المتواصل لقوات “التحالف العربي الاسلامي” الذي تقوده السعودية بل وأكثر من ذلك بسبب الحصار الخانق برا وجوا وبحرا لليمن من قبل قوات التحالف والعالم الغربي وعلى راسها الولايات المتحدة وتوفير كل ما يلزم من أسلحة للقتل والتدمير كما وتشارك في عملية الحصار. هذا المثال الصارخ والواضح يفضح كل الدعاوي الانسانية وحقوق الانسان وحماية المدنيين ونشر الديمقراطية وبناء دول المؤسسات الذي تؤخذ كمبرر لتدمير الامم وإشاعة الفوضى والاحتراب الداخلي وتحويلها الى دول فاشلة يمكن السيطرة عليها بسهولة.
وإذا ما عدنا الى فنزويلا لنتسائل لماذا كل هذا الحقد الدفين والمحاولات المستميتة والتي فشلت لغاية الان في قلب نظام الحكم فيها؟ من المؤكد ان الاسباب لا تمت الى كل المبررات التي سبقت فهنالك العديد من الدول التي هي أولى بالتدخل إذا ما اخذنا هذه الاسباب والمقاييس. ما يجب ان ندركه في الحالة الفنزويلية هو حقيقة ان البلد تحتوي على أكبر مخزون إحتياطي من النفط في العالم وهذا المخزون يفوق ما تمتلكه السعودية. والمدقق في المناطق الجغرافية والدول التي تتعرض الى الهجمات على المستوى السياسي أو الامني أو العسكري المباشر او غير المباشر من خلال الوكلاء والعملاء والادوات للدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة يرى بوضوح ان السيطرة على مصادر الطاقة وطرق إمدادها لضمان إيصالها الى الاسواق العالمية وبالاسعار المناسبة لاقتصاديات الدول الغربية الرأسمالية يشكل حجر الزاوية الاساسي لهذه السياسة العدوانية. فمن غزو العراق الى غزو أفغانستان الى تدمير ليبيا على أيدي حلف الناتو الى العدوان الكوني على سوريا الى محاصرة إيران ونشر القواعد الامريكية في منطقة الخليج العربي الى السياسة العدوانية تجاه روسيا وفنزويلا والتوجه نحو بحر الصين الجنوبي…الخ كلها تصب في نفس الخانة الا وهي السيطرة على منابع الطاقة وطرق والتحكم بطرق إمدادها وتوزيعها ومحاولة حرمان البعض منها وتوفيرها للبعض الاخر.
أما السبب الاخر في إتباع السياسة العدوانية تجاه فنزويلا فهو لما تمثله فنزويلا في منطقة استراتيجية هامة كانت ولوقت قريب تعتبر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة التي كانت تصول وتجول في هذه الحديقة تقيم حكومة موالية هنا وتسقط حكومة غير موالية بالتمام والكمال هناك. وفنزويلا شكلت منذ عهد القائد الاممي شافيز وما زالت تشكل شوكة في حلق الاستراتيجية الامريكية وضربت أمثولة لدول أمريكا اللاتينية في التحرر من القيود والعبودية الامريكية الى جانب كوبا وذلك بالاعتماد على شعبها وخدمة فقراء الوطن الذين وقفوا للدفاع عن مكتسباتهم وأسقطوا محاولة تغيير النظام. هذا المثل الصامد لا تريد الولايات المتحدة أن يتكرر في دول أخرى لاتينية ما زالت ترزح تحت الهيمنة والسيطرة الامريكية التي عملت على المجيء بحكومات فاسدة مطيعة للسيد الامريكي.
ويجدر بنا أن لا نستبعد بعض الاصوات التي ظهرت في فنزويلا التي تنادي بعدم إعتماد الدولار الامريكي في التبادلات التجارية مع الدول الاخرى وخاصة في قطاع الطاقة في الاسواق العالمية باعتبارها سببا آخر يضاف الى أسباب هذه السياسة العدوانية الامريكية. فهذه الدعوات إن تم تبنيها وبالرغم ربما من محدودية فعاليتها الا انها تشكل سابقة وربما تشكل تهديدا للهيمنة الامريكية على النظام المالي العالمي الذي ما زال مستمرا منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية الى يومنا هذا. وبعض المحللين يعتقدون ان أحد الاسباب للقضاء على نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا عام 2011 كانت الدعوات المماثلة بعدم الاعتماد على الدولار الامريكي في بيع النفط والمعاملات التجارية الخاصة بتسديد فواتير بيعه أو شراؤه.
US envoy to the United Nations Nicky Healy participated last week in a protest vigil outside the UN building asking the Venezuelan people to topple the government, as we saw on the ground in Kiev, Ukraine, in 2014. “We will fight for Venezuela,” she chanted in the microphone, “ until Maduro goes. ” This also reminds us of what US Congressman McCain said when he joined the US-led protesters and planned with the US Embassy in Kiev, where the protesters, the majority of fascist and Nazi forces, were asked to remain in the field until the fall of Yanukovich’s government in 2014.
These are simple examples of what is meant by the “sovereignty” mentioned by President Trump more than a dozen times in his humorous speech before the General Assembly at the United Nations. “Sovereignty” does not belong to any country outside the United States, and everyone has to bow to this American hegemony, domination and sovereignty. Otherwise, a black fate awaits the horrific killing of Libya in 2011 and President Saddam Hussein after the US invasion of Iraq in 2003.
If the regime can not be changed by moving the street and trying to assassinate, as in Venezuela, for example, by imposing unjust and harsh economic sanctions, increasing economic burdens, manipulating the country’s currency and training special forces at the hands of CIA assassins in neighboring countries such as Colombia, And the other to destabilize the situation. In the event that all these fail to change the regime and the president and government elected by the people, the United States resorted to the threat of direct military intervention under the pretext of intervention to protect civilians or what was called in Kosovo in 2000 by the “humanitarian intervention” of NATO forces under US command outside the framework of the United Nations And the decisions of its Security Council.
Many of us still remember all the media stories that accompanied the aggression against Libya and the lies about the wholesale rape by the Libyan army and the killing of civilians to the story of throwing children from the hospitals in Kuwait hospitals by the Iraqi forces to the fabrication of mobile biological weapons laboratories and Iraq’s possession of weapons of mass destruction. .. And the list goes on.
This aggressive policy of the neoconservatives in America and the octopus of the big companies that roam the world under the roof of globalization to loot more of the country’s wealth in Africa, Latin America, Asia, the Middle East and the rest of the world has nothing to do with the protection of civilians. This is the last thing they care about because it is not on its list of interests at all.
. In Yemen, for example, more than a quarter of Yemen’s children die from lack of food and medicine, not only because of the continued bombing of the Saudi-led “Arab-Islamic Alliance” and more because of the suffocating blockade of land, air and sea. To Yemen by the coalition forces and the Western world, headed by the United States and to provide all the necessary weapons for killing and destruction as well as participating in the siege. This blatant and blatant example exposes all humanitarian causes, human rights, the protection of civilians, the spread of democracy and the building of state institutions, which are taken as a justification for destroying nations, creating chaos and internal strife and turning them into failed states that can be easily controlled.
If we go back to Venezuela, we wonder why all this insidious hatred and desperate attempts have so far failed to overthrow the regime. It is certain that the reasons did not suffice for all the justifications that preceded that there are many countries that are the first intervention if we take these reasons and standards. What should be recognized in the Venezuelan case is the fact that the country has the largest reserves of oil in the world and this stock exceeds what Saudi Arabia owns.
And the auditors in the geographical regions and countries that are exposed to attacks at the political level, security or military, direct or indirect through agents and agents and Western countries led by the United States clearly sees that control of energy sources and ways to supply them to ensure delivery to global markets and prices suitable for the economies of Western countries Capitalism is the cornerstone of this aggressive policy.
. From the invasion of Iraq to the invasion of Afghanistan to the destruction of Libya at the hands of NATO to the global aggression on Syria to encircle Iran and the deployment of US bases in the Gulf region to the aggressive policy towards Russia and Venezuela and the direction of the South China Sea … etc are all in the same box, Control of the sources of energy and methods and control methods of supply and distribution and try to deprive some of them and provide them to others. The other reason for the aggressive policy toward Venezuela is that Venezuela is in an important strategic area. The US backyard, which was roaming the park, has been building a pro-government government here and bringing down a completely uncooperative government there.
Since the time of the United Nations leader, Venezuela has been a key thorn in the US strategy and has been playing the role of Latin American countries in liberating itself from American restrictions and slavery alongside Cuba, relying on its people and serving the country’s poor who stood up to defend their gains and topple the attempt to change the regime. This steadfast example does not want the United States to repeat itself in other Latin countries still under American hegemony and control that have brought corrupt governments obedient to the American master. Corrupt obedient to the American master.
We should not rule out some of the voices that have emerged in Venezuela, which calls for the US dollar not to rely on trade with other countries, especially in the energy sector in global markets, as another reason for this aggressive policy. These calls, if adopted and though perhaps limited in effectiveness, set a precedent and may pose a threat to US hegemony over the global financial system, which continued unchallanged from the end of World War II to the present day. Some analysts believe that one of the reasons for the overthrow of Colonel Muammar Gaddafi’s regime in Libya in 2011 was his call for leaving …. not to rely on the US dollar to sell oil and commercial transactions to pay bills to sell or buy. For settling the commercial transactions…