تعرضت لبنان في الفترة الأخيرة إلى ضربة أو تفجير كما أشيع أشبه ما تكون بضربة نكازاكي وهيروشيما في الحرب العالمية الثانية، كان هناك انفجار ضخم جداً، أدى إلى سقوط عشرات الضحايا وآلاف الجرحى، وهبْ العالم أجمع لنجدة لبنان وتقديم المساعدات الطبية وغيرها للشعب اللبناني للوقف جنبه في هذه المحنة الغير مسبوقة في دولة مثل لبنان.
تضاربت الأنباء عن سبب الانفجار، وهل هو مفتعل أم نتيجة تماس كهربائي كما قيل، أو شيء من هذا القبيل، بدء في لحظتها سجال داخل الأروقة اللبنانية حول مسؤولية هذا الانفجار وما هو المخزن على المرفأ من مواد قابلة للاشتعال وغيره، وكما كان واضح تم رمي المسؤولية على الحكومات المتعاقبة، لتبرئ الحكومة الحالية نفسها من هذه الحدث العظيم والكبير على الأرض اللبنانية.
قبل ساعات من هذا الانفجار كان هناك قصف على سوريا من قبل العدو الإسرائيلي الهالك، واعتبرها نتنياهو رسالة إلى حزب الله إذا أقدم على أي عمل عسكري ضد إسرائيل، وهذا التهديد لا يقدم ولا يؤخر أمام قوة عسكرية مسلحة تسليح جيد من المقاومة أو محور المقاومة في الوطن العربي.
فوراً الكيان الإسرائيلي أعلن انه لا دخل له بمثل هذا الانفجار، وبكل وقاحة أعرب عن حزنه وعن تقديم المساعدة للبنان، لأن ما حصل في لبنان أمر مهول وكبير جداً وغير متوقع، ولم يكتفي بدور المتفرج بل تضامن مع الشعب اللبناني وتحول التهديد إلى المقاومة من خلال الضغط على الشعب اللبناني من أجل توجيه الانتقادات إلى حزب الله والضغط عليه كي يسلم سلاحه.
إحنا ملناش دخل … هذه الجملة قالها طفل أثناء التحقيق معه، وسمعنها مؤخراً من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب مرتين؛ في الأولى عندما قامت أمريكا باغتيال سليماني والمهندس ورفاقهما في العرق، فكان الرد الإسرائيلي بهذه الجملة (إحنا ملناش دخل) علماً بان إسرائيل هي المحرض الرئيس ضد قائد فيلق القدس سليماني، لكن هول الموقف والحسابات الخاطئة التي قامت بها أمريكا باغتياله جعلت إسرائيل تشعر بالرعب الشديد من أي ردة فعل إيراني على هذا الاغتيال.
وكانت ثانيهما في التفجير الكبير بلبنان، كان هذا موقف الكيان الإسرائيلي، لان هذا التفجير فاق كل التوقعات في بيروت وحجمها الصغير وما يخزن في المرفأ من مواد قابلة للاشتعال، فبعدما كانت تهدد وتتوعد لبنان أصبحت لا دخل لها وتقدم المعونة له.
علماً بان تاريخ إسرائيل اسود في الحروب، فحربها على غزة في السنوات الأخيرة كان كبير جداً، فكم القنابل التي ألقيت على هذا القطاع الصغير المحاصر كما قال المحللون العسكريون في تلك الفترة يعادل قنبلة نووية أو ما شابه ذلك، وحربها على لبنان أيضاً استخدمت أسلحة محرمة دولياً فيها وغيره الكثير.
إسرائيل تعيش حالة ترقب وهلع شديدين من بعد هذا التفجير الكبير، خوفاً من وضع اللوم عليها، فهي تراقب عن كثب هيئة التحقيق التي ستشكل للوقوف على ملابسات هذا الحدث الأليم، وان لم تكون متورطة في هذا الفعل.
الوسومانفجار بيروت محمد فؤاد زيد الكيلاني
شاهد أيضاً
قراري بخوض الانتخابات النيابية الأردنية 2024…بقلم محمد فؤاد زيد الكيلاني
الانتخابات النيابية في الأردن خلال فترة قريبة، الاستعداد لها جارٍ على قدم وساق، وبعد المشاورات …