UNPEOPLE: BRITAIN’S SECRET HUMAN RIGHTS ABUSES/ Mark Curtis
المؤلف: مارك كيرتيس/ تاريخ النشر 2004
Published by Vintage 2004
uruk1934@gmail.com
الجزء الأول- العراق
الفصل الاول-إحتلال العراق: الهجوم على الديمقراطية
حول المؤلف: مارك كيرتس مؤلف ومؤرخ وصحفي ومحرر منصة ( Declassified UK)، وهي منصة للصحافة على الإنترنت تحقق في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة. وهو زميل باحث سابق في المعهد الملكي للشؤون الدولية (Chatham House) وكان زميلً باحث فخري في جامعة (Strathclyde) وزميل أبحاث زائر في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس و(Deutsche Gesellschaft fur AuswartigePolitik)في بون.
كتب مارك ستة كتب عن السياسات الخارجية البريطانية والتنمية الدولية:
Secret Affairs: Britain’s Collusion with Radical Islam (Serpent’s Tail, 2012, updated 2018)
الشؤون السرية:تواطؤ بريطانيا مع الإسلام الراديكالي (Serpent’s Tail, 2002, Updated 2018
Unpeople: Britain’s Secret Human Rights Abuses (Vintage, 2004)
اللابشر: انتهاكات بريطانيا السرية لحقوق الإنسان(Vintage, 2004
Web of Deceit: Britain’s Real Role in the World (Vintage, 2003)
شبكة الخداع: دور بريطانيا الحقيقي في العالم (Vintage, 2003
Trade for Life: Making Trade Work for Poor People (Christian Aid, 2001)
التجارة من أجل الحياة: جعل التجارة تعمل من أجل الفقراء (Christian Aid, 2001 )
The Great Deception: Anglo-American Power and World Order (Pluto, 1998)
الخداع الكبير: القوة الأنجلو أمريكية والنظام العالمي (Pluto, 1998)
The Ambiguities of Power: British Foreign Policy since 1945 (Zed, 1995)
غموض القوة: السياسة الخارجية البريطانية منذ عام 1945(1995 ( Zed,
عمل مارك أيضًا في قضايا التنمية الدولية لأكثر من 25 عامًا ، حيث أدار استشارات تعمل مع وتدعم المنظمات غير الحكومية التقدمية. في هذا العمل ، نشر مارك أكثر من 120 تقريرًا حول قضايا مثل الأغذية والزراعة والتعدين والضرائب والشركات والتجارة، للإطلاع اكثر يمكنك زيارة (curtisresearch.org).
مارك هو مدير سابق لحركة التنمية العالمية (يسمى الآن Global Justice Now) ،
ورئيس ((Global Advocacy and Policy at Christian Aid.
وهو رئيس السياسة في (ActionAid)
وهو خريج Goldsmiths’ College، جامعة لندن وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
من المترجم: في هذا الكتاب يقوم المؤلف والمؤرخ البريطاني (مارك كيرتس) بتحليل آلاف الوثائق الحكومية البريطانية التي تم رفع السرية عنها. في عمله هذا يميط اللثام عن الدافع الحقيقي للحرب الانكلوسكسونية على العراق في 2003 والتي نتج عنها غزو وتدمير العراق ومحاولة ارجاعه الى العصر الحجري كما وعد بذلك احد اركان الادارة الامريكية في حرب الخليج. ويفضح الكتاب بدون لبس زيف إدعاء الحكومتين الامريكية والبريطانية بان حربهم كانت لأجل نزع اسلحة الدمار الشامل التي كان يمتلكها العراق كما كانوا يزعمون. كما يكشف الكذب الفاضح لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك (توني بلير) بإدعائه امام مجلس العموم البريطاني، بإن للعراق امكانية شن هجوم بأسلحة الدمار الشامل على بريطانيا خلال 45 دقيقة. ويفضح مارك كيرتس في كتابه كذلك نفاق الاعلام البريطاني السائد بتكراره الدعاية الحكومية حول اسلحة الدمار الشامل.
ومن المسائل المهمة التي تكشفها بعض هذه الوثائق السريةهي طبيعة السياسة الخارجية البريطانية تجاه القضية الكردية الممتدة من بداية ستينات القرن الماضي ولحد الغزو. ففي بعض الاحيان تم استخدام القيادات الكردية كوسائل ضد الحكومة في بغداد حسب الضرورة. وفي احيان أخرى وقفوا مع الحكومة المركزية في قتالها ضد الاكراد. مع العلم بان السياسة الامريكية تجاه الاكراد هي نفسها السياسة البريطانية. يقول المثل : ( لايلدغ المؤمن من جحر مرتين). ولكنالقيادات الكردية مستمرة في نفس السياسات التي تم فيها ارتهان قضية الشعب الكردي لمصالح السياسات الامريكية والبريطانية. ولازالت هذه القيادات تلعب نفس ادوار الدمى بايدي راسمي هذه السياسات ممنين النفس بان يكون لهم شأن في مستقبل المنطقة ناسين ماجرى للدمى الفيتنامية عندما تم ركلهم من ابواب أخر طائرة هيلوكوبتر امريكية منسحبة من اعلى سقف السفارة الامريكية في سايغون أثر هزيمة امريكا.
والملفت هو استخدام مصطلح (اللابشر-Unpeople) من قبل المؤلف كعنوان رئيسي لكتابه بالأضافة لوروده في متن الكتاب. ينسب نعوم جومسكي استخدام هذا المصطلح لاول مرة في الكتابات الادبية، الى جورج اوريل في مؤلفه (1984). ويبين جومسكيكذلك بإن المصطلح قد استخدم بشكل اساسي من قبل مارك كيرتيس في دراساته السياسية. إن مفهوم (اللابشر) حسب استخدام مارك كيرتس هو التعبيرالحقيقي لموقف الأنظمة الامبريالية تجاه العالم. هم (البشر) حسب مفهومهم، اما البقية في هذا العالم فهم (اللابشر) الذين لااهمية لهم. إن مفهوم (اللابشر) هذا هو جوهر النظام العنصري المتأصل في الأنظمة الراسمالية التي تظهر في بشاعة سياساتها بين فترة وأخرى، من خلال الحروب التي تشنها في مختلف البلدان او من خلال ما تمارسه هذه الانظمة ضد شعوبها. إن نظرة إدارات هذه الانظمة للبلدان التي تقوم بنهبها على مر العصور لاتميز متخادميها في هذه البلدان عن البقية، فهم بنظرها ايضا (لابشر) رغم كل عمليات الحلب والخضوع. وعندما يجف الضرع لن يكن مصيرهم سوى ركلة في مؤخرتهم.
ينقسم الكتاب الى اربعة أجزاء تشمل العناوين التالية:
الجزء الاول: العراق
الجزء الثاني: الدعاية، الواقع
الجزء الثالث:الرعب، العدوان
الجزء الرابع: إنقلابات، ديكتاتوريون
يشتمل الجزء الاول على خمسة فصول. وقد قمت سابقا بترجمة الفصل الخامس من الجزء الاولونشره، وهو بعنوان (مجازر في العراق: التاريخ السري). والآن إرتأيت بعد تشجيع من أصدقاء بعد معرفتهم بأهمية ما ورد في الكتاب من وثائق، أن اترجم الجزء الاول بجميع فصوله. وساقوم بنشر كل فصل على حدة حالما ان انتهي من ترجمته.
إن اهتمامي بترجمة هذا القسم من الكتاب والخاص بالعراق، يرجع بالأساس الى اهمية ما يحتويه من معلومات تكشف الوجه الحقيقي للأدارتين البريطانية والأمريكية. إن إيغال الادارة الاستعمارية في جرائمها في العراق والمنطقة شئ غير مستغرب، لإن هذه وسيلتها في تنفيذ مخططها ومشروعها للمنطقة. لكن الذي يثير ليس الاستغراب وحده ولكن الإشمئزاز ايضا، هو إيغال الكثير من ادعياء الوطنية، تحت مظلات مختلفة يسارية ودينية وقومية، في تخادمها ولهاثها تحت إرادة المحتل. ممنين النفس بعد ان خلعوا ثياب حيائهم وانحنوا امام إرادة المحتل، بموقع يحفظ لهمم حصصهم من فتات المغانم. ربما نجد بعض التبرير للكثير من الناس الذين وقفوا متفرجين امام الغزو الانكلو-امريكي. ولكن وبعد ما يقرب السبعة عشر عاما من جرائم متراكمة للغزو وقرصنة صلفة للبلد، لازال هنالك من يرتضي ان يحول نفسه الى بسطال يستخدمه الاحتلال في محاربته للقوى الوطنية الحقة التي شهرت سيف المقاومة منذ بدأ الاحتلال رغم قلة العدة والعدد. هذه القوى التي أرخصت الدماء الغالية في سبيل الانعتاق من الاحتلال.
إن هؤلاء السادة من متواطئي الاحتلال الذين إرتضوا منذ البداية، فقط بأن يكونوا البغال التي ركبها الاحتلال لتسهيل الغزو، وانما كذلك بدعوة الناس للترحيب بالقوات الغازية بتقديم الورود لقراصنة العصر الحالي، بلأضافة الى توجيه رسائل الشكر للقرصان الأول رئيس الولايات المتحدة الامريكية.
وألآن وبعد الانكشاف الفاضح للمخطط الاستعماري في استخدام ( داعش) اذا كان من خلال الميدان او من خلال إقرار رموز الادارات الامريكي السابقة واللاحقة بدورهم في ذلك، لايخجل هؤلاء المتواطئون بان يصبحوا خناجر مسمومة في ظهور من حرر العراق من إرهاب داعش وفي اعادة لحمة الوحدة الوطنية من خلال امتزاج دماء مختلف طوائف واعراق الوطن في تحريره من داعش وفي إكمال مسيرة التحرير من ربقة الاحتلال.
ان ما جاء في الكتاب حسب ما أعتقد من معلومات ستساعد الكثير من الوطنيين في تكوين صورة أوضح لما ولما يمكن ان يجري وستكون عونا في دحر متخادمي الاحتلال. كما سيكون مفيدا للباحثين في الشأن العراقي المعاصر ولكل من يهتم بالخلفية الحقيقية لما يظهر على السطح من السياسات الامبريالية.
الجزء ألأول- العراق
الفصل الاول- إحتلال العراق: الهجوم على الديمقراطية
————-
مقدمة الكتاب
هذا الكتاب محاولة لكشف واقع السياسة الخارجية البريطانية منذ غزو العراق عام 2003. كما يحلل عدة حلقات رئيسية في السياسة الخارجية البريطانية السابقة ، ويستكشف بالتفصيل ملفات الحكومة السرية السابقة التي تم تجاهلها من قبل المعلقين العاديين. هذه الملفات تكشف الحقيقة وراء التزام الحكومات البريطانية المفترض بالمبادئ الكبرى مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام والتنمية الخارجية.
بريطانيا متورطة في احتلال لا يحظى بشعبية في الشرق الأوسط ، وفقدت الدولة مصداقيتها على نطاق واسع بين الجمهور ، كما قوضت الاتهامات بالتجسس على الأمم المتحدة دورها الدولي ، في حين تم تهميش بريطانيا فعليًا في الاتحاد الأوروبي. وحملت المؤسسة الحاكمة توني البلير المسؤولية العامة الكبرى وهذا لم يحدث منذ أنتوني إيدن، الذي لم يكن خطأه غزوه لدولة أجنبية ( وهي الممارسة العادية لبريطانيا) وانما هزيمته، في أزمة السويس في 1956. لقد ازعجت المعارضة الجماهيرية الكبيرة لغزو العراق الحكومة وقد يثبت أنها ردعتها عن مشاريع أخرى. ومع ذلك ، فإن مسار السياسة الخارجية لحزب العمال الجديد منذ الغزو كان كارثياً من حيث حقوق الإنسان ، ولا يزال يحدث خارج أي تدقيق ديمقراطي ذي مغزى.
تسترشد السياسة الخارجية البريطانية بنخبة صغيرة – ليس فقط حفنة من الوزراء في الحكومات المتعاقبة ، ولكن موظفي الخدمة المدنية والسفراء والمستشارين المحاطين بمجموعة البيروقراطيينالمتنفذيين، الذين وضعوا أجندة وأولويات البلاد ، وتحديد دورها في العالم. منذ مارس / آذار 2003 ، اتخذ صانعو القرار هؤلاء سلسلة من الخطوات اللافتة النظر: أولاً ، قيام بريطانيا بتعميق دعمها لإرهاب الدولة في عدد من البلدان. ثانيًا ، تم تطوير خطط غير مسبوقة لزيادة قدرة بريطانيا على التدخل عسكريًا حول العالم ؛ ثالثاً ، قيام الحكومة على زيادة عمليات الدعاية الحكومية الموجهة إلى الشعب البريطاني. ورابعاً ، أعلن راسموا السياسات في الادارة البريطانية، في الواقع أنهم لم يعودوا ملزمين بالقانون الدولي.
الضحايا الرئيسيون للسياسات البريطانية هم (اللابشر) – أولئك الذين تعتبر حياتهم عديمة القيمة ، القابلة للاستهلاك في السعي وراء السلطة والمكاسب التجارية. إنهم المعادل الحديث “للمتوحشين” في ايام الاستعمار، الذين يمكن أن يتم إخمادهمبالبنادق البريطانية في سرية تامة ، أو في ظروف أخرى حيث يتم الترحيب بالجناة بوصفهم المساهمين في الحضارة.
يعتبر مفهوم اللابشر( Unpeople)أمرًا محوريًا لكل من السياسات البريطانية السابقة والحالية التي تم تناولها في هذا الكتاب. من خلال تدخلها الخاص ، ودعمها لحلفاء رئيسيين مثل الولايات المتحدة والأنظمة القمعية المختلفة ، كانت بريطانيا وما زالت ، تسيء بشكل منهجي وخطير لحقوق الإنسان. لقد حسبت أن بريطانيا تتحمل مسؤولية كبيرة عن حوالي 10 ملايين حالة وفاة منذ عام 1945 (انظر الجدول) ، بما في ذلك النيجيريون والإندونيسيون والعرب والأوغنديون والتشيليون والفيتناميون وغيرهم الكثير. في كثير من الأحيان ، تكون السياسات المسؤولة غير معروفة للجمهور وتظل دون بحث من قبل الصحفيين والأكاديميين.
في هذا الكتاب ، أهدف إلى توثيق أول سجل سري لبعض الحلقات في التخطيط الحكومي. الملفات التي رفعت عنها السرية والتي أشير إليها، مفيدة ليس فقط لما تلقيه من ضوءعلى الماضي. وإنما لصلتها مباشرة بالسياسة الخارجية البريطانية الحالية المحيطة بالعراق والتدخل العسكري…..( انظر لاحقا……التدخل العسكري و “الحرب ضد الإرهاب”.
لم تتغير المصالح والأولويات البريطانية كثيرًا بمرور الوقت ؛ الاختلاف الوحيدكان أساسا ، في التكتيكات المستخدمة لتحقيقها.من المبادئ الأساسية التي وجهت القرارات المتخذة في هذه الملفات، كان هنالك ثلاثة بدت ملائمة بشكل خاص اخذا بالأعتبار الأحداث الجارية.
المبدأ الأول هوالكذب المنهجي والطبيعي للوزراء البريطانيين للجمهور. لقدصُدم الكثير من الناس من مدى كذب توني بلير حول العراق؛ قد لا يزال البعض غير قادر على تصديق أنه فعل ذلك. لكن في كل حالة بحثت فيها عن السياسة الخارجية البريطانية السابقة ، تظهر الملفات أن الوزراء والمسؤولين ضللوا الجمهور بشكل منهجي. إن ثقافة الكذب على الناخبين وتضليلهم جزء لا يتجزأ من عملية صنع السياسات البريطانية.
المبدأ الثاني ذو الصلة هو أن صانعي السياسة عادة ما يكونون صريحين بشأن أهدافهم الحقيقية في السجل السري. وهذا يجعل الملفات التي تم رفع السرية عنها أساسًا جيدًا لفهم أهدافهم الفعلية. هذه الفجوة بين الأهداف الخاصة والمطالبات العامة ليست نتيجة ، في رأيي ، لمؤامرة واعية؛لكن أولوية الاستراتيجية وراء تضليل الجمهور تنبع من الإزدراء ألمزمن لعامة السكان.إن نظام صنع القرار في السياسة الخارجية سري للغاية ونخبوي وغير خاضع للمساءلة بحيث يعرف صانعوا السياسة أنهم يستطيعون الإفلات من أي شيء تقريبًا ، وسوف ينشرون أي حجج يحتاجونها للقيام بذلك.
المبدأ الأساسي الثالث هو عدم وجود الأهتمامات الإنسانية على الإطلاق في الأساس المنطقي وراء السياسة الخارجية البريطانية. في آلاف الملفات الحكومية التي بحثت فيها لأجل هذا الكتاب وغيره ، بالكاد رأيت أي إشارة إلى حقوق الإنسان على الإطلاق. عندما يتم التذرع بهذه المخاوف ، فهي فقط لأغراض العلاقات العامة.
في الوقت الحالي ، سيجعلنا العديد من المعلقين العاديين نعتقد بوجود “عقيدة بلير” ، التي تبرر التدخل العسكري لأغراض إنسانية.ان مثل هذا الولاء من جانب هؤلاء المعلقين ، هو مثال جيد على كيفية استخدام التصريحات العامة للقادة بدون مسائلة لتحديد إطار التحليل داخل الثقافة السياسية الليبرالية. إذا كانت هناكما يسمى “عقيدة بلير” ، فإنها تنطوي بالفعل على درجة غير مسبوقة من التدخل العسكري – ولكن لتحقيق بعض الأهداف التقليدية للغاية. إن التأثير الفعلي للسياسات الخارجية على الشعوب الأجنبية لم يكن له ولن يكون له صلة بالموضوع.
(راجع ج-2) “اللا بشر”: الإنتهاكات البريطانية السرية لحقوق الإنسان…ترجمة: عزام محمد مكي