شهد العالم أجمع على الكذبة الكبرى للادارة الامريكية ووزير خارجيتها يومها – الجنرال كولن باول – يعترف بشكل صريح ومباشر ان اصرارهم على امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل كان تبريرا لغزو هذا البلد واحتلاله واقر الوزير انهم بنوا موقفهم على معلومات خاطئة، وتبعه فى هذا الاعتراف رئيس الوزراء البريطانى – يومها – تونى بلير الذى كان اشد المحرضين على العراق واكبر المساهمين فى الغزو بعد سادته الامريكان لكن كل ذلك لم يجد فتيلا وتمكنت المقاومة العراقية الباسلة من إخراج الاحتلال الامريكى وضج الشعب هناك رافضا بقاء ابنائه فى المحرقة العراقية وتشكل لوبى ضاغط أثر فى نتائج الانتخابات بعد ان ايقن الشعب الامريكى فشل قادته السياسيين وجنرالاته العسكريين الذين لم يرعووا ويسعون الان تحت ادارة المتهور ترامب الى الرجوع للعراق واحتلاله من جديد يدفعهم الى ذلك عمل دؤوب شهده الشارع العراقى نجح فى تعبئته ضد امريكا وحلفائها وسعى الجميع الى اسقاط مشاريعها ليس فى العراق فقط وانما فى كل المنطقة اذ تابع العالم كيف تصدى العراقيون ببسالة وتكاتفوا من اجل تحرير بلدهم من عصابات داعش الارهابية المصنوعة والممولة امريكيا وهذا ما نتج عنه احباط اكبر مشروع تدميرى للامة ارادت له امريكا والصهيونية العالمية ان يتمدد فى العراق وسوريا ولبنان ومناطق اخرى ويعمل على تفتيت المسلمين وشق صفهم واضعافهم تمهيدا لاستفراد العدو بهم ولكن العراقيين الابطال وبفضل توحدهم وتفهمهم لما يراد بهم اخرجوا العدو من ارضهم وابطلوا امارته المزعومة التى اراد ان يديرها من الموصل وتمتد عبر غرب العراق الى البادية السورية فالشرق اللبنانى وبافشال العراقيين لهذا المخطط ونجاحهم فى هزيمة ارهابيي داعش ازاداد الحنق الامريكى عليهم .
الإستخبارات الروسية قالت ان مخطط “الربيع الأسود هو المشروع القادم في العراق بعد فشل داعش التي كان مخططا لها أن تستمر ثلاثين عاما بهذا البلد، ولم تتوقع امريكا انتصار العراق على تنظيم داعش في ثلاثة أعوام”
والجميع مدركون ان مشروع “عش الدبابير” الذي اطلقه جهاز المخابرات الأميركي ” سي اي ايه ” عام 2014 على تنظيم داعش الإرهابي في العراق لم يحقق النتائج المرجوة منه وهم بصدد اطلاق عملية جديدة اسمها السري “الربيع الاسود”.
وقد اتخذ التآمر الامريكى على العراق منحى آخر تمثل فى رعاية ال ”سي اي ايه” لخلخة الأوضاع الأمنية عبر افتعال استهداف مصالح الولايات المتحدة في العراق بواسطة خلايا نائمة والصاق التهم بجماعات عراقية موالية لإيران، وانعكاس ذلك سلبا على الحشد الشعبي وفشل هذا المخطط ايضا ووعى العراقيون لما تحيكه امريكا ضدهم مما اغضب الامريكان وجعلهم يتصرفون بغباء وذلك عن طريق لجوء التحالف الامريكى الصهيونى الى ضرب مقرات الحشد بواسطة طائرات مسيرة حديثة وصولا الى اغتيال قيادى ميدانى كبير فى الحشد فى العملية الاسرائيلية الثانية خلال ايام ضد الحشد .
ويبدو ان التحقيقات في عملية استهداف معسكرات الحشد الشعبي توصلت الى مسؤولية القوات الأميركية بالدرجة الأولى عن تلك العمليات، حيث تبين انها جلبت أربعة طائرات مسيرة “إسرائيلية” ذات تقنيات عالية عن طريق أذربيجان الى العراق، ومن ثم ساهمت بضرب معسكرات الحشد، وأصبح واضحا ان هنالك محاولة من إدارة ترامب توسيع المهام “الإسرائيلية” لإن واشنطن لاتريد المواجهة المباشرة بحكم تجربتها في العراق وما ذاقته من خسائر على أيدي فصائل المقاومة الإسلامية، وخير دليل على ذلك بيان المتحدث باسم البنتاغون شون روبرتسون الذي جاء فيه، ان “الولايات المتحدة ليست متورطة في انفجارات المستودعات الأخيرة،.
انها صور مختلفة من التآمر الامريكى على العراق والسعى باستمرار الى اضعاف هذا البلد واخراجه من دائرة التأثير والفعالية طالما لم ينجحوا فى كسبه الى صفهم واستخدامه ميدانا ومنطلقا لضرب المحور المناوئ لامريكا سواء فى ايران او سوريا وحتى وصولا الى لبنان، ولكن ستظل المؤامرات تفشل والوضع ايضا لايسير لصالح امريكا التى تحرص على المضى قدما فى فعل كل ما من شأنه ضرب استقرار العراق والنيل من وحدته وامنه.