السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

“المُهرة” في العين السعودية…بقلم: هبا علي أحمد

لاهثاً وراء أطماعه وتحقيق نفوذه وسيطرته يواصل النظام السعودي بـ«تحالفه العربي» المزعوم عدوانه الغاشم على اليمن الفقير، محولاً محافظاته إلى محافظات منكوبة بفعل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي أصابتها نتيجة العدوان والحصار، حتى تلك التي لم تطلها نيران الحرب فإن عدوانية النظام السعودي لها أساليبها في الوصول إليها.
في محافظة المهرة اليمنية حيث لم تطلها نيران العدوان السعودي، يعيش أبناؤها ظروفاً غير إنسانية نتيجة الحصار الذي يفرضه النظام السعودي على السكان في مختلف المجالات، مع محاولات سعودية مستمرة لشراء ولاء القبائل هناك وتثبيت قدم لها في تلك المحافظة الشرقية من اليمن.
للمهرة أهمية بالنسبة للسعودية تنطلق من عدة أسباب، أولاً: تشير المعلومات إلى رغبة السعودية في إنشاء قناة بحرية من أراضيها مروراً بأراضي المهرة تكون منفذاً لها على ساحل بحر العرب لتمرير صادراتها النفطية في حال نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، ثانياً: يأتي ذلك في سياق مواجهة سلطنة عمان لأسباب سياسية عدة ومزاحمتها في المهرة, حيث لها وجود سياسي واجتماعي وقبلي هناك، ومن ثم جعل المهرة تحت التبعية السعودية، ثالثاً: التوجه السعودي للمهرة ما هو إلا في سياق التسابق على النفوذ والسيطرة بين قوى تحالف العدوان، حيث يسعى كل طرف من أطراف العدوان إلى نيل أكبر حصة ممكنة على الأرض اليمنية لتكون الكلمة له، وبالتالي القرب من مضيق باب المندب.
النظام السعودي فشل في إخضاع اليمن سياسياً وميدانياً فهو يتنقل بين المعارك في الساحات والجبهات اليمنية من فشل إلى آخر، دون أي بارقة أمل في تغيير الموازين مع فرض حركة «أنصار الله» في صنعاء نفسها في المشهد السياسي كما الميداني، لذلك تجد السعودية في المهرة ساحة جديدة لإعادة إنتاج عدوانها وتموضعها أملاً في تحقيق ما لم تحققه طوال السنوات الأربع من العدوان.
أبناء المهرة كما كل أبناء المحافظات اليمنية الأخرى أدركوا الأطماع السعودية وهبوا للدفاع عن محافظتهم رافضين الوجود السعودي، لتدخل الرياض وتحالفها في معركة جديدة من المواجهة اليمنية عنوانها كما دائماً الصمود والتحدي ليبقى اليمن عزيزاً رافضاً للرضوخ والتبعية في كل شبر من أراضيه.

 

شاهد أيضاً

تقاطعات «بريكس- شنغهاي».. إعادة هيكلة عالمية وفق ركائز اقتصادية سياسية أمنية

بقلم:  هبا علي أحمد l يكثر الحديث راهناً عن التحوّلات العالمية واختلاف موازين القوى الدولية …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024