يشكل السباق للوصول إلى البيت الأبيض وما يتخلله من جدل ومناظرات، الذي عادة ما ينحصر بين مرشحي الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، مناسبة مهمة للتأثير على ميول الناخبين ومن ضمنها الشريحة التي يطلق عليها بالمترددين وتشمل من ضمن غيرهم مواطنين أمريكيين ذو أصول عربية وإسلامية، التي برزت أهميتها على ضوء مواقف كلا الحزبين من الحرب الدائرة على غزة، خاصة في الولايات التي توصف بالمتأرجحة!
ومع اقتراب موعد الاقتراع في السباق على دخول البيت الأبيض، تجري الحوارات والنقاشات على الصعد العربية والإسلامية المختلفة، حول المرشح الذي ينظر إليه الأقل ضررا والأهون شرا، أو إن أحسنوا الاختيار من وجهة نظرنا المتواضعة ومن يتفقون معنا، على المرشح الذي يناصر قضايانا سواء في مجال مكافحة العنصرية وما يوصف بالرهاب الإسلامي وهمومنا الوطنية، حتى حين لا تبدو لذلك المرشح إمكانية الفوز في السباق، لكنها سوف تعكس الثقل الحقيقي للناخب العربي والمسلم حاضرا، الذي لا يزال عددهم يقع في خانة التخمينات، ولا يتم الكشف عن تعدادهم إلا بعد مرور اثنان وسبعون عاما من آخر إحصاء سكاني حسب القانون الأمريكي، الذي يجري كل عشر سنوات، وما يعنيه بالتالي من لفت إنتباه القوى السياسية المتنافسة من خلال إبراز ثقلهم، وفي إمكانية بلوغ المراكز العليا والتمثيل السياسي وإمكانية ترجيح كفة مرشحين في انتخابات مستقبلية!
تبقى قضية الإجماع على مرشح بعينه المسألة التي تتفاوت فيها وجهات النظر، حتى لو انطلت على البعض أم لم تنطلي عليهم زلة اللسان اليتيمة لمرشحة الحزب الديمقراطي “هاريس” بتأييد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ومزاعم المرشح الضحل الجمهوري “ترامب” في قدرته على وقف الحرب حال وصوله إلى البيت الأبيض، الذين في كلتا الحالتين تحكمهم جماعات الضغط الصهيوني، وهو ما يؤكد على صواب الالتفاف خلف مرشحة حزب الخضر اليهودية التقدمية جيل ستاين (Jill Stein) ونائبها المسلم الإفريقي الأمريكي بوتش واره (Butch Ware)، لما يمثله هذا الثنائي من مواقف واضحة ولا لبس فيها في نصرة الشعب الفلسطيني وحقه بتقرير مصيره وتحرير أرضه!
وفي النهاية فإننا نناشد كل غيور على حقوقه التي يكفلها له الدستور الأمريكي، وحقه في التعبير عن رأيه ومصلحته حتى التي تعود إلى جذور منبته، أن يحسنوا الاختيار من خلال التصويت للمرشحة التقدمية جل ستين “Jill Stein” المناصرة لقضايانا المصيرية، مع واجب الاحترام لكل من يخالفنا الرأي ويساندون التصويت كما يظنون لأهون الضررين أو الشرين!
فلسطيني واشنطن