في زيارتي الأخيرة لبعض الأصدقاء، ولعلمه لما يمثله العراق من مكانة غنية وسياديه تاريخية في العالم، طلب مني هذا الأخ أن استمع لباحث عراقي يدعى حميد عبدالله وخاصة حلقاته “الخفي والغاطس من خروج حسين كامل” من برنامجه وتلك الأيام نداولها. في الحقيقة عنوان البرنامج صادم لأنه من حيث المعنى والتعبير واختيار الكلمات قريب جدا إلى أسلوب العنف الكلامي والجبر في فرض الصورة التاريخية المراد تاطيرها بإطار جديد، واعتماد أسلوب الاجتهاد الخاص في تفسير الأحداث من حيث استنطاق حركات حسين كامل والتفاتاته، ومشاعر ابنة النظام السابق رغد، وهمسات عدي، وغيرهم من ….
عودة تاريخية عقيمة تفتقر لحقيقة أن ما يعانيه العراق بالامس اليوم وغدا هو من تبعات هولاء الشرذمة الذي اختفوا في دول الجوار، وغطسوا في سراديب المؤامرات الصهيو-امبريالية ضد العراق .
فعن أي خفي واي غاطس تسترجيه مع انتشال نفايات طمرتها أعماق العراق .
أسلوب هذا الباحث بكل اختصار عملية إعادة قراءة التاريخ ليبنى على أساسها “تلميع لخط الوراثة الباقي على قيد الحياة “من نسل رغد صدام حسين وحسين كامل وصراعهم بالضد من ما تبقى من قيادات بعثية أصبحت تطمح للسلطة منفردين وخاصة وان تجربة داعش ضخمت قيادات بعثية اصبحت تبحث عن استمراريتها ولو بالصراع الداخلي فيما بينهم.