لا ينكر احدا ان التدخل الروسي هو الذي انقذ النظام السوري الذي كان قاب قوسين او ادنى من السقوط, وبالتأكيد الدعم الايراني ومقاتلي حزب الله اللبناني, انحسر وجود الميليشيات التي تقاتل النظام في شمال غرب سورية بدعم تركي اما شرق الفرات فان امريكا تدعم ما يعرف ب(قسد) الانفصالية للحيلولة دون التوغل التركي في المنطقة لغاية في نفس امريكا لان سياساتها لم تكن متوائمة مع سياسة اردوغان الذي حاول ان يجعل من تركيا قوة اقليمية,خاصة وان ادارة ترامب عملت جاهدة على اضعاف الليرة التركية فهوت الى الحضيض ,ايا يكن الامر فتركيا لا تزال عضوا نشطا في حلف الناتو الاستعماري رغم تقاربه مع روسيا لأجل تحقيق مصالحه في ان يكون له دور اساسي في الاحداث الجسام التي تطبق على المنطقة.
السويداء ذات الغالبية الدرزية, تشهد مظاهرات للأسبوع الثالث على التوالي, ولم يتم قمعها من النظام او من داعميه, أ لا يدرك الدروز ان المشكل الاقتصادي وغلاء المعيشة بسبب التدخل الخارجي في الشأن السوري على مدى 12 سنة وان النظام ليس باستطاعته تحسين الوضع الاقتصادي طالما استمر التدخل الامريكي في شرق البلاد والاستحواذ على مقدرات البلد النفطية حيث يقوم الامريكان والفصائل التابعة لهم ببيع النفط والاستئثار بعائداته, أ ليس من واجب الدروز ان يساعدوا النظام في تحرير البلد من امريكا وتركيا والفصائل الموالية لهم؟ انهم بهذا التظاهر يشقون الصف الوطني ويساهمون من حيث لا يدرون في تقويض سلطة النظام أي المساهمة في تفتت الدولة الذي يسعى اليه كافة المتدخلين رغم اعلانهم انهم يريدون الحفاظ على وحدة التراب السوري.
هل وجود هذه البؤر التي تقض مضجع النظام تغاضى عنها الروس لان النظام السوري لم يجاري الروس في التطبيع مع تركيا؟ وهي اساس المشكل السوري, فعبر اراضيها دخل الاف المرتزقة وهي التي اشرفت على تكوين مجموعات مسلحة تقاتل النظام فكيف للنظام ان يطبع مع تركيا فهي وعملاءها يحتلون مساحات من الشمال السوري, طلب النظام من تركيا بان تسحب قواتها من سوريا ووقف دعمها للفصائل المسلحة حق مشروع, قبل التطبيع وان كان الاتراك يتخوفون من قدوم المرتزقة اليهم فالحقيقة انهم من ادخلوهم الى سوريا,ا لا يمكن لتركيا ان كانت جادة في حل المشكل السوري ان تساعد النظام في القضاء على التشكيلات المسلحة ووقف دعمها؟.روسيا ترى في تركيا المتنفس الوحيد على البحر المتوسط , فبإمكانها قفل المنفذ الى البحر المتوسط امام التحركات العسكرية الروسية وبالتالي تفقد عملية امداد قواتها بسوريا..
ايران تلوذ بالصمت, ربما لأجل مهادنة امريكا وغيرها للإفراج عن الاموال المجمدة لديها والاستفادة منها, وربما وجدت ان النظام السوري الحالي يشكل عبئا عليها فتريد التخلص منه وان على مراحل ومحاولة التقرب الى بقية الكيانات العرقية والسياسية التي استحدثت بفعل الحرب واظهار نفسها على انها تقف على مسافة واحدة من الجميع لكي تضمن لنفسها موقعا متميزا ان سارت الامور نحو التهدئة والحلحلة؟.
كافة الدول العربية احدثت لها قلاقل داخلية عرقية واقتصادية لئلا تقوم بمساعدة بعضها البعض, وهذا ما يريده الغرب الاستعماري واذنابه.
ويبقى القول بانها لعبة المصالح التي تتحكم في التحالفات الدولية, أما المبادئ فلم يعد لها وجود لدى غالبية متصدري المشهد بالمنطقة.