هنالك حملة اليكترونية ممنهجة على شبكات التواصل الاجتماعي يقف عليها ويوجهها على ما يبدو جيش من العملاء واستخبارات العدو الصهيوني ولا نستبعد مشاركة بعض الدول المنحطة والمطبعة,تكال فيها الشتائم الساقطة لأهالي الناصرة الافاضل ونعتهم بالألفاظ البذيئة والنابية الى جانب التهديد بكذا وكذا لمجرد ان مناضلي الحرية والكرامة الفلسطينيين قد تم إعتقالهم في هذه المدينة التي عرفنا عن اهلها التمسك بالهوية ومقاومة الاحتلال وبشتى السبل منذ إغتصاب جزء من فلسطين التاريخية وقبل قيام العمل الفلسطيني المسلح في الشتات وقبل قيام منظمة التحرير الفلسطينية. وللجهلة في تاريخ فلسطين او اللذين ذاكرتهم قصيرة لا تتعدى ذاكرة العصفور ان الناصرة وغيرها من القرى المحيطة بها مانت تخضع للحكم العسكري الصهيوني منذ 48 ولغاية مطلع السبعينات.
وتدعي العديد مما نشر على شبكات التواصل الاجتماعي ان مصدرها من جنين وخاصة من مخيم الصمود والتحدي والتصدي مخيم العزة والكرامة الذي انبت كوكبة من المقاومين الابطال. وهذه الحملة لا يمكن ان تكون الا من فعل العدو الصهيوني الذي استغل حادثة الاعتقالات ليحاول كما عودنا سابقا في ممارساته القذرة والمكشوفة للجميع ان يضرب هذا التلاحم العضوي النضالي بين شعبنا الفلسطيني على طرفي الحدود المصطنعة بين اراضي 67 و 48 اي على اراضي فلسطين التاريخية.
ونحن لم ننسى ولن ننسى ان شعبنا في داخل الوطن المحتل في 48 كان دائما السباق في حماية القدس والوقوف صفا واحدا مع نضال الضفة وقطاع غزة ويعبر عن هذا التلاحم الذي يتعرض اليوم كما تعرض في السابق الى حملة مشوهه ومشبوهة قذرة لفصل الجسد الواحد. ولقد كنت قد اشرت في كلمة سابقة ومن على هذا المنبر الحر العروبي وحذرت من مغبة الوقوع في الفخ الذي يريد اعدائنا من صهاينة ومستعربين أن ياخذونا اليه ويقودونا الى المكان الذي يريدونه لإحداث التفرقة بين مكونات الشعب الواحد على ارض فلسطين التاريخية. ومن هنا فإن الواجب الوطني والاخلاقي والانساني ان نقف صفا متراصا واحدا لإفشال مشروع الفتنة والتشكيك والتصدي لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير وغيرها من المنابر الاعلامية.
لإيصال المعلومة الى أكبر عدد ممكن للتنبيه ومؤازرة شعبنا والوقوف ضد حملة التشويه لأهلنا الصامدين في الداخل.
وأود في النهاية ان اقتبس جزءا من قصيد كتبها ابن الناصرة البار المناضل الصلب والعنيد من داخل السجون الصهيونية عام 1958 وهو الذي لم ينحني يوما للاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين:
توفيق زياد يقول من داخل السجن:
ألقوا القيودَ على القيودِ
فالقيدُ أضعفُُ من زنودي
دارت يدُ السجان بالمفتاحِ تُغلقُ كلّ بابِ
إلا بقايا كـُوةٍٍ مِـن خلفها تبدو الروابي
يا حامل المفتاح..!! ما شوقي لأكلٍ أو شرابِ
كلا !! ولا للقاء أمٍ قد تعودتْ اغترابي
لكنه للشارع المطلولِ فيه دمُ الشبابِ
زحفتْ جوانبُه بشعبٍ غير مَحنيِّ الرقابِ
إن يحبسونا .. إنهم لن يحبسوا نارَ الكفاحِ
لن يحبسوا عزم الشباب الحُرّ يعصفُ كالرياح
لن يحبسوا أغنية تعلو على هذي البِطاح
شرقية عربية الألحان حمراء الجناح..!
كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني