السبت , 28 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

انتفاضة من نوع آخر…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

الذي يحصل الان في الضفة الغربية المحتلة يمكن توصيفه على انه انتفاضة من نوع آخر غير مسبوق تمتزج فيه وتتناغم وتتكامل فيه المقاومة المسلحة والشعبية للعدو الصهيوني وعلى الامتداد الجغرافي للوطن المحتل وفقدان قدرة الاحتلال السيطرة على الوضع كما كانت في السابق وهذا واضح من الاغلاقات لمداخل المدن الرئيسية والقرى في محاولة بائسة للسيطرة على الوضع.

وثانيا وضع تعرت فيه السلطة وأجهزة امنها بالكامل أمام شعبنا الذي أصبح بكليته منحازا الى المقاومة وبكل اشكاها الميدانية وفقدان أي أمل في إمكانية ان تغير السلطة من نهجها الاستسلامي والمنبطح للعدو الصهيوني لا بل والوصول الى دمج أجهزتها الأمنية في منظومة الامن الصهيوني والوصول الى درجة الخيانة ومتابعتها للمقاومين والقبض عليهم وزجهم في مسلخ اريحا او تسليمهم لقوات الاحتلال او حتى القيام بتصفيتهم جسديا.

وثالثا فقدان البتر ودولار التأثير على مجرى الأمور فيما يسمى “بتهدئة ” الأوضاع من خلال ضخ ملايين الدولارات هنا وهناك لسماسرة نهج الاستسلام ومحاولة شراء الذمم. هذا لا يعني انهم لن يحاولوا ذلك وقريبا من المؤكد اننا سنرى وفود عربية واجنبية من دول الاتحاد الأوروبي تأتي لزيارة المقاطعة وزبانية السلطة المهترئة، ولكن هذا سيفشل لان السلطة فقدت أي تأثير على الشارع وحتى عندما تعطي الأوامر لأجهزتها الأمنية بالتحرك لاستخدام اقسى أنواع القمع التي تربت ودربت عليها.

ورابعا ومن خلال الاحداث نرى ان هنالك إصرار على استمرار حالة الاشتباك مع العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين الجدد والقدامى وهذا سيؤدي بالتأكيد الى نمو قيادات ميدانية على الأرض من خلال الحالة الثورية تنسق فيما بينها خارج أطر القيادات التقليدية التي تناغمت مع السلطة لسنوات وتخلت عن نهجها المقاوم على الأرض مكتفيتا بالتنديد وإصدار البيانات.

نحن لا نقول ان كل شيء وردي فدرب المقاومة والتحرر درب طويل وشاق ومضني ودرب تراكمي للوصول الى الأهداف المرجوة، ولكن ما نراه هو بداية سلوك هذا النهج وبشكل ملحوظ في الضفة الغربية سلوك لم نشهده بهذا الامتداد والإصرار والعمل الميداني الذي تمتزج فيه المقاومة المسلحة والشعبية في حالة التحام مقدس.

* كاتب واكاديمي فلسطيني

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024