لم يكد يمضي سوى شهرين ونيف على إنفجار مرفأ بيروت الكبير الذي سماه البعض بسبب الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي نجمت عنه “بهيروشيما” نسبة إلى الجريمة النووية الامريكية التي ارتكبها الامريكيون في مدينة هيروشبما اليابانية عام 1945،حتى وقع أمس إنفجار آخر في المرفأ ادى لإندلاع حريق كبير في مستودعات وعنابر بعضها يحتوي على مواد غذائية، تابعة لمنظمة الصليب الاحمر الدولي ،وتحتوي على كمية كبيرة من المواد الغذائية المخصصة لمساعدة مواطنين لبنانيين وسوريبن.
وإذا كان الحريق الاول الذي وقع جراء إنفجار كمية كبيرة من مادة نترات الامونيا شديدة الإنفجار كان يستهدف قتل وجرح اعداد من المواطنين اللبنانيين وتدمير منازلهم وتعطيل عمل المرفأ لفترة طويلة من الوقت ، فإن الإنفجار الثاني كان يستهدف تجويع الفقراء وحرمانهم من الغذاء.
ومن يربط بين ما حصل بالامس في مرفأ بيروت وحرائق المزروعات من خضار وفواكه واشجار مثمرة في سوريا ولبنان فأنه لن يجد كبير عناء في الاستنتاج بأن حريق الميناء الثاني كان مفتعلاً وبفعل فاعل وليس عرضياً .
وهذا الفاعل الذي يقف وراء التفجير الرهيب االاول ألذي وقع في مرفأ بيروت في الخامس من شهر آب أغسطس الفائت وأسفر عن تدمير جزء كبير من المرفأ وجزء من المدينة وأوقع مئات الشهداء وآلاف الجرحى ،بإلإنفجار الثاني الذي وقع يوم أمس الخميس واستهدفت مستودع الصليب الأحمر هو نفسه الجهة.
وكما اوضح السياسي اللبناني ،الناصري نجاح واكيم ،رئيس حركة الشعب اللبنانية في تصريحات حصرية ادلى بها لفضائية الميادين يوم الاحد الماضي 6/9، في إطار برنامج لبنان المستقبل، فإن تلك الجهة هي المخابرات الامريكية والإسرائيلية .مؤكداً بأن الامريكيبن هم من أداروا تفجير المرفأ وهذا ما ستكشفه الايام القادمة.
ومن نافلة القول أن واكيم لم يلجأ إلى التنجيم او للغيبيات لمعرفة الفاعل بل إلى قاعدة قانونية معروفة قوامها انه إذا لم تلق القبض على الفاعل أو تجد دليلاً مادياً يوصل إليه عند وقوع جريمة معينة،فأبحث دائمأً عن المستفيد.
وقطعاً فإن المستفيد هو امربكا واسرائيل اللتين تريدان تحقيق هدفين مزدوجين مهمين بعد توقيع معاهدة السلام مع الإمارات الاول هو القضاء على المقاومة في لبنان والمنطقة ،بمشاركة خليجية وعربية، والثاني هو الحصول على اموال وعمولات من الإمارات مقابل تدمير مرفأ بيروت ونقل مركز النشاط الاقتصادي في المنطقة إلى مرفأ دبي وبقية مرافئ دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبإختصار فإن من شاهد مقابلة نجاح واكيم مع الميادين بخرج بسلسلة من الحقائق المهمة يمكن إجمالها بما يلي:-
اولاً:- ان لبنان ليس دولة مستقلة فمن يختار المناصب العليا في الدولة ويسمي رئيس الحكومة ويختار أعضاءها هم الأمريكيون والفرنسيين.
ثانياً:- أن الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة وبسبب فضائحها المالية وسرقاتها التي تزكم الأنوف لم يكن بوسعها إلا أن ترضخ لكل المطالب التي قدمها في زيارته الأخيرتين ألى بيروت المبعوث الامريكي الى لبنان، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي أجبرهم على الاستجابة لكل مطالبه بعد أن هددهم بكشف السرية المصرفية عن حساباتهم في البنوك الفرنسية السويسرية وحتى مصادرتها طبقاً لما ذكرته بعض المصادر.في حال عدم تعاونهم معه فخرجوا له ساجدين.
ثالثاً:- ان لا حل لمشاكل لبنان الا بإلغاء نظام المحاصثة الطائفية وإقامة دولة مدنية.
وفي الخلاصة فإن الإنفجار الثاني الذي وقع في مرفأ بيروت أمس الخميس يوحي بأن هنالك قرار أتخذ في مكان ما بإستباحة لبنان وتحويله إلى مستعمرة امربكية بإدارة فرنسية فهل سيسمح شرفاء واحرار لبنان بذلك؟!
هذا ما ستجيب عليه الايام و الاسابيع والاشهر القادمة،علماً بان الخبر اليقين هو عند نجاح واكيم.