الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

بدء ھرولة النظام العربي الرسمي الى بلاد الیاسمین

الدكتور بهيج سكاكيني |

تكتسب زيارة البشير الرئيس السوداني الى دمشق أهمية وذات دلالات كبيرة ربما من ناحيتين أولها خاص بتوقيت هذه الزيارة والثانية تكمن من هوية البشير السياسية وعلاقاته مع دول المنطقة.

 اما بالنسبة الى التوقيت فهذه الزيارة تأتي وقد حققت سوريا وبمساعدة الحلفاء في محور المقاومة وروسيا على وجه التحديد انتصارات مميزة ونوعية على المجموعات الارهابية التي جمعت من أكثر من 80 دولة بدعم لا متناهي من قبل الرجعية العربية والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة حيث استطاعت الدولة السورية استعادة سيطرتها على أكثرية الاراضي السورية والبدء في عمليات الاعمار في المناطق التي تضررت الى حد كبير وكذلك البدء بعودة المهاجرين واللاجئين السوريين من الدول المجاورة ولو بشكل متقطع وبإعداد صغيرة نسبيا وذلك نتيجة العمل على استغلالهم لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من قبل الدول المجاورة والولايات المتحدة وحتى من قبل الامم المتحدة. وقد شكلت الزيارة بتوقيتها إعترافا رسميا بهزيمة المحور المعادي لسوريا ومحاولة للملمت الموقف بأقل خسارة سياسية ممكنة.

اما بالنسبة للهوية السياسية للبشير وتحالفاته وعلاقاته في المنطقة فلا بد ان نلاحظ علاقاته مع قطبين اساسيين في المنطقة. فالبشير له علاقات جيدة مع تركيا وقطر من جانب وكذلك مع السعودية والامارات من الجانب الاخر ويجب ان لا ننسى ان البشير قام بإرسال جنودا سودانيين للقتال الى جانب التحالف العربي الغير مقدس في الحرب العدوانية التي شنها آل سعود على اليمن. وكلا هذين القطبين لعبا دورا قذرا في الازمة السورية ومنذ بداياتها حيث قاما بتجنيد جيش هائل من المرتزقة الجهاديين وارسالهم الى سوريا وتسليحهم وتدريبهم ودفع مرتبات شهرية لهم لقتال الدولة السورية. كما قامت بدعم المعارضات السورية الهلامية والغير وطنية “معارضة الخمسة نجوم”  التي ارتضت ان تكون مطية للرياض وانقرة.

 وهذه الزيارة لا شك انها حملت رسائل الى دمشق من قبل هذه الاطراف أو بعضها التي ربما توصلت الى نتيجة واقتنعت ولو متأخرة حتى عن الدول الغربية ان لا أمل لها في اسقاط الدولة السورية بالرغم من دفع أكثر من مئة مليار دولار لهذا الغرض فلم يتحقق “حلم ابليس في دخول الجنة” وهي الان تريد مخرجا يقلل من خسائرها سياسيا على الاقل لان الدولة السورية وقيادتها ستكون مرشحة لاخذ دورا قياديا فاعلا في المنطقة وهي تتعافى للعب هذا الدور. وهذه الدول تعلم علم اليقين انه لو ارادت القيادة السورية الانتقام من الدول التي تآمرت على سوريا وأحدثت ما احدثته من دمار وقتل وتخريب فهي قادرة على ذلك وبعدة سبل ولذلك فإنها ستسعى في القريب العاجل الى كسب ود الدولة السورية وربما هذه الزيارة قد تكون بادرة في هذا المنحى.

 ومما لا يثلج صدور انصاف الرجال ويرعبهم هي العلاقة المتينة والتحالف الاستراتيجي لسوريا بإيران وحزب الله ودورها المحوري في حلف المقاومة. وإذا ما نظرنا الى ان النظام في السودان هو جزء من النظام العربي الرسمي الذي وقف ضد سوريا وتآمر ولو بدرجات متفاوتة لدوله مع محاولة اسقاط الدولة السورية نستطيع ان نرى اهمية هذه الزيارة ودلالاتها وما سوف يتمخض عليها في المستقبل القريب. وربما يكون اولها هي ان تتلى هذه الزيارة الرسمية لاول رئيس عربي الى سوريا منذ 2011 بزيارات رسمية اخرى والدعوات الى عودة سوريا الى الجامعة العربية. لكن هذه الدعوة بالتحديد لن تكون بشروط دول انصاف الرجال بل بشروط سورية التي وكما اكدت قيادتها دائما انها لن تتخلى عن دورها القومي العربي وعن العمل العربي المشترك.

ولا شك ان الايام القليلة القادمة ستلقي الاضواء على الاجراءات العملية التي ستنجم عن هذه الزيارة.

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024