بقلم: الدالي البراهمي – ناشط سياسي
ما يحدث حاليا من فوضى تحت قبة البرلمان لا يخدم التحول السياسي وصورة تونس في الداخل والخارج بأي شكل . لائحة مطالبة الدولة الفرنسية بالاعتذار للدولة التونسية عن جرائمها في حقبة الاستعمار والتي تمت مناقشتها تحت قبة البرلمان ولم تتم المصادقة عليها ، كشفت المستور وفضحت نوايا البعض ممن وجعوا رؤوسنا بالحديث على نضالاتهم ووقوفهم مع القضية الفلسطينية وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني … فكيف لمن رفض التصويت على لائحة لها علاقة بقضية عادلة للدولة التونسية ان يكون صادق حول تلك الشعارات التي يرفعها في كل المناسبات !!! الدفاع عن السيادة الوطنية افعال وليس مجرد شعارات وللأسف الشديد بعض النواب تحت قبة البرلمان يقولون ما لا يفعلون وينعتون غيرهم بالصبايحية والقوداة وفي اخر الحلقة طلعوا يشبهونهم ، بل في بعض الاحيان كانت مواقف خصومهم حول القضايا الوطنية افضل منهم بكثير . ان الثورة فتحت الباب أمام التنوع والتعدّد وأن تمنح الجميع، بمن فيهم المنظومة القديمة ، فرصة الصعود السياسي والمساهمة في الشأن العام، غير أن ما يجري اليوم تحت قبة البرلمان التونسي تجاوز حدّه .
عدة مرات يعجز مجلس النواب على المصادقة على مشروع قانون اساسي وضروري للدولة التونسية و يتم طرح لوائح على الجلسة العامة في ظاهرها تخدم مصلحة الدولة وفي باطنها تخرتيل وتكمبين سياسي وتسجيل اهداف ضد بعضهم ولكنهم في اخر لائحة وبسبب صبيانتهم في السياسة اوقعوا تونس في فيضحة دولية . اذا اردنا الخروج من العبث السياسي وانقاذ قبة البرلمان من المسخرة وجعلها قاعة للمصارعة والمزايدات ، فعلينا التسريع في مراجعة القانون الانتخابي والنظام السياسي في اقرب وقت .