بقلم: فاطمة صندوق |
توالت الضربات الموجعة على رأس الكيان الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، فكل المجريات على الساحة السياسية تشير إلى ضآلة حجم قوة العدو في المنطقة وتراجع دوره المزعوم على مسرح الأحداث.
ولطالما كانت إسرائيل تخاف من تنامي قوى المقاومة الفلسطينية في غزة التي تحملت ثقل ذاك السرطان ردحاً من الزمن فلم تتوقع سلطات الكيان أن تهتز تل أبيب على وقع صافرات الإنذار، وذلك بعد أن أطلقت المقاومة صاروخين من نوع ” ﻓﺠﺮ “6 على تل أبيب، اعترف كيان العدو أنها أطول مدى وصلت له صواريخ حماس في عمق الاستيطان، ولم تكن حادثة عابرة، بل إنها ضربة أشعلت قلب فلسطين إلى حد كادت أن تقرع فيه طبول الحرب في القطاع.
وبعد أن كثر الحديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن امتلاك العدو قبة حديدة قادرة على صد أي عدوان على إسرائيل حسب زعمهم، إلا أن القبة الحديدية تحولت إلى خشب حيال صواريخ المقاومة الفلسطينية، فيما دافع كيان العدو عن نفسه قائلاً: إنه قام باستهداف 100 موقع للمقاومة في غزة، فكيف له أن يستهدف كل هذا الكم دون صدى لنتائج الاستهداف، عدا أن الكيان يعلم أن المقاومة الفلسطينية لن تُترك وحيدةً في مقارعته لطالما كانت المقاومة اللبنانية والمحور المقاوم يداً بيد في وجه العدو الإسرائيلي.
إنها ليست المرة الأولى لكنها من أكثر المرات التي بدا العدو فيها قلقاً ليس من تنامي قوى المقاومة الفلسطينية في غزة فحسب إنما أيضاً من ضعف الموقف السياسي الذي يخوضه كيان العدو في المنطقة مترافقا مع ضعف الدور العسكري، فالكيان قبل 2018 يختلف كلياً عما هو عليه في 2019، حيث كان يعتاش على الخلافات الدموية في الشرق وبات اليوم ضعيف الموقف منكفئ على نفسه لا تعيله سياسات الخارج ولا علاقاته مع أعوانه الشرقيين، وسحب ثقة المستوطنين ممن يسمون نفسهم “سلطة إسرائيلية” كل هذا لا يسنح دوراً للكيان أن يقوى، وهذا ما عزز دور المقاومة الفلسطينية في فلسطين أن تلقن هذا الكيان درساً قاسياً.
تخبطات عديدة يعيشها كيان العدو قبيل انتخاباته وهذا ما يضع ما يسمى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على المحك، ويحمله أكثر مغبة قرارات خاطئة وتصرفات رعناء في حال فكر الكيان انهاء تواجد المقاومة الفلسطينية بكافة أطيافها، فهو يحاول بشتى الوسائل إبعاد شبح الضعف الذي يسكنه، فحتى اليوم هو لا يعلم إن كانت صواريخ حماس أطلقت بقصد الاستهداف أم هي أطلقت بالخطأ، وذلك أيضاً يندرج في سياق التخبط الملحوظ من إزاحة إسرائيل من الخريطة العربية، فوصول صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى هذا المدى الطويل يعد انتصاراً كبيراً غير معلن على كيان العدو، وتهديداً غير مباشر، ما يشير لتغيير قواعد الاشتباك معه وسهولة انهاء جذور هذا السرطان المتفشي في الجسد العربي.
يستعطف الكيان الإسرائيلي كل دول الخارج وخاصة بعد حماقات ارتكبها في السابق، لكن كل مساعيه تحول دون تحسن علاقاته مع دول كبرى كروسيا التي وضعت نقطة سوداء في تاريخ علاقتها مع الكيان وخاصة بعد حادثة إسقاط الطائرة في الأجواء السورية الأخيرة، على ما يبدو أن فتح جبهات عدة لم يعد يخدم مصالح الكيان الذي بات مهترئاً من الداخل والخارج ومحاولته تسليط الأضواء على مجابهة إيران لا تزال ضعيفة جداً لن تستطيع التأثير على الرأي العام لا على المدى القريب ولا البعيد كما أن سياسة الحرب بالوكالة باتت مكشوفة وهزمت في الشرق الأوسط.