تدرس الجزائر تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع المغرب رداً على ما تعتبره “حملة” مغربية تستهدفها منذ عدة أسابيع، وفق مصدر دبلوماسي مطلع.
وقال المصدر، للأناضول، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن وزارة الخارجية الجزائرية “رفعت عدة توصيات لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تتعلق بالأزمة مع الجارة المغرب”.
وحسب مصدرنا فإن من بين التوصيات “تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع المغرب عبر طرد عدد من الدبلوماسيين المغاربة العاملين في الجزائر وغلق فروع قنصلية”.
واستدعت الجزائر، مساء الأربعاء، السفير المغربي لديها احتجاجًا على تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء، التي أعلن فيها قطع بلاده علاقاتها مع طهران.
وأوضح بوريطة، أن “الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين بحزب الله بقياديين بالبوليساريو”.
وقال المصدر الدبلوماسي الجزائري إن توصيات أخرى رفعتها وزارة الخارجية للرئاسة لاتخاذ قرار بشأنها.
ومن بين التوصيات كذلك قيام وزير الخارجية عبد القادر مساهل بجولة عربية وغربية لتكذيب تصريحات الرباط بشأن وجود خبراء من “حزب الله” اللبناني في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تيندوف الجزائرية.
وأضاف “كما تتضمن التوصيات وقف التنسيق الأمني مع المغرب في إطار منظمات أمنية دولية أهمها مجموعة 5+5 التي تضم دولاً أوروبية ومغاربية من غرب المتوسط”.
وأشار المصدر إلى أن “السلطات الجزائرية لا تتعاون بالمطلق مع حزب الله رغم أنها ترفض اعتباره جماعة إرهابية على اعتبار أنه حركة مقاومة وتقر أيضًا بحق مقاومة الاحتلال”.
وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب و”البوليزاريو” إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليزاريو” بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم منذ أكثر من 40 عاما.
راي اليوم