الخميس , 26 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

 بعد الرياض وابوظبي والمنامة والدوحة … مسقط تسقط…: محمود المفرجي الحسيني

 سؤال محير: ماذا يريد الحكام العرب من السير في “طريق السلام” الصهيوني، هل انتشال فلسطين من الاحتلال الصهيوني البغيض؟ ام ترسيخه ؟ ام هذا الطريق المشؤوم هو جواز المرور لبقاء هؤلاء الحكام على عروشهم الخاوية؟

بالامس كانت الرياض ثم ابو ظبي ثم المنامة فالدوحة، واليوم جاءت المفاجئة التي لا يمكن ان يصدقها احد، بان تنظم مسقط لهذه العواصم، بعد ان كانت لعقود طويلة بعيدة كل البعد عن التدخل في الازمات لتستقبل رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو استقبال الاصدقاء؟
هذه الزيارة شكلت صدمة قوية للعرب والمسلمين، ولقوى المقاومة الاسلامية في ايران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة، التي اعطت الدماء في سبيل القضية الفلسطينية .

بل ان هذه الصدمة هزت الشعب العماني الذي اعلن رفضه علانية برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني .
وجاءت جملة من موقف الشعب العماني رافضة تماما، لاستقبال سلطان عمان قابوس لرئيس الكيان الاسرائيلي نتنياهو.

وروج جملة من العمانيين عبر تعليقاتهم، هاشتاق (#عماني_ضد_التطبيع)، عبروا فيه عن رفضهم لزيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسلطنة .

وغرد عمانيون بان السلام في المنطقة لا يمكن ان يأتي من خلال التطبيع والصداقة مع الكيان الصهيوني، او ان يأتي على حساب القضية الفلسطينية.

وفي ايران، كان الرد الرسمي على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الذي انتقد هذه الزيارة، ورفض ان “تقوم الدول الإسلامية بالمنطقة بفسح المجال للكيان الصهيوني الغاصب وبضغط من البيت الأبيض بالتحرك لإثارة فتن ومشاكل جديدة في المنطقة”.

وأضاف: “لا شك أن هذا الكيان يسعى لإثارة الخلافات بين الدول المسلمة والتغطية على سبعين عاما من الغصب والاعتداء والمجازر بحق الشعب الفلسطيني المظلوم”.

وأوضح “يبدو أن اللوبي الصهيوني في البيت الأبيض والإدارة الأمريكية قد نشط مع بدء فترة رئاسة دونالد ترامب أكثر من السابق لضمان المصالح اللامشروعة للكيان الصهيوني وممارسة الضغط على الدول الإسلامية لدفعها إلى تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع غاصبي القبلة الأولى للمسلمين”.

وأفاد قاسمي بأن “التاريخ والتجارب تبرهن أن التراجع والخضوع للإملاءات اللامشروعة لأمريكا والكيان الصهيوني الغاصب سيجرئهم أكثر على ممارسة الضغوط والتمدد أكثر في المنطقة وتجاهل الحقوق المشروعة والمسلمة للشعب الفلسطيني”.

وفي العراق، وصفت القيادية في ائتلاف دولة القانون أسماء الموسوي، هذه الزيارة، بانها “ضربة للمسلمين والعرب”، وعدت ان هذه الممارسات الصهيونية لا تخرج عن ممارسات محاصرة العراق ايضا، داعية الى ضرورة ان يكون هناك “تحرك دبلوماسي عراقي 
لان اسرائيل ماضية في (مشروع محاصرة من يحاصرنا).

وقالت الموسوي ان “مجلس النواب وخصوصا لجنة العلاقات مطالبة بايجاد صيغة للتعامل مع قضايا المنطقة والعالم والتفاهم مع الحكومة في كيفية تطبيقها، مشيرة الى، ان “هذه الزيارة هي نتيجة إستراتيجية رسمت وطبقت بالشرق الأوسط جعلت الأقطاب العربية الرافضة لوجود الكيان الصهيوني المتمثلة بالعراق وسوريا منشغلة بملفاتها الداخلية اكثر من اهتمامها بالسياسة الدولية “.

واوضحت، ان”الكيان الصهيوني أعلن اكثر من مرة على لسان نتنياهو انه استهدف وحدة العراق وكانت اخر محاولة هي استفتاء كردستان وللاسف لم يكن هناك رد رسمي عراقي على هذا الاعتداء المباشر على العراق، فضلا عن انه اعلن في اكثر من مناسبة استهداف سوريا بالغارات الجوية “.

وتابعت، ان “الشعوب العربية – كما نحن – تفاجئنا بهذا التطور الخطير الذي يمر بصمت، كما العدوان الذي طال البشر والحجر في اليمن يمر بصمت “.

وفتحت الزيارة الرسمية والمعلنة بابا واسعا من لدن النشطاء وكتاب المقالات، للحديث واستحضار أبرز المحطات التطبيعية لسلطة عمان مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكان لافتا تزامن الزيارة مع وصول وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال ميري ريغف، الخميس، إلى أبو ظبي، برفقة وفد رياضي للمشاركة في مسابقة الجودو العالمية، وذلك بعد استضافة دولة قطر بدورها فريقا رياضيا إسرائيليا في بطولة للجمباز الفني، المقامة في الدوحة.

وأعلن ديوان مكتب نتنياهو أن الأخير وصل مسقط الخميس، واستمرت زيارته حتى مساء الجمعة، في أول زيارة صهيونية رسمية منذ عام 1996.

وقال حساب نتنياهو على تويتر، إن الزيارة جاءت بدعوة من السلطان قابوس، بعد اتصالات مطولة بين البلدين.

وشارك في وفد الكيان الإسرائيلي إلى السلطنة رئيس الموساد، يوسي كوهين، ورئيس هيئة الأمن القومي، مائير بن شبات، ومدير عام الخارجية الإسرائيلية، يوفال روتيم، ورئيس ديوان رئيس الوزراء، يؤاف هوروفيتس، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء، آفي بلوت.

وصدر بيان مشترك بعد الزيارة قال إن اللقاء تناول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وبحث قضايا ذات اهتمام مشترك تتعلق بالاستقرار في المنطقة.

يبدو ان الحكام العرب انجروا واستسلموا الى سياسة الخنوع والخضوع التي تفرضها امريكا والكيان الصهيوني، فبعد السفارات الصهيونية التي اصبحت واقعا في عدد من العواصم العربية والاسلامية كاعتراف منهم بهذا الكيان، مثل مصر والاردن وتركيا وغيرها، اصبح موضوع التطبيع على حساب فلسطين امرا مفروضا عليهم ايضا، وخارج عن ارادة الشعوب العربية.

وهذا الامر ليس له الا تفسير واحد، بان فلسطين سقطت كليا من ضمائر هؤلاء الحكام الخونة، الا انها ما زالت باقية في ضمائر ونفوس المقاومة الاسلامية البطلة التي اذاقت هذا الكيان مر الهزائم المتوالية، ورسمت لوحة تاريخية لن تنساها الاجيال بالوان مستمدة من عبق الدماء الطاهرة التي علا صوتها هادرا : تبقى فلسطين عربية اسلامية .

هذا الواقع الذي فرضه الحكام العرب، لن يكون منطلق لخذلان المقاومة، انما سيكون استفزازا لثورتهم وصمودهم وزيادة لقناعتهم بان القضية الفلسطينية لن يقرر مصيرها مجموعة من الخونة الجبناء.

 

شاهد أيضاً

المطبعون العرب.. شركاء في حرب ابادة غزة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

على ايام حكم العسكر, والتفرد بالسلطة لم نشهد انحطاطا في شتى المجالات كما نشهده اليوم, …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024