الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

بعد موجة التطبيع العربي مع “اسرائيل”: جامعة الدول العربية “خرجت ولن تعود”

تأسّست جامعة الدول العربية في القاهرة في 22 مارس عام 1945، وهي منظمة طوعية تضم في عضويتها الدول العربية المستقلة الناطقة باللغة العربية، وتتكون من 22 عضوا وهم: الأردن، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس، والجزائر، وجيبوتي، والسعودية، والسودان، وسوريا، والصومال، والعراق، وسلطنة عمان، وفلسطين، وقطر، وجزر القمر، والكويت، ولبنان، والجماهيرية العربية الليبية، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، و اليمن.

الا ان اعتماد الاجماع شرطا لصدور اي قرار او موقف، عطّل الدينامية التي تحكم هكذا تجمّعات او اتحادات دولية التي غالبا ما تعتمد الاكثرية في اتخاذ القرارات، والذي زاد من ضعف الجامعة نشوء تكتلات اقليمية مثل مجلس دول التعاون الخليجي واتحاد دول المغرب العربي، ناهيك عن عدم قدرة الدول المؤثرة لاسباب موضعية واخرى خارجية عن تطوير هذا الاطار بالذهاب الى السوق العربية المشتركة واعتماد العملة العربية الموحدة وغيرها من اجراءات تضع الجامعة في موقع الحضور والقوة الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية، ناهيك عن العمق الحضاري والثقافي والعلمي المتميّز.

مبادرة بيروت

وجاء ما يسمى بـ”الربيع العربي” الذي شكل عمليا “الخراب العربي الكبير” من خلال تدمير الدول الاساسية وقلب انظمة الحكم في دول اخرى، ليزيد من التشظي العربي الذي كان يتم التعبير عنه سابقا بـ “الانقسام عربي”، وصولا الى الانهيار الكبير الذي تمثّل بموجة التطبيع العربي مع العدو الاسرائيلي مما اسقط كل اللاءات العربية وصولا الى اسقاط مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت العربية عام 2000 والتي اعتبرت في حينه سقف التراجع والتنازل العربي الاخير لقبول الاعتراف باسرائيل والتطبيع معها.

“تلفظ انفاسها الاخيرة”

وفي هذا السياق، يكشف مصدر دبلوماسي عربي لوكالة “اخبار اليوم” عن ان “جامعة الدول العربية التي شكلت بصيص امل لحلم عربي جامع وموحد سينطبق عليها قريبا مقولة: “خرجت ولم تعود ولن تعود”، وبالتالي يمكن القول انها “تلفظ انفاسها الاخيرة” مع الاندفاعة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي وعدم القدرة على صياغة دور جديد للجامعة، حتى لو تم حصره بالجانب الاقتصادي”.

تصفية الجامعة

واوضح المصدر “ان قيادات عربية اساسية اصبحت على قناعة بتصفية جامعة الدول العربية كونها لم تعد قادرة على اتخاذ القرارات المصيرية والاساسية، وهذا العجز عن اتخاذ القرار رافق نشأتها ولم يزل، وبالتالي من الاجدى تفعيل التكتلات العربية المتناغمة والمتناسقة في الاداء والموقف والتوجهات، اذ لم يعد مقبولا رهن اي توجه عربي للاجماع ، في حين ان هناك قضايا تحتاج الى قرارات سريعة”.

انقسام حاد

وعبّر المصدر عن خشيته الكبيرة لا بل الاكيدة من “انقسام عربي حاد بين اصطفافين: الاول تقوده اسرائيل اقليميا ومن خلفها الولايات المتحدة ويضم الدول العربية المطبّعة مع العدو، والثاني تقوده ايران ويضم الدول التي ترفض التطبيع وتتمسك بخيار المقاومة او الصمود والتصدي، مع استثناءات لدول سنجدها تغرّد في ثنائيات وربما تصوغ اتفاقات كبرى مع دول غير عربية لضمان مصالحها وتحصين وجودها على المستوى الدولي”.

رفض الاستضافة

واشار المصدر الى ان “انهيار جامعة الدول العربية صار مسألة وقت، ويكفي رفض دول استضافة اجتماع القمة السنوي الذي يعقد في نهاية شهر مارس، وكل دولة ترمي الاستضافة على الاخرى، بينما كانت دول عربية تتصارع في السابق على استضافة القمة، ومن راقب آخر القمم التي عقدت في السنوات الاخيرة لاحظ انخفاض مستوى التمثيل الذي وصل الى وزير واحيانا سفير، ومن يحضر من القادة يلقي كلمته ويغادر وكأنه ازاح عبئا عن كاهله”.

ويختم المصدر بالقول “نحو ثمانين عاما من التيه الفلسطيني ولم تفعل الجامعة شيئا بفعل فاعل، واجتياح لبنان من قبل اسرائيل لمرتين (1978 و1982) ولولا المقاومة اللبنانية لكان الاحتلال جاثما على صدور اللبنانيين، وكانت الطامة الكبرى بالغزو العراقي للكويت والذي فتح البابا واسعا جدا امام الدخول الغربي الى منطقتنا العربية ليبدأ زمن التحولات الكبرى والسريعة، وكل ذلك والجامعة في صمت وعجز غير مبرر، وجاء التطبيع الآحادي ليقضي على كل امل لاحياء الجامعة من جديد، لذلك؛ سيستفيق العرب يوما قريبا بلا جامعة دول عربية كانت تؤنس وحشتهم في الظلام العربي الدامس”.

 

داود رمال-اخبار اليوم

 

شاهد أيضاً

تونس تدعو الجامعة العربية للعب دور محوري في قضايا السودان وسوريا وفلسطين

أكدت تونس مواقفها الثابتة الداعية إلى أهمية الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه الجامعة العربية …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024