بقلم محمد ابراهمي
المشهد السياسي الجديد بعنوان إعادة ترتيبات او تكتيكات سياسية و ربما تكون ورقة رابحة للبعض او عملية انتحارية سياسية للبعض الآخر ..
السؤال الذي كان يدور على ألسنة جل الأطياف السياسية هو من يكون العصفور النادر لحركة النهضة ..؟
و هل ستعلن ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ عن ﺧﻴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺮشح ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺃﻡ ستزﻛﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ..؟
ﺳﺒﺎﻕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻳﺤﺘﺪﻡ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ و ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻄﺎﻣﺤﻮﻥ ﻟﻤﻨﺼﺐ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺇﻳﺪﺍﻉ ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺗﺮﺷﺤﺎﺗﻬﻢ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﺨﻮﺽ ﻏﻤﺎﺭ ﺛﺎﻧﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﺎﺳﻴﺔ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .. المشهد السياسي يتجه نحو تغييرات و إصطفافات جديدة ﻓﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﺴﺒﺴﻲ ﻗﺪ ﺃﺭﺑﻜﺖ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﺎﺳﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷﻭﺍنها
في ظل ان المشهد السياسي التونسي يعيش صراعا بين الأطياف السياسية بسبب لعنة الانشقاقات المتلاحقة و قد أنهكهم الصراع السياسي و التحضيرات إستعدادا للتشريعيات إلا ان برحيل رئيس الجمهورية السبسي قلب الموازين لرئاسية قبل التشريعية ..
السؤال المطروح حول حركة النهضة و مرشحها أصبح أمره محسوما بترﺷﻴﺢ الشيخ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻣﻮﺭﻭ.. و ﺍﻵﻥ أصبح ﻣﺮﺷﺤﻬﺎ ﻟﻺﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭﻋﺼﻔﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ..و ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ البعض ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻗﺪ يتغير… ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻏﺖ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ..ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺮﺷﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻋﻘﺐ ثورة 17 ديسمبر 2010.. ربما تكون قد لعبت ورقتها الرابحة او قد تخسر المعركة ..ربما تكتيك سياسي من النهضة و ذلك بعد تقديم الإنتخابات الرئاسية على الإنتخابات التشريعية..و من المؤكد ان ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺴﺒﺴﻲ ﺃﺭﺑﻚ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺮﺷﺤﻬﺎ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﻴﺔ، إلا ان الوضع تغير الآن لا إراديا و أصبح التكتيك السياسي سيد الموقف وربما الحدث الغير متوقع في تقديم موعد الإنتخابات الرئاسية أربك المشهد السياسي و سيحدث تغييرا يحسم التشريعيات ..
الوضع الكارثي سياسيا ،إقتصاديا و إجتماعيا يحتم علينا ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .. و لا ننسى ان حركة النهضة شريك في الحكم و شريك في الأزمة و قد تستعمل تكيكاتها السياسية للبقاء في المشهد و الشعب لا يستطيع معاقبة الفاشلين إلا من خلال الإقتراع فالصندوق هو الفيصل لكنس الرداءة..
فالشعب أصبح يدرك خطورة الأزمة التي مرت بها البلاد و لن تنطلي عليه حيلة بما يسمي ب “وصية السبسي” حول مرشح معين او عن ترشيح شخصية سياسية للرئاسة..فالسبسي سياسي محنك و رجل عظيم أوصى بالوحدة والاصطفاف وراء المصلحة العليا للبلاد و الحفاظ على المسار الديمقراطي ..
فأية تداعيات على مصير الإنتقال الديمقراطي بعد رحيل السبسي ؟
اﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻟﻪ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍلحقيقية، ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ويضع ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻠﺘﺤﻖ ﺑﺮﻛﺐ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ.. للخروج بتونس لبر الآمان .
يجب ان يقول الشعب يكفي استهتار بالبلاد و مراهقات سياسية و تكتيكات او تحالفات انتهازية .. يجب ان تكون هناك ديمقراطية حقيقية ،المشهد السياسي الحالي يوحي على أنه “ديمقراطية بلا ديمقراطية” وأن المشاركة السياسية للشعب تقتصر على مجرد الإدلاء بصوته و إنتخاب أي ان كان دون قراءة عواقب و نتائج المتاجرة السياسية ..
فأحذروا من عودة الإستبداد عن طريق وجوه بريئة ..